السبت 28 ديسمبر 2024

شهد للكاتبة منى فوزي

انت في الصفحة 5 من 108 صفحات

موقع أيام نيوز

فقام مسرعا خلفها وقالاستني يا بنت المچنونة..
لحق بها في الشارع الذي اطلق عليه شارع كما تخيله الناس الا انه في الواقع طريق ترابي ضيق مليئ بالحفر..مشي بجوارها و قال غاضبا انا ايه اللي جبته لنفسي ده!
كان محقا فقد كان متعجبا من نفسه بشده واهتمامه بتلك التي هبطت عليه امس من النافذه وصار يشعر انها مسؤلة منه منذ ان قرر ان يخفيها عن عدوي وكأن السنين عادت به للوراء.. يري نفسه يحمي الضعفاء من شرعدوي و يعتبر سلامتهم مسؤليته الشخصية.. كان جاد في امر ان يبقيها لديه حتي ينسي عدوي امرها كان يشفق عليها منه. القي نظرة عليها وهي تسير الي جواره رافعة رأسها في شموخ و مسرعة في خطواتها الثابتة.. انها تتحداه تثبت له انها ليست خائڤة تأمل وجهها.. انها جميلة حقا كيف صمدت كل هذا الوقت في بؤرة الفساد عند المعلم مرعي حيث الكلاب و الذئاب.. واضح انها عانت الكثير وغالبا هذا سبب تشككهها وارتيابها الدائم و عدم ثقتها في اي شخص.. لقد المه كثيرا صړاخها اثناء النوم. .اكيد هناك من حاول ايذائها او اذاها بالفعل.. لكنها تبدوا ايضا عنيدة مقاتلة لا تستسلم بسهولة.. لقد جائتها الجرأة بالفعل وطعنت عدوي.. يا لها من شجاعة! ثم اصرارها علي مقابلة الريس عبود..انها مقدامة ولكن للاسف غشيمة! لن يهتم بها.. ان بينه و بين المعلم مرعي مصالح حتي وان كانت قليلة او ان كان هو لا يفضله لكن لن يحدث ابدا ان يبدي الريس عبود فتاة مثلها علي معلم كبير في مكانة المعلم مرعي.. سيرسلها اليه في صندوق..
اوقفها فجاة وقال علي فكرة المعلم عبود في رحلة عمل
شهد باستنكار ممزوج بحدة وغباء رحلة ايه يا خويا
جو يعني سفرية! سفرية شغل.. انا ادري بقي ..عيب عليكي.. 
شهد سفرية يعني مش موجود
جو ده ايه الغباواة دي لا مسافر بس موجود.. ايوة مش متنيل!
توقفت شهد عن السير بدي عليها الاحباط الشديد
شهد طب وراجع امتي
جومش باين لسة بس انا هيجيلي الخبر في ساعتها
تلفتت حولها في توجس وقالت طب وقفتنا في الشارع دي خطړة.. احسن حد يلمحني و يقول لعدوي
نظر اليها پغضب وقال مستنكرا عيب! انتي معاكي جو.. بصي حواليكي.. حاولي تحطي عينيك في عين اي حد مش هتعرفي.. محدش هيفكر يرفع عنه عليكي من اساسه.. وتقوليلي حد يقول لعدوي! انتي معايا!
الا انها بطبيعتها المتشككة لم تقتنع برغم انها لاحظت بالفعل تجاهل اي رجل النظر مباشرة اليها وهي تقف مع جو في منتصف الطريق فسارت بسرعة متوجهة لبيته و دخلت من الباب و هو يتبعها في نفاذ صبر..
اغلق الباب و قال انتي ملبوسة يا بت انتي.. اهدي شوية 
جلست علي الكرسي و اسندت كوعيها علي مائدة ووضعت كفيها علي رأسها وقالت محدثة نفسها اعمل ايه بس يا ربي اعمل ايه
جلس امامها علي السرير و مال للامام لينظر مباشرة في عينيها وقال بهدوء انا اقولك تعملي ايه.. اعدي هنا في حمايتي لحد الريس عبود ما يرجع.. ولو عايزة تشتغلي اشغلك في اي حاجة غير كارك..مش عايزين لبش
كان هناك شيئا في اسلوبه معها يثير حيرتها.. لم يهتم و كيف يكون بهذه الدرجة من الاهتمام ثم تلك النظرات الحانية.. لم تري شي من هذا القبيل ابدا..ماذا عساه يريد منها
فقالت حاجة زي ايه معرفش اشتغل حاجة تانية..
فقال بنات كتير هنا بيشتغلوا في المحل اللي ورانا.. ممكن تقدمي طلبات هناك تنضفي تغسلي كوبيات
شهد باستنكار نعم! اغسل ايه انت متعرفش انا مين دانا الوحيدة

اللي معلم مرعي اداني بدروم لوحدي انام فيه و كان العيال الصغيرة بتجبلي طلباتي..قال اغسل قال!
نظر اليها بنفس الهدوء وقال خلاص ارجعي للمعلم مرعي مدام مدلعك اوي كده..علي رأيك حدي يلاقي الدلع و يروح يغسل 
صمتت في مرارة ثم قالت بيأس طب اقدم طلبات ..بلاش غسيل
ابتسم في رضا فقالت هي بتخوف وهتاخد كام مني
اتسعت ابتسامته و قال ولا مليم.. اللي هيدهولك عطا صاحب المحل كله ليكي.. معلش مسيرك تعرفيني كويس وساعتها هتبطلي الاسئلة الخايبة دي
ذهلت من الاجابة.. انها امام كائن اسطوري.. فالبداية حماها و اواها و اطعمها والان يأتي لهل بمصدر رزق و لن يأخذ منها شيئا مقابل ايا من ذلك.. هل هناك شيئا كهذا! ام ان الحساب سيكون ثقيلا لاحقا!
قالت انت بتعمل معايا كده ليه
جو متعجبا بعمل ايه
اشارت بيديها اشارات عصبية محاولة شرح ما تعني وقالتكده.. الحجات دي.. 
ابتسم وقال طب لما تعرفي تتكلمي ابقي تعالي فهميني.. خلينا نفطر دلوقتي وباليل اخدك لعطا 
واتي بكيس مليء بشطائر كان موضوعا علي السرير ووضعه علي المائدة قائلا انا باخد كل يوم فطار وصاية.. افتحي يلا
ولما وجدها محرجة مد يده لها بشطيرة يتساقط من جانبيها الفول الشهي اخذهتها بحرج فاشاح بوجهه عنها و هو يتناول احدي الشطائر حتي تأكل بلا حرج.. واضح انها حساسة من موضوع الاكل..
وفجأة بلا سابق انظار اطلت عليهم

انت في الصفحة 5 من 108 صفحات