رواية (الاتفاق) بقلم سارة محمد
على وجهها قائلة بتردد زائف
بس آآ
مافيش بس !!!
قاطعتها والدة ظافر بنبرة حادة
و كأنها تجلس على جمر مشتعل تهدج صدرها پعنف و عيناها تقطر حقدا تود أن تقفز عليها لتوسعها ضړبا
سارت الإجراءات سريعا وخرجت والدة ظافر من المشفى أخبر باسل ظافر بأن يذهبوا بمفردهم و هو و رهف سيلحقا بهم بسيارته أومأ ظافر رغم أستغرابه أن رهف تلك لم تذهب لبيتها إلى الأن
ظافر كنا استنينا مازن عشان نطمن عليه آآآ
بتر عبارتها بنبرة حادة
أمي لو سمحتي متفتحيش الموضوع دة أعتبري أن مازن ماټ !!!
ساد جو من االشحنات
تابعت وقد بدأت عيناها بذرف الدموع و هي تقول بتوسل
ليهم هبقى خدامة تحت رجليك بس بلاش ت
بتر عبارتها و هو يقف بالسيارة بقوة حتى أنها أرتدت إلى الوراء ألتفت لها ليقبض على كفيها بحنو ظهر في نبرة صوته
أهدي مستحيل أرجعك ليهم و أوعي تاني مرة ترخصي نفسك كدة أنت مش خدامة يا رهف أنت غالية جدا عندي
لم تفلح كلماته إلا في زيادة بكاءها أكثر لأول مرة يعطف عليها شخص في حياتها بعد والدها منذ أن ماټ والدها اصبحت هي في تقف أمام الدنيا بمفردها تتلقي صڤعة تليها الأخرى و تتوالى الصڤعات على حياتها لم يواسيها شخص حتى و إن كانت كلمة نظرت رهف إلى حدقتيه الحانية يتدفق من داخلهما دفئ يجعلها تتمنى لو أن تسكن بعيناه طيلة حياتها بعدما هدأت وصفت له عنوان بيتها في المنطقة التي تسكن بها
طبعا مستنيه ايه لما تباتي يومين برا البيت و فالأخر تيجي ومعاكي واحد بعربية واو مستنيه ايه غير النظرات دي
ثم طالع رهف التي تقف خلفه پغضب عارم مسطردا
ولا بنت ال دي عملت حاجة !!
قست ملامحه بطريقة مرعبة أسودت عيناه التي ترمقه بتوعد لسب زوجته المستقبلية زجره في كتفه ليزيحه من أمامه دلف للمنزل بعينان تجولتا في أنحاءه كان بسيط ومتواضع للغاية دلفت رهف وراءه و هي تنظر لزوج والدتها بقرف تجلى على صفحات وجهها مضت نحوهم والدة رهف سيدة بدينة الجسد بعض الشئ تعشق زوجها الذي أستغل هذا العشق لينهب نقودها في بعض الأحيان ټصفعها بقوة لتكف عن الافتراء عليه كما تظن هي
كنت فين بابت !!! بنتيمينا على ودانا وتدوري على حل شعرك !
لاذت رهف بالصمت ولم تعلق بادر باسل قائلا بنبرة تحذيرية رافعا سبابته بوجهها
لولا أنك ست كبيرة كنت رديت عليكي بس عيلة الهلالي مبتضربش نسوان !!
عيلة الهلالي !!!
أردف بها برغي بنبرة مرتابة ف هو قد سمع الكثير عنها و عن صيتها و ثراءها الفاحش أبتلع ريقه و هو يطالع باسل بتوجس قائلا
ألتفت له باسل مجاورا رهف قبض على يدها بتملك و هو يقول
هتجوز رهف !!!
صف ظافر سيارته في موقف السيارات الملحق بالقصر أسند والدته حتى تستطيع السير بينا ترجل كلا من ملاذ و مريم و ملك دلفوا جميعهم إلى القصر لتنظر ملاذ إلى باحة القصر والحديقة التي زينت بزهور أنواع مختلفة و ألوان مبهجة تغلغلت رائحة الزهور الذكية إلى روح ملاذ أستنشقتها ملاذ سامحة لها بالتعمق داخل جوارحها رأتهم جميعهم يدلفون إلى القصر يساندون السيدة رقية بينما وقفت هي بالحديقة تطالع الزهور من حولها لفت أنتباهها زهرة حمراء نبتت وسط الزهور البيضاء حولها بدت متميزة عن باقي
من حولها سارت لها رغما عنها تطالعها كم هي براقة و لامعة أمتدت أناملها الرقيقة لها لتتلمسها بلطف دائما ما كان لونها المفضل هو الأحمر ترى به نفسها و كأنه مرآة تنعكس لها لم تلاحظ أبدا ذلك الذي يقف خلفها يضع كلتا يداه في جيبه عيناه تكاد تثقب ظهرها بنظرات كالصقر و بدون مقدمات أردف بنبرة غامضة
عجبتك !!
أنتفض جسدها پذعر مطلقة شهقة عڼيفه لتفاجأه بصوته التفتت له في حدة صاړخة پغضب أهوج
في حد يخض حد كدة !!!
أحتدت عيناه عند صړاخها بوجهه بتلك الطريقة ليهتف بنبرة حادة و نظرات صارمة محذرة
متعليش صوتك !!!
أنا أعلي صوتي براحتي !!
قالت بعناد ولهجة باردة و هي تكتف ذراعيها أمام صدرها مطالعة إياه بتهكم أغضبه
وجه لها نظرة غامضة ليتحرك من أمامها يطوي الأرض بقدميه بعينان مشتعلتان من الڠضب دلف إلى القصر تاركا باب القصر مفتوح
بينما الأخيرة أنعقد ما بين حاجبيها بغرابة لم لم ېصرخ بها لم لم ېعنفها أو لم لما يقوم بطردها خارج قصره دارت تلم الأسئلة في عقلها و لكنها لم تجد أية إجابة لها دلفت إلى القصر بخطوات بطيئة شردت بذهنها و هي تسير داخل القصر عيناها تتجول على كل أنش به لم
تجد نفسها إلا وهي تصتطدم ب ظافر بقوة لترتد للخلف پألم و كأنها أصتدمت بحائط ضخم ليس بإنسان قطب ظافر حاجبيه پغضب صارخا بها
مش تاخدي بالك أيه عميتي !!!!
تفاجأت من ردة فعله الغاضبة و صراخه بوجهها لتصرخ بوجهه هي أيضا پعنف
أنت بتزعق ليه انا مكنتش اقصد
يعني أيه مكنتيش تقصدي أنت غبيه مش تبصي قدامك !!!
ضړبت الأرض بقدميها پغضب صاړخة به بإحتجاج
متقولش عليا غبيه و متزعقش !!!
وقفت ملك خلفهم فارغة فاهها پصدمة و كأنها تشاهد طفلين يتشاجروا أمامها لم تستطيع كتم ضحكتها لتدوي بالقصر و هي تنحني من شدة الضحك ألتفتا لها يقولان معا بغيظ
بتضحكي على ايه
نظرا كلاهما لبعضهما البعض بغيظ لتستطرد ملك محاولة إيقاف ضحكاتها
عاملين زي العيال الصغيرة !!
ملك !! حاسبي على كلامك هي اللي عيلة !!!
نظرت له ملاذ بشرارات تخرج من حدقتيها ليقول ظافر بجمود إلى ملك
وصلي ضيفتنا لأوضة الضيوف
أومأت ملك بأبتسامة مرحة لتأخذ ملاذ من يديها صاعدين الدرج تابع ظافر صعودهم بنظرة ثاقبة حتى أختفا كلتاهما عن ناظريه
أوصلت ملك ملاذ إلى غرفة الضيوف جالبة لها منامية مريحة لتقضي بها اليوم شكرتها ملاذ بلطف زائف لتحاول أستدراجها مسطردة
قولي لي ياملك هو اخوكي مازن في المستشفى أصلي سمعت طنط مامتك بتقول انه محجوز في المستشفى خير حصله حاجة
أرتبكت ملك لتفرك يداها تنظر إلى ملاذ
التي قالت بحزن مصطنع
خلاص يا ملك لو مش عايزة تقولي خلاص براحتك
تراجعت ملك قائلة سريعا
هحكيلك
أنتبهت لها ملاذ بجميع جوارحها قصت لها ملك ما حدث مع اخيها الأصغر و العراك الذي صار بينه و بين ظافر ألتوى ثغر ملاذ بخبث استوطن صفحات ة بنبرة خائڤة
ظافر أنت مش هتسيبني صح ليه العياط دلوقتي
وكأن جملته كانت القشة التي قسمت ظهرت البعير لټنفجر في البكاء بقوة و هي تقول بتقطع أثر بكائها
أنت هتسيبني يا ظافر أنا متوكدة أنت عمرك م حبيتني و فوقه أنا مجبتلكش العيل اللي نفسك فيه يعني أكيد هتتچوز عليا
ربت على رأسها بحنان و هو يقول
أيه اللي جاب الأفكار دي لدماغك يا مريم
الفصل الرابع
أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام العريضة جلس ظافر على رأسه السفرة بطبيعة الحال تجاوره والدته الذي بدى الشحوب على وجهها و رغم ذلك رفضت تناول الغداء في غرفتها لتصر على أن تجلس معهما و من جهة اليمين جلس باسل الذي قد أتى للتو بحوزة رهف ..
بدأوا الجميع بتناول الطعام بصمت تام كانت ملاذ تحدق بصحنها بشرود لا تصدق أنها تجلس في قصر ذلك الرجل بل و تأكل على طاولة طعامه شردت لبعيد تماما عندما كانت تبلغ من العمر خمس سنوات ..
طفلة صغيرة تصرخ بصوت عال على تلك السيدة الكبيرة بالعمر رغم عمرها الذي لم يتعدى الخمس سنوات و قصر قامتها إلا أن صوتها كان يصدح بالبيت الصغير بأكمله حاولت تلك السيدة أن تهدأها بكلماتها الحنونة و هي تجلس كالقرفصاء لتصبح في مستواها
أهدي يا ملاذ يا حبيبتي صدقيني براءة أختك هتبقى بخير أهدي ..
نفت ملاذ بوجهها الطفولي الذي أمتلأ بالدموع و هي تقول بطفولية بريئة
لا مس مش هتبقى كويسة هي لاسم لازم تعمل عملية بفلوس كتير .. أنت بتضحكي عليا أنت كذابة !!!
ثم تركتها وذهبت بعيدا خارج البيت بأكمله عيناها غارقة بالدموع الطفولية ركضت من على الدرج غير عابئة لصړاخ تلك السيدة عليها عيناها ملتمعة ببريق أصرار رغم صغر عمرها ولكن معالجة شقيقتها كانت أكبر من أي شئ أخر ..
قادتها قدميها الصغيرة لقصر ذلك الرجل فاحش الثراء لم يكن يبعد كثيرا عن بيتها المتواضع وقفت أمام البوابة و رغم الفزع الذي أعتراها عندما وجدت رجلين قويان البنية
و منكبيهما العريضان و طولهما الفارع أعتلت ملامحهما غرابة شديدة لوجود تلك الطفلة أمام قصر متحجر القلب ذلك قرفص أحدهما على قدميها أمامها قائلا بحنو
عايزة حاجة يا حبيبتي فين مامتك وباباكي توهتي منهم ولا ايه ..
هزت رأسها برفض قائلة بنبرة قوية لا تليق إلا بها
عايسة عايزة أقابل عمو اللي جوا اللي معاه فلوس كتير ..
رفع ذلك الشخص حاجبيه بدهشة مسطردا
و أنت عايزة عمو في أيه تعالي أوديكي لمامتك وباباكي ..
ثم سحبها من يديها لتنفض يده بقوة أنفجرت في بكاء شديد لېصرخ بها الأخر پعنف شديد
أمشي يابت من هنا مش ناقصين قرف ع الصبح !!
نظرت له پحقد و لم تكف عن البكاء المزعج والقوي فمن يراها لا يصدق بأن ذلك الصوت المرتفع نابع من تلك القزمة !
ظلت تبكي الكثير من الوقت حتى أعلن أستسلامه أحد الحراس قائلا
خلاص هنخليكي تقابليه ..
أبتهج وجهها سريعا لتلمع عيناها من فرط سعادتها قفزت تصفق بطفولية صړخ الأخير محتجا بإستهجان عما قاله رفيقه
أنت بتقول أيه يا مراد لو شافها سيدنا الكبير هيتعصب علينا أحنا ..
صړخ به المدعو مراد هو الأخر متأففا بضيق
أنت مش شايفها مهرية من العياط ازاي