دانيت
جار القمر !
لم تنتبه إيناس إلى وجود باسل خلف مسعد فشهقت بتوتر حينما رأته يتأملها بنظرات متفرسة ..
واكتسى وجهها سريعا بحمرة بائنة فأبعدت أنظارها عنه وحافظت على هدوئها الزائف.
التوى ثغره بإبتسامة شبه متباهية فقد بات شبه متأكدا من أحداثه لتأثير عليها ومع ذلك فتأثيرها عليه لا يضاهيه أي شيء..
كانت ترتدي إيناس ثوبا ملائما لتلك المناسبة من اللون الذهبي يلامس ذيله الأرضية وكتفيه يغطيان ذراعيها بقماش شفاف من طبقتين وفتحة صدره تشبه ياقة القميص وبالطبع كان خاليا من أي فتحات مٹيرة أو لافتة للأنظار بطريقة مبالغ فيها.
تحرك هو للأمام ووقف قبالتها.
تأملها بنظرات مباشرة أحرجتها نوعا ما ثم الټفت برأسه ناحية سابين وأردف قائلا بابتسامة مهذبة
مبروك يا سابين ربنا يتمم بخير
شكرته مجاملة وبعدها استدار ليحدق بإيناس مرة أخرى وأكمل بثقة
ردت هي عليه بإقتضاب
إن شاء الله !
هتفت الصغيرة جينا بمرح وهي تجذب بنطال مسعد
دادي !
الټفت برأسه نحوها وأخفض نظراته إليها وردد بضجر هامس
مش وقتك خالص !
هتف باسل بجدية ومشيرا بيده
يالا يا جماعة الناس زمانهم منتظرينا في القاعة !
تحرك بعدها الجميع في اتجاه الباب الخاص بالمركز مصحوبين بالزغاريد والتهنئات وتأبط مسعد في ذراع حبيبته وتأملها بعشق قائلا ومسبلا عيناه نحوها
ردت عليه برقة خجلة وهي تتحاشى النظر إليه
موسأد !
أخرج تنهيدة مشتاقة وهو يتابع بتلهف متحمس
آآآخ يا مهون يا رب !
أمسكت إيناس بكف الصغيرة جينا ولم تفلتها منها وتحركت خلف العروسين ..
سار باسل بجوارها متعمدا التغزل بها
على فكرة إنتي حلوة النهاردة !
نظرت نحوه بطرف عينها وأجابته بنبرة متغطرسة
رفع حاجبه للأعلى معجبا بثقتها بنفسها وأضاف بحنكة
بس انتي النهاردة حلوة بزيادة .. الصراحة تتخطفي !
شعرت بإنبعاث سخونية حارة من وجنتيها فجاهدت لتبدو صلبة جامدة غير متأثرة بوهج كلماته المتغزلة بها وردت عليه بحدة قليلة
هو مسموحلك تعاكسني كده عادي !
ضم قبضة يده ورفعها بالقرب من فمه ليتنحنح قائلا بخفوت
قاطعته قائلة بجدية دون أن تتبدل تعابير وجهها رغم احتفاظه بحمرته الخجلة
يبقى مشيها ميري أحسن !
مط فمه ليرد عليها بهدوء
ميري ! مممم.. حاضر !
ثم أكملوا سيرهم نحو الخارج ..
وقف مسعد في مكانه ليلتقط مع زوجته صورا تذكارية بينما بقيت إيناس مع جينا في الخلف تتابعهما بنظرات حانية ..
على فكرة ليكي عندي حاجة
تملكها الفضول لمعرفة ما الذي بحوزته فسأله بنبرة يشوبها عدم الاكتراث
حاجة ايه
نظر نحوها مطولا وأجابها بغموض
هي كذا حاجة بس محطوطة في علبة في العربية هتاخديها قبل ما تمشي
ردت عليه بتهكم ساخر
ايه حاططلي قنابل ولا أسلحة
ابتسم قائلا بجدية
مش للدرجادي أتمنى بس إنها
تعجبك !
زاد فضولها أكثر لمعرفة ما الذي أحضره لها وقبل أن تنطق بالمزيد هتف مسعد بنبرة عالية
نوسة خلي جينا تركب قدام معاكي !
حدقت في أخيها وردت عليه على مضض
طيب !
سلط مسعد أنظاره على سابين وفتح لها الباب الخلفي للسيارة لتجلس بداخلها قائلا بسعادة
اتفضلي يا عروسة !
اكتفت بالإبتسام وركبت في السيارة وأزاح ما تبقى بالخارج من ثوب زفافها ليضعه بالداخل وصفق الباب برفق ثم استدار مسرعا ليركب إلى جوارها وهتف في رفيقه بحماس
يالا يا باسل طير بينا يا بني !
نظر هو إلى كلاهما في انعكاس صورتهما في المرآة الأمامية وردد بجدية
على طول !
...........................
في قاعة الأفراح
رفضت السيدة صفية التواجد