السبت 28 ديسمبر 2024

الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

انت في الصفحة 7 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

يفرد مياهه على خصره ومال يستند على الحائط ومازال يجابه عقله بتبرير حقيقة شعوره تجاه تلك الفتاة!ار 
مراد باشا  
انتفضت نبرتها قلقا فليس معتادا على إتصاله الغريب 
فطيمة كويسة 
أسرع يطمنه 
بخير متقلقش أنا بس كنت محتاج مساعدتك  
أتاه صوت الجوكر الهاتف باهتمام 
أعتبر موضوعك منهي لو في إيدي  
إعجب بثقته برده الصارم وقال بوضوح 
فطيمة أخيرا وبعد الشهور دي كلها اتكلمت والنهاردة كان أول جلسة علاج ليها وفي الحقيقة يا مراد من خلال كلامي معاها قدرت ألمس مدى احترامها وحبها الكبير ليك يعني لو في وسيلة تواصل بينك وبينها أظن هيسهل الموضوع جدا  
أجابه بترحاب 
أنا أعمل أي حاجة عشان فطيمة ترجع لطبيعتها ولو اتطالب الأمر هسافرلك انجلترا من بكره لو تحب  
رفض موضحا له وجهة نظره كطبيب متخصص 
لا أنا حابب في البداية يكون في اتصالات بينكم لإني مش ضامن هيكون رد فعلها أيه لو شافتك وش لوش خصوصا إنها لسه في البداية  
تفهم الجوكر وجهة نظره وأبدى تضامنه الكامل معه 
زي ما تحب المهم إنها تتحسن وترجع زي الأول  
استغل علي مكالمته الهامة مع مراد زيدان فبدأ بطرح سؤاله قائلا 
طيب كنت حابب أسالك عن شيء  
اتفضل  
جلس على الفراش وأسند هاتفه إليه وهو يجذب نوته ليردد 
مجرد تذكره تلك الفترة العصيبة التي مر بها بحياته أظلمت حدقتيه وود لو عاد بحياته ليقتص منهم بدلا من أخيه رحيم زيدان ولكنهم بالنهاية لاقوا حتفهم بما يستحقوه فسحب نفسا مطولا قبل أن يجيب 
دون علي ملحوظة هامة وعاد يسأل من جديد
طيب بعد خروجكم
أتاه صوته الذكوري المتعصب رغم هدوئه
ده رحيم أخويا اللي كان جنبها لحد ما استرديت صحتي وفوقت من تاني  
قابلتها 
مرة واحدة وكانت حالتها متدهورة ومبتتكلمش نهائي  
أكد عليه علي بعدما استوعب نقطة كان يشك بها 
مراد بعدك عن فطيمة بعد خروجكم من الحبس ده كان سبب من الاسباب اللي خلها تفقد الأمان على ما أعتقد بعد أول جلسة مكنش ليها تعارف كامل بأخوك يعني بالنسبالها شخص غريب يمكن ده كان بداية 
يمكن  
وبرجاء قال 
من فضلك يا علي اهتم بفطيمة بتمنى في اليوم اللي تسمحلي فيه بزيارتها تكون واقفة على رجليها واستعادت صحتها  
أجابه وهو يمنحه وعدا قاطعا 
هيحصل إن شاء الله متقلقش  
وبلطف قال 
بعتذر إني أزعجتك في وقت متأخر زي ده تصبح على خير  
رد بإيجاز ووداعة 
أنا تحت أمرك في أي وقت يا علي  
أغلق الهاتف فور انتهاء مكالمته ونهض لخزانته يرتدي ثيابه ليغفو بعمق بعد عناء شهور النوم المتقطع  
اتخذت قرارها بعد أن قضت ليلها بأكمله تفتكر فيما ستفعله باكية تحتضن جسدها ضعيفة في خلوتها بينها وبين ذاتها قوية فور خروجها من باب غرفتها تبدو كالحديد القوي الذي لا يهاب شيئا كاسر وهي بالحقيقة هاشة خاوية 
حملت مايسان الحقيبة الفارغة ووضعتها على الفراش ثم جذبت الملابس من الخزانة ووضعتها داخلها ودموعها لا تتركها وضعت حدا لمعاناتها تاركة من خلفها حساباتها المعقدة حول حزن خالتها لقرارها هذا يكفيها تحمله طوال الخمسة أشهر الماضية من زواجهما 
قلبها يئن كفى ألما كفى قهرا كفى إهانة ولوعة كفى تحمل الهجر والكراهية كفى!
أغلقت حقيبتها وهي تزيح دموعها واتجهت للسراحة تضع حجابها فوق فستانها الأسود وهي تتفحص ساعة الحائط لتتأكد بأن الوقت متأخرا لتضمن المغادرة ليلا دون وداع أحدا لا تريد لخالتها أن تلين قلبها مجددا 
جذبت حقيبتها وجمعت جواز سفرها وما يخصها فقاطعها رنين هاتفها الموضوع على الكوماد أسبلت عينيها بدهشة بالمتصل بتلك الساعة المتأخرة من الليل فما أن رفعت الهاتف حتى همست بعدم تصديق 
عمران! 
بقيت ساكنة بوقفتها لا تعلم هل تجيبه أم لا ولكن الغريب بالأمر أنه يتصل بها والأغرب ذاك الوقت المتأخر كادت مايسان باجابته ولكن ما فعله جعلها تلقي الهاتف على الفراش وتعود لتستكمل استعدادها للرحيل فتوترت حركتها وعينيها لا تترك الهاتف المتروك على الفراش فرددت لذاتها 
لا يكون في حاجة عمره ما اتصل بيا بوقت زي ده! 
انتصر قلبها عليها فرفعت الهاتف إليها وبقيت صامتة تتلصص لما سيقوله هو فارتجف جسدها فور سماع صوته الواهن يردد 
مايسان  
نبرته كان مقلقة للغاية وبالرغم من ذلك ادعت برودها 
خير يا عمران نسيت حاجة حابب تقولها  
ابتلعه الصمت قليلا ثم قال بإنهاك شديد 
أنا تعبان أوي يا مايا مش قادر أسوق خاېف آآ خاېف أعمل حاډثة وأقابل ربنا وأنا سکړان وكلي ذنوب خاېف من مقابلته  
واسترسل دون توقف 
خۏفت أكلم علي هيتنرفز لو شافني بالحالة دي وأكيد فريدة هانم هتعاقبني لو لجئت ليها ملقتش غيرك  
رددت بلهفة ضړبت خفقات قلبها المتسارعة 
أنت فين أنا جيالك حالا  
ابتسم وهو يجيبها بتعب ومازال جسده ملقى على الجزء الأمامي للسيارة 
مش عارف أنا فين! 
جذبت حقيبتها وهرولت للخارج وهي تردد لاهثة 
ابعتلي اللوكيشن وأنا دقايق وهكون عندك أرجوك خليك في العربية متنزلش آآ أنا مش هسيبك  
ارتعش جسده فور سماع تلك الكلمة التي أبقيته أمانا قليلا فأرسل لها موقعه قبل أن يغلق عينيه مستسلما للنوم المؤقت  
وقفت تراقب سواد الليل الكحيل برهبة ومع ذلك تغلبت على خۏفها الغريزي واندفعت تجاه سيارتها حبه القابع بقلبها كالظل الساكن للجسد مدها بالقوة جعلتها غير واعية لمخاوفها تلك فصعدت لسيارتها وحررت بريموتها حاجز البوابة الخلفي لتنطلق بسرعة البرق وهي تتفحص الهاتف من أمامه تتبع الاشارة يكاد قلبها يتوقف أكثر من مرة وهي تتخيله يخالف ما قالت ويقود بذاته فيصطدم بأحد الحافلات فرددت باڼهيار 
يا رب قصر طريقي ووصلني ليه!
كادت بأن تنقلب السيارة بها أكثر من مرة تفادت أكثر من حاډث حتى وصلت للإشارة المتبعة ظهرت سيارة عمران من أمامها وجدتها معاكسة للطريق لا يفصله عن الجسر الفاصل بين الرصيف والمياه سوى خطوات معدودة وكأنه تفادى سقوطه فعليا 
تلبدتها الغيوم فور تخيلها بأن السوء قد أصابه بالفعل فخلعت حزام أمان السيارة وهرولت تناديه بصړاخ متلهفا 
عمران  
طرقت على باب السيارة في محاولة لتفحصه من عبر النافذة القاتمة وجدته يتحرك بصعوبة ففتح الباب مرددا وهو يرفع جفنيه بتثاقل 
مايا جيتي لوحدك في الوقت ده! 
مالت بجسدها تجاه السيارة تستند على حافتها العلوية وهي تجاهد ألا تفقد وعيها من فرط حالة الذعر التي خاضتها منذ قليل 
تابع عمران انقباض صدرها وصوت أنفاسها المسموعة فمال بجسده على التابلو متفوها بارهاق 
أنا شرحلك حالتي قبل ما تخرجي من البيت مالوش داعي العياط على حالتي البائسة روحيني أنا تعبان ومش قادر  
استمدت قوتها وانحنت إليه تعاونه على الخروج من السيارة أخفضت ساقيه أولا بعيدا عن المقعد ثم لفت ذراعه حول رقبتها فخرج صوتها يهمس من فرط الحركة 
اتحمل عليا يا عمران لحد عربيتي  
أتكأ عمران على باب السيارة حتى نجح بالوقوف فاختل توازنه من أثر الدوار كاد بالسقوط لولا يدها التي تركزت على صدره بقوة 
وزع نظراته بين يدها اللامسة لقلبه ويدها الاخرى التي تحيطه ليرفعهما لعينيها زوت حاجبيها بدهشة حينما وجدت عينيه متورمة ومازالت تحتفظ بأثر بكائه تمزق نياط قلبها فور تخيلها إنه كان يبكي منذ قليل أرغمت قدميها على التحرك به لسيارتها وبصعوبة نجحت بفتح باب السيارة فارتمى باهمال على مقعدها 
حاول رفع قدميه ولكنها لم تستجب إليه الا حينما رفعتهما إلى السيارة وقالت قبل أن تنحني 
هجيب مفاتيح العربية وحاجتك وجاية  
هز رأسه دون اكتثار فأغلقت باب السيارة ثم أسرعت لسيارته جلست محله تجذب مفاتيح السيارة ومن ثم جذبت هاتفه ومحفظته الملاقاة بالمقعد المجاور له وكادت بالخروج لولا أن لفت انتباهها تلك الزجاجة الملقاة أرضا بالسيارة تحمل بقايا الخمر ألقتها مايسان من النافذة پغضب وغادرت سريعا بعد أن أغلقت الباب 
هترجعيني البيت لفريدة هانم تعاقبني  
أسبلت بعينيها الباكية تأثرا برائحة البرفيوم النسائي الذي يفور منه وقالت وهي تدعي انشغالها بالطريق 
هنروح شقة بابا اللي هنا مفتاحها معايا  
أغلق عينيه باستسلام لنومه المرهق ولم يفق الا على هزات يدها وصوتها المنادي 
عمران وصلنا  
هبطت مايسان واتجهت إليه فعاد يحتمل عليها حتى وصلت به للمصعد فوضع رأسه على كتفها وهو يشعر بأنه على وشك فقدان الوعي بأي لحظة أمسكته مايسان پألم جسدها الرفيع لا يحتمل جسده الممشوق ومع ذلك حرصت بالا تتركه تفحصت المصعد حتى صدح بالطابق الثالث عشر فخرجت برفقته حتى وصلت للشقة فشلت مايسان باستخراج مفتاحها فقالت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة 
عمران المفتاح في الشنطة حاول تجيبه  
منحها نظرة مشوشة فجذب حقيبتها المعلقة بذراعها وعبث بها بنصف عين وجد ما يريد فقدمه لها وعلق حقيبتها بذراعه بشكل أضحكها رغما عنها فانقطعت بسمتها فور أن همس 
إنت واخده في الشنطة جواز سفرك ليه 
تجاهلت سؤاله ودفعته للداخل فأشار لها بتعب على الأريكة 
خليني هنا معتش قادر اتحرك  
رفضت معللة 
أوضة النوم قريبة متقلقش  
انصاع لها حتى ولجت به لأحد الغرف الجانبية عاونته ليجلس على الفراش وجذبت الغطاء إليه فأبعده عنه وعاد ليجلس مجددا وهو يردد بنفور غريب 
هأخد شاور الأول  
تعجبت من أمره فمنذ قليل أخبرها بأنه لا يحتمل والإن يرفض الراحة ومع ذلك لم تعترض عاونته مايسان بصعوبة تلك المرة بعد أن اشتد التعب به للغاية فكان يئن وهو يردد بهمس ساخرا 
أنا تعبتك معايا بس ده دين وبتردهولي  
حدجته من هذا القرب الخطړ بنظرة استغراب فقال 
فاكرة واحنا صغيرين كنت دايما بشيلك على كتفي  
قست نظراتها تجاهه فكاد أن يختل توازنه فرفع يديه معا حولها شعر بأنه سيسقط لا محاله ولكنه وجدها تسانده بكل قوتها فاتبع خطاها لحمام الغرفة قائلا بعاطفة غريبة تهاجمه 
عمري ما كان ليا أصدقاء مصريين غيرك كنت بستنى كل أجازة عشان أنزل مصر وأسمعك وانتي بتحكيلي عن دراستك وحياتك  
وابتلع ريقه بمرارة تلثم لسانه ومازال نفوره يزداد 
كان نفسي علاقتنا تفضل كويسة على طول يا مايا  
وتمعن بالتطلع لفيروزتها 
يمكن لو كانت سابتني أختارك بارادتي مكنش شيطاني وزني إني مڠصوب عليكي وإنك مش اختياري  
انهى حديثه بسعال قوي جعلها تنتفض بړعب من حالته الغريبة وبرعب قالت
عمران مالك! 
احتمل ليصل للمرحاض فدفعها للخلف وسقط يتقيء بتعب شديد وكأنه يصارع المۏت بكت مايسان وهي تتأمله عاجزة عن مساعدته لا تعلم ماذا ستفعل 
تركته وركضت للخارج ثم عادت بالهاتف تشير له 
أنا هتصل بعلي  
جلس أرضا على السجادة القريبة من حوض الاغتسال ېصرخ بصرامة آمرة 
أووعي تعمليها  
وجذب

انت في الصفحة 7 من 60 صفحات