دانيت
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الحادي والأربعون
في منزل مسعد غراب
زفرت إيناس بضجر بعد الإلحاح المستمر من عائلتها للضغط عليها للموافقة على خطبتها من باسل.
وكالعادة لم تترك إسراء المسألة تمر مرور الكرام دون أن تضع لمستها الخاصة.
جلست مع أختها في غرفتها ودافعت عنه قائلة
يا نوسة هتندمي ده فرصة حلوة !
ردت عليها إيناس بنبرة منفعلة
تابعت إسراء قائلة بجدية
ماهو لو انتي بتفكري بعقلك هتلاقيه مناسب جدا ليكي بس انتي كرهاه من غير سبب مقنع بصراحة !
لوت ثغرها وكتفت ذراعيها أمام صدرها ثم ردت عليها بنبرة شبه محتدة
أنا حرة !
اعترضت إسراء على ردها وهتفت قائلة
نفخت إيناس بنفاذ صبر وحلت ذراعيها ثم صاحت بضيق
إسراء لو سمحتي آآ...
قاطعتها أختها قائلة بنبرة رزينة
اسمعي يا نوسة كلنا بنحبك واحنا أهلك وعاوزين مصلحتك ولو في شيء معين مخليكي مش طايقة باسل قوليه دلوقتي !
ارتبكت من حصارها اللامتناهي من المبررات والدفاعات عن موقف باسل وردت عليها بتعلثم
لاحظت إسراء اضطرابها وذلك التوتر الظاهر في نبرتها فأنبئها حدسها أنها تخفي شيئا ما عنها أو ربما لديها ما يمنعها من الحديث.
حافظت هي على هدوء نبرتها وتابعت بحنو
أنا سمعاكي !
وكأن طاقتها على التحمل قد نفذت فهتفت منفجرة بحدة
بصي انتي مش عارفة ده كان بيتريق عليا زمان إزاي وكان اسلوبه قليل الذوق وفيه إهانة وآآ..
قصدك جلنف فظ
ردت عليها إيناس بحنق متذكرة قسوته
دي أقل كلمة توصفيها بيه إنتي مش متخيلة طريقته كانت إيه !
أصغت إسراء لما قالته بإنتباه وفكرت للحظات فيما تفوهت به وتركت لها العنان لتكمل بأريحية تامة دون أن تقاطعها وما إن انتهت حتى سألتها بجمود
بس اتغير صح
هه .. آآ.. شوية بس
ردت عليها إسراء بصوت جاد
ماتقدريش تنكري ده شكلك بيقول كده واللي أنا شايفاه بعيني إنه بيحبك !
صمتت ولم تعقب .. فتابعت إسراء بحماس محاولة إقناعها
نصيحة من أختك الكبيرة ماتضيعش حد كويس وبيحبك بجد لمجرد مواقف بايخة حصلت زمان بينكم وافتكري إن محدش بيفضل على حاله !
أضافت إسراء بمزاح وهي تلف ذراعها حول كتفي أختها الصغرى
وبعدين يا هبلة مش يمكن كان بيرخم عليكي عشان بيغير
التفتت إيناس ناظرة نحوها بنظرات مصډومة وشهقت بإندهاش
نعم بيغير !!!
حركت إسراء رأسها بالإيجاب قائلة
ايوه الراجل مش بيتحمأ أوي إلا لما بيغير وهو شكله واقع لشوشته
تحولت نظرات إيناس للين بعد الحدة وارتخت تعابير وجهها المشدودة لتفكر في كلمات أختها التي راقبتها بنظرات الخبيرة .. فهي ببساطة أزالت بحديثها العقلاني تلك الغشاوة عن ذهنها ربما هي محقة في هذا وتصرفاته المبالغة وقتها قد تكون دليلا على غيرته عليها.
بدأت تستعيد في ذاكرتها بعض من كلماته الخاصة بأن الوقت غير ملائم وأن تحتفظ بقالبها الذكوري المظهر حتى تنضج وكلمات مشابهة من هذا القبيل في وقت عجزت عن تفسير معناه العميق ..
نعم كان التفسير المنطقي المقنع والموضح لشدته وقسوته معها وقتها هو الغيرة ....
..........................................
في اليوم التالي
تأمل مسعد انعكاس هيئته في المرآة بداخل صالون الحلاقة الرجالي بإعجاب واضح بعد أن ارتدى بدلة عرسه رمش بعينيه عدة مرات ليتأكد أنه لا يحلم وأنه بالفعل يوم زفافه
المنشود ..
تساءل بإهتمام كبير وهو يمسح برفق على خصلات شعره المثبتة
ها إيه رأيك
ابتسم باسل له فقد لازمه منذ الصباح الباكر ولم يتركه للحظة حتى تأكد من انتهاء