يونس
عن أذنك ... قالتها ليجذبها من زراعها لتلتف إليه وقال لما أنتي بتتكسفي أي كده ... الي دخلك أوضتي وأنا منبه ع الشغالين محدش يدخلها طول ما أنا نايم عشان باخد راحتي زي ما أنت شايفه كده
لم تستمع إلي كلماته حيث تاهت ف أعماق عينيه التي سحرت قلبها الصغير... لكن أفاقت من شرودها
مش بكلمك قالها ياسين بحنق وهو يهز زراعها
طيب لو أتكررت تاني ... قالها ياسين پغضب متصنع وهو يستمتع بداخله من رؤية الخۏف ف عينيها
ياسمين أبقي أعمل الي أنت عايزه
رمقها متفحصا ملامحها البريئة وقال أفتكري كويس أنك أنتي الي قولتي هاعمل الي أنا عايزه
أومأت له بعفوية وقالت حاضر عن أذنك ... قالتها وأتجهت نحو الباب
فحملت الصينية وفتحت الباب وركضت مسرعة لتهبط الدرج متجهة إلي المطبخ.
دفعت باب غرفتها بقوة ... ولجت إلي الداخل وهي تبكي ... رفع عينيه إليها وترك المجلة التي كان يتصفحها ع الطاولة وفنجان القهوة الذي كان يحتسيه ...
جيهان بصوت باكي عجبك كده يا عزيز !! .. ابنك هيضيع مني وأنت السبب
ينسي !!! ينسي حب عمره الي أتربي معاها وكانو كل مايكبرو حبهم يكبر مع بعض ... ولما جه أبوها وخدها مننا .. ابنك ساعتها قالك يابابا أنا عايزة أتجوزها وأنت بكل أنانية تقولو لاء ... صاحت بها جيهان
أطلق زفره ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال مكنش ينفع ابنك يتجوز بنت عابد الرفاعي
خلصتي كلامك !!!... أديكي قولتي أن أبوها الي خدها ودي بنته وعمره ما ف أب يأذي بنته
صاحت وقالت لاء أذاها وأديك شوفت بعينيك لما باعها لقصي العزازي وجروها من قلب بيتك وأنت كنت واقف تتفرج
همت بالمغادرة ولم تتحدث وأكتفت بألقاء نظرات لوم وعتاب وغادرت الغرفة .
في منزل عائلة رحمة ...
تجلس تلك السيدة وإبنتها فاتن ع الأريكة البالية يتجولون بأعينهم ف أرجاء المنزل بنظراتهم المتفحصة ...
همست لها والدتها وهي تلكزها أخرصي يابت ليسمعوكي .. وبعدين إحنا مش هنخليهم يجيبو حاجه
يامرحب يامرحب ... قالتها والدة رحمة وهي تحمل صينية عليها كوبين من المياه الغازية ذات اللون الأسود ووضعتها أمامهم ع الطاولة الصغيرة
فاتن ووالدتها بإبتسامة مصتنعة الله يخليكي
والدة فاتن مش هنطول عليكي يا أم رحمة طبعا أنتي عرفانا وعارفة عادل إبني الكبير
والدة رحمة أها طبعا ربنا يباركلك فيه
والدة فاتن وزي ما أنتو عارفين هو بقاله 5 سنين بيشتغل ف الكويت مع خاله هناك والحمدلله هو الي جوز أخواته البنات وبيجهز فاتن أخته وبيساعد علاء أخوه
والدة رحمة ربنا يخليهم لبعض ويباركلك فيهم
والدة فاتن تعيشي يا حبيبتي ... إحنا من الأخر جايين نطلب إيد بنتك رحمة لإبني عادل
أنفرجت أسارير والدة رحمة بالسعادة وقالت أنا عن نفسي
معنديش مانع بس لسه هقول لبنتي وأعرف رأيها وهرد عليكو
ياريت بسرعة يا أم رحمة عشان عادل راجع بلليل من السفر وأجازته شهر بس والمفروض أنهم هيتخطبو ويتجوزو ف خلال الشهر ده
والله يا أم عادل أديكي شايفه إحنا ع أدنا ومش هقدر أخلصلها حاجاتها ف خلال شهر أنا كنت شريلها شوية حاجات بس لسه ناقص كتير
متشيليش هم ياحبيبتي ما هي زي بنتنا برضو والي تشاور عليه ست البنات هنجبهولها وهنجبلها كل حاجة من الألف للياء ... ها قولتي أي
الرأي رأيها ولسه هكلم أسامة أخوها
نهضت السيدة وابنتها وقالت طيب فوتكو بعافيه بقي وإحنا منتظرين الرد وبإذن الله المرة الجاية نيجي نقرء الفاتحه ونلبس الدبل
أبتسمت لهما والدة رحمة وقالت إن شاء الله ربنا يقدم الي ف الخير
وبعد مغادرتهم توجهت إلي غرفة إبنتها لتجدها مازالت تغط ف النوم منذ الأمس ...
بت يارحمة ... أصحي يابت كل ده نوم
أستيقظت بجفونها التي أحست بثقل شديد ولم تستطع فتحهما وقالت بصوت ناعس صباح
الخير ياماما
صباح الخير ! إحنا بقينا الضهر ياضنايا وأنتي نايمة من العشا إمبارح
نهضت رحمة بجذعها وهي تتثائب وترجع خصلات شعرها إلي خلف أذتيها وقالت عايزة أي ياحبيبتي
والدتها عارفة الست عديلة الي كانت فاتحة محل الفراخ الي ع ناصية الحارة
قطبت حاجباها وقالت أم البت فاتن أخت الواد عادل السباك
والدتها أيوة عليكي نور ... أهو عادل ده أمه جايه عايزاكي ليه
رحمة بإندهاش وسخرية قالت عادل !!! ده أمه ع طول كانت بتديلو بالشبشب أدام العيال ف الحارة وإحنا صغيرين
والدتها أديكي بتقولي وأنتو عيال صغيرين .. أهو الي بتتريئي عيله ده بقي راجل ملو هدومه وكسيب ده غير كنت سامعة من نعمات مرات أبو شيماء صاحبتك إنه بني شقته الي ف الدور الخامس وموضبها يدوب ع العفش ع طول
يعني عايزة أي مني ياماما
عايزاكي تفكري قبل ما ترفضي زي كل مرة ع أي حد قبل ما تشوفيه .. فكري يابنتي
حاضر ياماما ... سيبيني أفكر وهرد عليكي
أمتي
صمتت رحمة قليلا وقالت ربنا يسهل ... قالتها ثم نهضت وغادرت غرفتها متجهه إلي المرحاض
رفعت والدتها يديها ف وضع الدعاء وقالت ربنا يكتبلك الي ف الخير يابنتي ولو فيه خير يجعله من نصيبك يارب.
في قصر العزازي ....
شوفتي عفريت !!! ... قالها قصي بسخرية
س بجوار أذنها
آآآآه سيبني أنا بكرهك .. بكرهك
حل المساء ليعم الظلام وتتلألأ النجوم ف السماء ...
وفي منزل عائلة شيماء ...
تتمدد ع الأريكة وهي تقضم التفاحة وتشاهد التلفاز .... خرجت للتو زوجة أبيها من غرفتها وقالت أنتي يابت أنا رايحة أحضر خطوبة بنت أخويا حسك عنك تنزلي تروحي هنا ولا هنا
زفرت بحنق وقالت أنتي
محسساني بتكلمي طفلة ف الابتدائي
تركت التفاحة التي بيدها وقالت روحي يامرات أبويا ومټخافيش أنا مرزوعة هنا ومش هتحرك
رمقتها بأقتضاب وقالت سلام ياختي ... قالتها ثم فتحت الباب وغادرت وهي توصده خلفها
نهضت شيماء وهي تقول الهي تروحي ماترجعي غير وأنتي ع الخشبة يانعمات يابنت أم نعمات أمين
صدح رنين هاتفها فأمسكت به وجدت المتصل والدها ...
شيماء ألو يابابا
فتحي خالتك نعمات عندك
شيماء غارت ف داهيه ... اصدي راحت خطوبة بنت أخوها
فتحي طيب أنا هتأخر شوية رايح أزور واحد صاحبي ف المستشفي
شيماء حاضر يابابا تروح وترجع بالسلامة
فتحي خدي بالك من نفسك واقفلي الباب عليكي من جوة بالمفتاح
شيماء حاضر يابابا وهشرب اللبن قبل ما انام
فتحي بتتريئي يابت
شيماء بهزر معاك يابابا
فتحي اسمعي الي بقولك عليه يلا سلام
شيماء سلام ... أغلقت المكالمة لترتسم إبتسامة ع محياها وهللت بفرح أشطا كده هكلم عبدالله براحتي ... نظرت إلي شاشة الهاتف وكادت تجري الأتصال ... لتجد الأخر يسبقها
شيماء ألو ياعبده
عبدالله عاملة أي واحشتيني
شيماء وأنت كمان واحشني
عبدالله طبعا ليكي حق تتكلمي بقلب جامد أمنا الغولة مرات أبوكي لسه شايفها راكبة توكتو وبتقولو مترو
شيماء أه رايحة تحضر خطوبة وبابا عند واحد صاحبه فكنت لسه هتصل بيك عشان أتكلم معاك براحتي لاقيتك سبقتني
ضحك عبدالله وقال القلوب عند بعضها ياشوشو
شيماء ياريت ياحبيبي تحس بقلبي وتنجز بقي وتحدد مع أبويا ميعاد الفرح
زفر بضيق وقال تصدقي أنتي بت نكد ... شوفي عمال أقولك واحشتيني وقلوبنا عند بعض وأنتي بتقوليلي أي
شيماء طيب خلاص متزعلش
عبدالله بنبرة ماكرة قال لاء زعلان
شيماء طيب عشان خاطري
عبدالله بنبرة خبيثة قال أنا ممكن مزعلش ف حالة واحده لو جيتلك وتديني أطه قبلة من ع الباب
شهقت وقالت ماقولنا خلاص كفاية من أخر مرة... ولا عجبك لما خديجة قفشتنا
عبدالله هو أنا كنت أعرف أنها هتشوفنا
شيماء وليه أصلا نعمل كده ... لاء ياحبيبي أعمل حسابك مش هتلمس ايدي حتي غير لما أكون حلالك ونتلم ف بيت واحد
عبدالله پغضب مصتنع هي بقت كده ياشيماء !!!
شيماء أها ياعبده ربنا أدالنا أكتر من فرصة وستر علينا المرة الجاية ياعالم اي الي هيحصل
عبدالله مش أنتي رميتي ودنك لبنت الشيخ سالم خليها تنفعك ... وبشوقك يا شيماء بس متعيطيش لما ترني عليه وأكنسل عليكي ومعبركيش ... ومن غير سلام .... قالها ليغلق المكالمة
غرت فاهها من ذلك الأحمق فألقت هاتفها پغضب بجوارها وقالت ف ستين داهية وأنا كمان ولا هعبرك
أوووف بت خنيقة طيرت النفسين الي دافع فيهم ډم قلبي ... قالها عبدالله الذي يجلس في المقهي البلدي
مالك بس ياعبده بتخانق دبان وشك ع المسا ليه .... قالها صديقه الذي ېدخن سيجارته بثماله
عبدالله البت شيماء طبعا عارف أبوها معصلج معايا ومش عارف أعمل أي
زفر صديقه الدخان وقال طيب الي يقولك ع فكرة بنت حرام هتخلي أبوها ده يجيلك راكع عشان يجوزهالك ومش
بعيد يخليكو تتجوزو وتعيشو معاه ف الشقه
عبدالله إذا كان هي عايزة تمشي من شقة أبوها ومن وش مراته بأي طريقة
اسمع أنت بس مني الفكرة دي
رمقه عبدالله وقال أوعي يكون اصدك الي ف بالي
أومأ له صديقه وقال أيوه هو الي ف بالك ده
أخذ عبدالله السېجارة من يد صديقه ليضعها بفمه ثم زفر دخان كثيف وهو يفكر ف الأمر.
مازالت تجلس ف مكانها وتقضم الفاكهة بحنق كعادتها كلما تضايقت تخرج همومها ف تناول الطعام بكثرة .... توقفت عندما سمعت رنين جرس المنزل
أوف ...ياربي ودي أم سحلول الي رجعها بدري كده .... قالتها وبدون أن تنظر من العدسة لتري من الطارق قامت بفتح الباب
أتسعت حدقتيها وقالت عبدالله !!!
وضع يده ع فمها ليدفعها حتي يتثني لها الدخول وأوصد الباب من الداخل ... أزاحت يده من ع فمها وقالت أنت أي الي جابك
كاد يتفوه ليرمقها بنظرات متفحصة ولم تتدري ماترتديه من تلك المنامة التي تصل إلي ركبتيها وبدون أكمام ... رأت الإحمرار الذي يكسو بياض عينيه فأدركت أنه ثمل ....
شهقت بخجل عندما أدركت نظراته فأبتعدت لتدلف إلي غرفتها حتي ترتدي ثياب محتشمة ... أسرع خلفها لتجده يمسك يدها وقال رايحة فين أنا عايزك كده
قامت بضربه ع كتفه وقالت پغضب أمشي أطلع برة أبويا لو شافك هيقتلك وهيقتلني قبلك
أقترب منها وقال مش أنتي قولتي عند واحد صاحبه ومش هيجي دلوقت
كانت تبتعد إلي الخلف وقالت بللهجة تحذيرية أطلع يا عبدالله من هنا بدل وقسما بالله هصوت والم عليك الناس ... أنت شكلك ضاربلك
سجارتين حشېش ومش داري بنفسك
رمقته پخوف وهي تتذكر حديث خديجة... فقالت أنا فعلا غلطانه لما كنت بسمحلك تتجاوز حدودك معايا
دفعته ف صدره وصاحت أبعد عني يخربيتك ويخربيت الي بتشربه .... قالتها وركلته بقدميها ف بطنه ليتأوه ويقع ع الأرض مټألما ... نهضت وهي تلتقط اسدال الصلاة وأسرعت لتركض إلي الخارج
أمسكها من كاحلها لتتعثر ووقعت ع الأرض ليجذبها من ساقيها وهي تصرخ لالالالالا بالله عليك ياعبدالله ... ابوس ايدك ياعبدالله
لم يرق قلبه لصراختها ليسلم نفسه إلي شيطانه فأحكم قبضتيه ع ساقيها ... ثم أعتلاها وقام بصفعها عدة مرات متتالية وهي ټقاومه حتي خارت قواها و فقدت الوعي.
٣
نيران حبك تندلع في قلبي وأنت لم تشعر بي يوما ... أعلم أن قلبك يهوي غيري لكن لم أستحمل ذلك دوما ... أخشي أن يأتي ذلك اليوم وأولج إلي محراب عشقك حينها قد يكون قلبي أصبح رمادا ... يا آدم القلب والعقل يكفيني أن أحفظ حبك بداخلي ولم أبوح به لأحدا حتي لو كان جمادا ... حروف أسمك عنوان دربي الألف أنا ذاتي ... والدال دنياي ... والميم مملكة فؤادك التي أتمني أن أمكث فيها طوال حياتي
خاطرة بقلمي ولاء رفعت
أطلقت تنهيده بأريحيه عندما أنتهت من تدوين تلك الخواطر التي تدونها منذ سنين ... في ذلك الدفتر الذي يحمل في طيات أوراقه أسرار قلبها وعشقها التي تخفيه وتحتفظ به لذاتها فقط .
أفاقت من شرودها من عالمها الخاص بها ع صوت نداء شقيقها لها
خديجة أنتي ياهانم ... قالها طه الذي يجلس أمام المائدة ف الردهة ويتأفف متضايقا
خرجت إليه وقالت مالك بتزعق كده ليه أنا مش ف أخر الدنيا
أنا أزعق براحتي زي ما أنا عايز ... صاح بها طه
رمقته پغضب وقالت ده ع نفسك مش عليا وراعي أن أنا محترمه إنك أخويا الكبير غير كده كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني
ألقي الملعقة التي بيده ع المنضدة پعنف ونهض وهو يزيح المقعد جانبا وأقترب منها وقال سمعيني تاني كده ياختي الي بتقوليه !!!
رمقته بنظرات تحدي وقالت زي ماسمعت كده بالظبط
أمسك بقبضته ساعدها وهو ېعنفها وقال طيب أسمعيني بقي يا حبيبة أبوكي لو مبتلطيش تردي عليا الكلمة بكلمة وتسمعي الي بقولك عليه وتنفذيه ... هاخد أجندتك الجميلة وهوريها لأبوكي وأقولو شوف بنتك بتاعت قال الله وقال الرسول عماله تحب ع الورق ف ابن عزيز البحيري الي ميستنضفش يبص لأشكال زيها
تجمعت عبراتها التي أنسدلت للتو ع وجنتيها وقالت بنبرة توتر أأ أجندة أي وأي الي بتقولو ده
ترك ساعدها ودفعها جانبا ليدلف إلي غرفتها ... ركضت خلفها وكادت أن تمنعه أن يمسك بدفترها فقام بأخذه وضحك بسخرية وإستهزاء
هات الأجندة ياطه أحسنلك .... قالتها خديجة بنبرة رجاء وټهديد ف آن واحد وهي تبكي
أبتسم لها إبتسامة إستفزازية وقال لاء مش هتاخديها وهتفضل معايا لغاية ما اعلمك الأدب واعرفك تكلميني كده ازاي .... قالها ثم غادر الغرفة وتركها تبكي
وتعالت صرخات الأستغاثة من البناء المقابل لهم ... ركضت إلي الخارج وهي تمسح عبراتها وخرجت إلي الشرفة لتري مصدر ذلك الصړاخ حتي سمعت إحدي الجيران
تقول ياساتر يارب ده الصويت ده جاي من عند الحاج فتحي أبو شيماء.
منذ قليل ...
تصعد نعمات درج البناء وهي تتمتم بحنق ده أي الخطوبة النحس دي يارب يعني بنت أخويا تلبس الشبكة من هنا وأم العريس تتطب ساكته .. يلا أحسن أهي غارت ف