الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
شمس هانم كانت بتتمشى بالحديقة واتكعبلت في طرف الفستان وكانت هتقع
ابتسم راكان وربت على كتفه بفخر
إنت مش بس منقذي المخلص يا آدهم شكل هتكون المنقذ الرسمي لافراد عيلتي كلها
طعنه آدهم بنظرة غامضة يخفي من خلفها دوافعه الحقيقية ومع ذلك اختطف بسمة ثابتة وهز رأسه بخفة
اخبره راكان
اتصل بالسواق يجيب العربية عشان نوصل شمس هانم
هات العربية قدام الشركة يا حامد
استدار راكان تجاهها فشملتها نظراته فردد بدهشة
شمس فين الشوذ بتاعك!
حكت جبينها بتوتر فاحنى آدهم رأسه ضاحكا خشية من أن يرأه أحد بينما تلعثمت بردها
آآ أنا بس كنت حابة أجرب النجيلة عندكم في الشركة ناعمة ولا خشنة
دي نقاط مهمة متخدش بالك إنت منها الستات دقيقة جدا
أحمر وجه آدهم من فرط كبته للضحك بينما رفع راكان يده لصدره ليشير لها
اسندي لما نوصل للشوذ بتاعك عشان نخرج
وما أن طوفت ذراعه حتى تحرر رنين هاتفه للمرة الألف راقب راكان الشاشة فابتعد وهو يشير للخلف
اقترب منه ليجده يهمس له
ساعد شمس هانم معايا مكالمة مهمة
احتل آدهم مكانه فاحنى يده لصدره ارتبكت شمس وهي تستند بيدها على ذراعه ثم تحمل طرف فستانها باليد الاخرى لتتفادى الحشائش المبتلة تلون وجهها بخجل وقلبها ينبض تأثرا لقرب ذاك الغريب منها انتهت مسافتها القصيرة حينما وصلت للحاجز الرخامي فحملت طرف فستانها وصعدت عليه تركها آدهم وكاد بالتراجع لتوقفه كلماتها
آدهم
ابتسم مجددا وقال دون أن يلتفت لها
العفو يا شمس هانم
غادر من أمامها تاركا قلبها يكاد يركض من خلفه ولجت شمس للداخل ومازالت بسمتها لا تفارقها فارتدت حذائها وخطت للخارج بفرحة لم تشعر بها يوما صعدت بالسيارة بالخلف جوار راكان الذي مازال يتابع حديثه بالهاتف طوال الطريق حتى لحظة هبوطها من السيارة وذاك الأمر لم يزعجها تلك المرة كل ما يشغلها هو ذاك الحارس آدهم
دلف علي حتى بات قبالته فتحرر من صمته بسؤال تحرر بعصبية
تلبس رداء الثبات قبالته ليجيبه ببرود
ماذا يتوجب على الطبيب فعله!
رده الفظ دفع علي ليردد بنفس وتيرته
أنا الطبيب المسؤول عن علاج فطيمة لا يحق لك التواجد هنا
ابتسم ساخرا مردفا
سمعت إنك مسؤول عن حالتها منذ ثمانية أشهر ولم تتحسن حالتها ربما أنا الأجدر بعلاجها دكتور علي
وتركه وقبل أن يغادر من باب الغرفة قال
فكر جيدا بالأمر
منذ لحظة قدومه للمشفى وهو يضعه بخانة منافسته الرخيصة وأخر ما توقعه علي أن يسخر منه بتلك الطريقة وضع علي باقة الزهور على الكوماد المجاور لفطيمة ثم جلس على المقعد المجاور لها باهمال
أزاح نظارته الطبية عنه وهو يفرك مقدمة أنفه بضيق شديد لأول مرة يعجز عن علاج أحد حالاته وليكن صادقا مع نفسه فطيمة تهمه كثيرا ربما لذلك يرغب بشدة أن تعود لحالتها الطبيعية
استدارت بوجهها للكوماد تتأمل الزهرات ناصعة البياض ببسمة رقيقة اعتادت على شم تلك الرائحة العطرة كل صباح فور ولوج علي لغرفتها ممتنة لحمله كل يوم باقة زهور مميزة إليها غامت معالمها فور أن سلطت عليه ليتها تعلم الحديث بالانجليزية لتعرف ماذا ضايقه هذا الطبيب
انتبهت له يستقيم بجلسته تجاهها وهو يجاهد لرسم بسمة صغيرة وردد بصوته الرخيم
صباح الخير يا فطيمة
وحرر غطاء قلمه ثم جذب النوت ليبدأ قائلا
النهاردة هنحاول نرجع مع بعض لذكرياتك أكيد في طفولتك كان في مواقف حلوة كتير يا فطيمة والحلو إنك مش هتتكلمي عن حاجة تضايقك
وتابع تعبيراتها باهتمام ولم يحصل على أي رد فعل إيجابي
أغلق علي دفتره ثم اقترب بجلسته إليها يخبرها بانهاك
فطيمة سكوتك ده هيضرك أكتر مش هيفيدك في شيء أنا مازلت بحاول معاك وبتمنى تساعديني عشان أقدر أساعدك وأعالجك
وتابع برجاء غريب
من فضلك حاولي تساعديني اتكلمي واحكيلي عن اللي مريتي بيه ده هيهون عليكي كتير
تحررت دمعة على خديها جعلته زفر پاختناق فاتجه للشرفة يحرر ستائرها مستندا بجسده على العمود المجاور للشرفة اطال بصمته ثم قال بعد سكونه
شكل دكتور آرثر صح أنا فشلت أعالج حالتك وهو أولى بيك مني
وغادر الغرفة وعلامات الحزن والاستسلام تغدو وجهه دون راجع
فور نطقه لتلك الكلمات اعتدلت فطيمة بجلستها وعينيها تبرق پصدمة مما استمعته فهزت رأسها پجنون وهي ترفض حقيقة ابتعاده عنها ابتلعتها حالة من الصرع فتشنج جسدها من جديد مما جعل الممرضات تهرول للداخل إليها
وقف أمام غرفته القابعة بالطابق الثالث والأربعون بالفندق يلتقط أنفاسه بانتظام وكأنه يستعد لما سيخوضه بالداخل يستند بيده على الحائط في محاولة لتقوية نفسه التي ستضعف فور رؤيتها
ولج عمران للداخل باستخدام بطاقته
حبيبي هل عدت!
انطوت داخل احضانه وهي تهمس له
اشتقت لك كثيرا
ألكس هناك أمرا هاما أود إخبارك به أولا
لا أريد سواك
دفعها عنه برفق مصرا على طلبه
ألكس من فضلك
ابتعدت عنه وهي تراقب ملامحه المهمومة باستغراب
ما بك عمران أخبرني
جلس على الأريكة وهي من جواره ضم شفتيه معا قبل أن ينطق
لا أرغب في ارتكاب معصية أخرى أريدك أن تقبلي عرض الزواج مني
زمت شفتيها بسخط لعودته لنفس الحديث الممل فاتجهت لزجاجة الخمر تسكب منه بكأسها
بحقك يا عمران هل عدت لحديثك هذا مجددا أخبرتك سابقا إني لا أريد الزواج ولا أحبذ سماع تلك التفاهات المتعلقة بدينك المتسلط
احمرت عينيه ڠضبا فنهض عن الأريكة ېصرخ بحدة
تأدبي بالحديث ألكس والا اقتلعت عنقك
خشيت أن تسوء الأمور بينهما فهرولت إليه تردد بخداع نبرتها المغرية
أعتذر لك لا أقصد اھانتك ولا إهانة ديانتك ولكني سئمت من تكرار حديثي لك أنا لا أريد أي قيود عمران والزواج بالنسبة لي أكبر قيد
أنا أرغب بك دون أي قيد وأعلم بأنك تحبني مثلما أحبك
هرع علي لغرفتها ليجد عددا من الاطباء والممرضات يجتمعون داخل الغرفة لتعسر حالة فطيمة ابعد من بطريقه ليصل للفراش فوجدها تتشنج پعنف ونظراتها تحيط بمن حولها پذعر فردد بلباقة
أعتذر منكم جميعا ولكن وجودكم هنا يثير ريبتها من فضلكم
خرج الجميع الا آرثر صمم البقاء ليتابع الحالة بفضول أراد باصرار متابعة حالتها ولديه رغبة بتحقيق الانجاز الذي فشل به علي يتخيل نجاحه الساحق بعد علاج حالة فطيمة
سلط نظراته عليه فوجده يدنو منها وهو يشير لها بكلمات عربية فشل آرثر بفهمها
فطيمة اهدي مفيش حاجة كلهم خرجوا
فور رؤيته بدأت في الاسترخاء وعينيها لا تتخلى عنه فالتقط اذنيها صوت هذا الدخيل التي بات منفرا لها حينما قال آرثر
أعتقد بأنها تحتاج لأبرة مهدئة
أجابه علي بغيظ من بقائه رغم طلبه الصريح من الجميع بالخروج
لا تحتاج لها بدأت بالاسترخاء بالفعل
زم آرثر شفتيه وهو يخبره بلطف مصطنع
دكتور علي أنت لا تجيد التعامل مع الحالة أرجوك دعني أجرب أعتقد بأنها ستتحسن إن حاولت
صمت علي وشرد قليلا نظراته العاجزة المسلطة على فطيمة جعلتها تسترجع حديثه الأخير فخشيت أن يترك له أمرها مثلما خمنت استقام علي بوقفته واستدار ليكون قبالة أعين آرثر موليا لها ظهره فاحتقن وجهها وكأنه يغادر عنها ويتركها من خلفه انقبض قلبها فتحرك جسدها بعنفوان فلم تجد سوى وسيلتها الوحيدة للنجاة
رفعت فطيمة يدها المرتشعة لتقربها من يد علي فتمسكت بيده بقوة جعلت جسده يتصلب صدمة وببطء استدار ليجدها تجلس على الفراش ويدها تتمسك به وما زاده صدمة فوق صډمته حينما ناطحت آرثر بنظرة قاټلة ورددت بحروف ثقيلة وكأن صوتها كبت لألف سنة
دكتور علي هو المسؤول عن حالتي!
يتبع
الطبقة الآرستقراطية صرخات أنثى بقلم آية محمد رفعت
٩٦ ٢٣٩ م زوزو صرخات أنثى الطبقة الآرستقراطية
الفصل الثالث
إهداء الفصل للقارئات الغالياتهاجر محمدمروة سعيدرحاب حمديمنار نادرسحر صابرملاك أسامةمنى قدريةفريال أحمدرحمة محمد شكرا جزيلا على دعمكم المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنكم بحبكم في الله قراءة ممتعة
شعر وكأنه يتوهم سماع صوتها الټفت علي إليها ونظراته مصوبة عليها بعدم استيعاب بينما انسحب آرثر وقد تسنى له مفهوم ما فعلته حتى وإن كانت نبرتها العربية غريبة عليه فتمسكها بيده جعله يفطن الأمر دون تفكير
فور خروجه سحبت فطيمة يدها عن يد علي بخجل شديد ودمست وجهها أرضا بحرج لما فعلته لجئت لصمتها مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يسمح لها علي بذلك فجذب المقعد وقربها منها وهو يردد بعدم تصديق
بقى أنا بقالي 8شهور طالع عيني معاك يا فطيمة عشان بس تتكلمي ويجي آرثر المغفل يخليكي تتكلمي في دقيقتين!!
اختطفت بسمة صغيرة على شفتيها تمكن من رؤيتها بوضوح فابتسم تلقائيا وهو يراقبها وردد مازحا
بتضحكي! شكلك شايفاني أنا المغفل مش هو صح لإنك قدرتي تخدعيني طول الفترة دي
رفعت عسليتها إليه لتمنحه نظرة حزينة تسلل عمقها لنبرتها المرتجفة
سكاتي هاد المدة كاملة حيت ما بغيتش نتكلم على اللي داز عليا أ دكتور علي
سكوتي طول المدة دي لإني مش حابة أتكلم عن الماضي يا دكتور علي
حقق نقطة بسجله الطبي وها هي تستجيب للحديث بعد رحلة عناء منه لذا لن يفوت فرصته فبدأ بالحديث بإحكام وبحسن اختيار ألفاظه بعد معاناة لفهم نبرتها المغربية
بالعكس يا فطيمة الماضي عمره قصير وبيتنسي بس قبل ما يتنسي لازم نداوي جرحه الأول عشان نقدر نكمل ونبدأ من جديد
ضمت شفتيها معا بقوة جعلت أسنانها تنغرس فيهما وقالت بلسان ثقيل
داكشي اللي داز عليا ماشي قصة حزينة غنبكي عليها عامين و لا تلاتة و ننسى اللي فات غيبقا معايا واجعني و ضارني لاخر حياتي
ضيق عينيه بعدم فهم تلك المرة فاستغنت عن نبرتها المغربية وقالت باللهجة المصرية المعتادة لسماعها من مراد ومن الطبيبة يارا المسؤولة عن حالتها سابقا فقالت
اللي فات من حياتي مش قصة حزينة وهبكي عليها سنتين تلاته اللي فات ۏجع هيدوم معايا لأخر عمري
رد عليها بلهفة
وأنا جاهز أشاركك الۏجع ده يا فطيمة
رفعت عينيها إليه بارتباك