الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
تعمله!!
لعق شفتيه بتوتر وقال بتلعثم
ألكس رافضة ترتبط بيا إنت عارف إن ديانتنا مختلفة وآآ
جذبه من تلباب جاكيت بذلته وهو يصيح بانفعال
أنت جنس ملتك أيه! واقف قدامي بكل بجاحه تبرر وساختك إنت عارف مصيرك أيه!
وتابع وهو يحتد من مسكته
أنت نسيت هنا دينك يا عمران ونهايتك هتبقى أبشع مما تتخيل إبعد إبعد عنها وعن الشياطين اللي حوليها
يا عمران إفهم مفيش حد في الكون كله يستاهل إنك تعصي ربنا وترتكب كبائر زي دي بص حواليك وشوف ربنا كارمك بأيه وأنت غافل عنه شوف نجاحك في شغلك والزوجة الصالحة اللي ربنا رزقك بيها امسك فيها بايدك وسنانك وخليها تطلعك بعيد عن
رفع رماديته الشبيهة لاخيه إليه ليرى دمعته المستكانة داخله وكأنه يخبره شيئا تفهمه علي وقال
أنا مش هفرض عليك تعيش معاها زي فريدة هانم بس أنا مش عايزك تظلمها معاك لو مبتحبهاش طلقها وسبها تعيش حياتها مع شخص تاني يديها اللي إنت مقدرتش تدهولها
أجابه بحزن
وتابع وهو يتجه للشجرة القريبة منه يتكأ عليها بتعب يضربه نفسيا فالتقط نفسا ثقيلا واستدار يخبر أخيه
لما أنت كنت في مصر أنا أصريت أطلقها عشان أنهي العڈاب اللي معيشها فيه ده بس ماما عاقبتني وأخدت مني الكريدت كارت وسحبت مني العربية وكل حاجه بمتلكها
مكنش في قدامي حل تاني بضغط على مايسان بكل قوتي عشان هي اللي تقف قدامها وتطلب الطلاق
ضحك ساخرا وهو يشير له باستحقار
قصدك بتهنها وبتدوس على كرامتها كرامة مراتك اللي هي المفروض كرامتك
حاول تبرير ما يفعله حينما قال
عايزني أعمل أيه يعني!
صاح بعصبية بالغة
واسترسل وهو يمنحه نظرة أخيرة
إنت ماشي في طريق كلها معاصي بداية من الخمړة للبنت اللي انت ماشي معاها صدقني يا عمران إنت مش أد ڠضب ربنا عليك
خرجت مايسان تنتظره جوار سيارته والدموع مازالت تختم على وجهها لا تعلم لماذا تحمل الحب له بالرغم من الكراهية الواضحة بعينيه لها مازالت تفتقده تفتقد تلك الليالي التي كانت تقضيها بانتظار هبوطه لمصر برفقة والدته كل عام كيف كان يبتسم فور رؤيتها ويقضي أغلب الأوقات برفقتها كان لا يفترق عنها أبدا تاركا الجميع يظنون بأن بينهما قصة حب عظيمة نهايتها الزواج المتوقع وحينما حدث ذلك تفاجئت بوجود تلك الفتاة بحياته وكأنه شخصا أخر غير ذاك الذي كانت تلتقي به كل عام ترسخ داخلها بأنه كان يستغلها بالفترة التي يقضيها بمصر ولكنه لم يسبق له بأن تعدى عليها مرة كان يعاملها برفق وحب ينبع داخل عينيه أزاحت دمعاتها حينما وجدت علي يدنو منها ليشير لها
يلا نرجع البيت يا مايسان شمس راكان قال هيوصلها
رفضت الانصياع إليه مرددة بتصميم
أنا جيت مع جوزي وهرجع معاه
أغلق باب سيارته وعاد يقف قبالتها قائلا بعدم تصديق
بعد اللي عمله جوه ولسه عايزة تركبي معاه!
تدفقت دمعاتها على وجنتها فابعدتها عنها وهي تخبره بصوت منكسر
أحسن ما أسيبه يروحلها
رمش باهدابه تأثرا بها فهمس بصوت حزين
غبي ومش مقدر الجوهرة اللي معاه
ورفع من صوته يخبرها وهو يعتلي سيارته
لو حصل حاجة كلميني
اكتفت بهزة بسيطة من رأسها وتوجهت لتقف جوار سيارة عمران حتى خرج فوجدها تنتظره وضع يده بجيب بنطاله وتساءل بضيق
مركبتيش مع علي ليه
ردت عليه بثبات قاټل
أنا مجتش معاه عشان أرجع معاه!
سحب نفسا مرهقا وأشار لها بالصعود باستسلام تحركت بآلية تامة لتجلس جواره فخيم السكون عليهما طوال الطريق تكبت هي بكائها بحرافية اعتادت عليها ويفكر هو بحديث أخيه حتى توقف بها أمام المنزل انتظرته يهبط ولكنه بقى بمقعده فعلمت بأنه يوصلها وسيغادر على الفور لم تتمكن مايسان اخفاء دمعاتها طويلا فتحركت يدها المرتشعة تقبض على معصمه المتعلق بالقيادة انتبه لها عمران فلف وجهه إليها فاندهش حينما وجدها تتطلع له بعينان باكيتان وصوته الشاحب يردد
بلاش تروحلها يا عمران بلاش تكسرني بالشكل ده كل يوم أنا لسه عندي أمل إنك هتسيب كل ده وترجعلي
تألم قلبه القافز بين ضلوعه لا ينكر بأنه كان يكن لها حبا في وقت مضى من حياته ولكن فور ظهور ألكس بحياته منذ ثلاث سنوات وهو لا يرى سواها وكأن مايسان لم تزور قلبه في يوم مضى طال صمته ووصلت لها إجابته فسحبت يدها عنه وخرجت من السيارة على الفور
انهال عمران بجسده للامام وهو يواجه كل ما يعتريه من ألم مبالغ به سئم من حياته ومما يواجهه بمفرده فحسم أموره بإنهاء عڈابه وخوفه الشديد من الله عز وجل حرك المفتاح ليقود سيارته من جديد متوجها للفندق تاركها تراقبه من الشرفة باڼهيار تام جعلها تجلس أرضا متعلقة بالستائر التي تكبت بها صراخاتها صرخات أنثى تعافر لاسترداد حبيب طفولتها الغائب خلف فترة مراهقة لا تود تركه أبدا
صعود مايسان لغرفتها ومغادرة عمران زرع الشكوك داخلها فصعدت لغرفة ابنها تطرق بابه وحينما استمعت لآذنه ولجت للداخل فوجدته يبدل ملابسه منحته فريدة نظرة متفحصة قبل أن تتساءل بحدة
إنت راجع تاني المستشفى يا علي
منحها ابتسامة جذابة ودنى منها يطبع قبلة على جبينها ويدها مرددا بحب
مساء الجمال كله على أجمل قمر بالكون كله
كعادته ينجح بنثر السعادة على وجهها ابتسمت وهي تردد بنفاذ صبر
دكتور علي البكاش إنت لحقت تقعد معايا عشان تلبس وترجع تاني
اتجه لخزانته يجذب حذاءه الأسود فجلس على حاملة الأحذية يرتديه وهو يجيبها
هعمل أيه بس يا فريدة هانم لازم أرجع عشان عندي كام كشف مهم النهاردة مقدرش أعتذر للأسف بس وعدي مازال مستمر هرجع بدري
هزت رأسها وهي تشير له
عفارم عليك
اخفى بسمته على كلمتها المعتادة التابعة لعهد مضى ومع ذلك تمعن بنظرته المحبة لها شعرها القصير المرتب حول وجهها فستانها الآنيق وحذائها ذو الكعب العالي الذي إعتاد رؤيتها ترتديه أينما كانت حتى ولو بالمنزل عينيها العسلية المزينة بالكحل الأسود وبشرتها البيضاء الصافية
أحيانا يشعر وكأنها شقيقتها الكبرى وليست والدته بالمرة مازال حتى تلك اللحظة يتقدم إليه عدد من الرجال لخطبتها فضحك رغما عنه حينما تذكر كيف كانت تغضب وتثور وخاصة حينما كان يخبرها علي بأنه ليس معترضا آن أردت الارتباط
كعادتها تعيد عليه حساباتها الدقيقة حول تضحيتها بالزواج في سن مبكر وبالأخص بعد ۏفاة والده كانت حينها تبلغ الثلاثون من عمرها
أفاق من شروده على صوتها المنادي
روحت فين يا علي!
تنحنح بحرج
مع حضرتك
عادت تكرر ما قالته مجددا
سألتك اللي إسمها ألكس حضرت الحفلة
سحب عينيه عنها بارتباك وادعى انشغاله بتصفيف شعره مرددا
مخدتش بالي
احمرت عينيها فنهضت عن الفراش وتوجهت للخروج قائلة
ردك وصلني
انتهى الحفل أخيرا وانتهى دورها المثالي بالوقوف مع خطيبها المزعوم بحفل هام هكذا انتهت شمس من تناول طعامها فجذبت منديلا ورقيا تجفف فمها قائلة بضجر
راكان أنا كده أتاخرت خلينا نمشي بقى
ابتلع ما بفمه قائلا وهو يلتقط مناديلا ورقيا
أوكي يا بيبي هنتحرك حالا
انطلق رنين هاتفه الذي لا يكف عنه فأشار لها بحرج حينما وجدها تتأفف بغيظ
معلشي ثواني وراجعالك
وتركها تجلس على الأريكة التابعة لمكتبه السفلي وابتعد يجيب على هاتفه ابعدت شمس الطاولة القصيرة عنها ونهضت تتمشى بالخارج بضيق شديد فتحت الباب الزجاجي بالطابق الأرضي ووقفت تتنفس الهواء المنعش ببسمة ساحرة فتحت عينيها على مهل لتتفاجئ بالحارس الشخصي يقف على بعد منها لاح على وجهها بسمة صغيرة فخطفت نظرة سريعة على راكان الذي مازال يتابع حديثه الذي لا ينتهيثم تسللت للخارج بعدما خلعت حذائها حتى لا يستمع راكان لصوت خطواتها
خطت على أطراف أصابعها حتى وصلت للحديقة الخلفية للشركة حيث كان يقف آدهم منشغلا بتأمل هاتفه ليفيق على صوت صفير منخفض وصوت انوثي رقيق
كابتن
رفع عينيه إليها فتفاجئ بها ابتسم آدهم وهو يرد بتهذب
شمس هانم
رفعت طرف فستانها وتسللت بعيدا عن المياه الرطبة المحاطة للأرض الخضراء حتى وقفت جواره رمش بدهشة وهو يراقب قدميها دون حذاء ولكنه لم يعلق وعاد يراقب ما ستقول
اتسعت ابتسامتها وهى تربع يدها أمامه وعلى ما يبدو تشتتها وحيرتها بما ستفوه فقالت بعد صمت
أنا كنت عايزة أشكرك أنك مقولتش لراكان حاجة وأكد عليك من تاني أنك مسبقش إنك شوفتني فوق
تطلع لها بغموض ومازال يقف بثبات يزيد من جموده ظنته سيتحدث بالأمر فقالت برجاء
بليز مش تقول لراكان حاجة لحسن ممكن يقول لفريدة هانم وهتبهدلني
اخفى بسمته وردد باتزان قاټل
أنا بعتذر بس مش فاهم تقصدي أيه دي أول مرة أقابل حضرتك وش لوش يا شمس هانم
بدت كالبلهاء تحاول فهم ما يقوله فانفرجت شفتيها بضحكة واسعة ولفت اصبعها
آيوه آيوه فهمتك إنت بتمثل من دلوقتي
ضحك بصوته الرجولي وهو يهز رأسه
بالظبط كده
رفعت إبهامها له
براڤو استمر على كده
اتجهت لتغادر ومن ثم استدارت لتخبره
شكل كده هيكون بينا أسرار كتير يا آآ آآ
انقطعت كلمتها حينما تهاوت قدميها بالمياه الرطبة فكادت بالسقوط أرضا وكان ذراعه الصلب الأسرع لمساندة خصرها المرن تعلقت شمس تلقائيا برقبته في نفس لحظة استكماله لجملتها
آدهم إسمي آدهم
قالها وعينيه هائمة بعينيها وجهها الملائكي اختطفه وكأنها تملك تعويذة سحرية تشده بها رفرفرت بجفنيها وهي تتأمل عينيه عن قرب ذاك الغريب الذي اختطفها منذ أول نظرة وأول لقاء انتبه آدهم لراكان الذي يتقدم منهما فاستقام بوقفته جذبها لتقف أمامه وتراجع خطوتين للخلف واضعا يده خلف خصره المستقيم
لعقت شمس شفتيها وهي تحاول تهدئة أنفاسها اللاهثة وما زاد ريبتها وجود راكان الذي تساءل
في أيه
أجابه آدهم وعينيه الثاقبة تحيطه