صفيه
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
فهب مسعد واقفا من مكانه وسألها بجدية
ها يا صابرين اختارتي حاجة
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه بصوت خفيض
ييس نعم !
هتف وهو ينفخ عاليا
أخيرا يا صبر أيوب !
شعرت هي بالحرج من طول المدة التي استغرقتها في تجربة كل ثوب على حدا لذلك أردفت قائلة بحياء وقد توردت وجنتيها نوعا ما
سوري موسأد بس أنا بأدور على حاجة سيمبل !
طب هي فين وريهاني !
هزت رأسها معترضة بشدة مرددة
نو لأ دي bad omen فأل سيء !
لم يفهم هو معنى تلك الكلمات الموجزة بوضوح واعتقد أنها تطلب منه الذهاب فتساءل بتعجب وهو يتلفت حوله
أقوم أروح فين
ابتسمت لأسلوبه المرح وردت عليه بنبرة ناعمة
نو لأ موسأد إنت مش لازم شوف dress ثوب !
ها يا حلوة اختارتي حاجة ولا هنلف لسه على كعوب رجلينا !
ردت عليها سابين بهدوء رقيق
خلاص أنطي !
لوت صفية ثغرها لتقول بإقتضاب متهكم
أنطك ! اعوجي لسانك عليا كمان!
مال مسعد على والدته وأسند كفه على كتفها ثم همس لها بضجر
نظرت هي له شزرا وردت بعبوس
دافع عنها دافع !
توسل مسعد لها قائلا باستعطاف خفي
بلاش الله يكرمك شغل الحموات من دلوقتي اديها فرصة تخش عندنا الأول وتتمرمغ معانا وبعدها دوسي براحتك !
عنفته قائلة بعد أن رأت تلهفه الواضح نحوها
يا مسعد اتقل كده بلاش تبقى مدلوق عليها هتسوق فيها وتتعوج عليك !
واتقل ليه وأنا بأحبها وهي بتحبني
زادت نظراتها حدة واغتاظت من رده ثم هتفت بتبرم
هتفضل طول عمرك كده على نياتك !
ابتسم قائلا بسعادة
إنما الأعمال بالنيات وأنا نيتي حلوة على الأخر !
أضافت صفية قائلة بتجهم
بكرة ټلعن اليوم اللي اتجوزتها فيه اسمع مني !
رد عليها بعدم مبالاة
يئست هي من محاولاتها الفاشلة في اثناءه عن زواجه منها وردت باستياء جلي
مافيش فايدة منك !
وثبت الصغيرة جينا بمرح وهي تقترب من مسعد ثم التفتت برأسها نحو صفية ونظرت لها بتفحص وهتفت ببراءة وهي تشير بسبابتها نحوها
نانا!
نظرت لها صفية بضيق ولكزت ابنها في كتفه وهي تقول بضجر
جذبت الصغيرة جينا مسعد من بنطاله وتابعت الهتاف المرح
دادي نانا !
وزع هو نظراته بين والدته وبين الصغيرة ورسم ابتسامة بلهاء على فمه وهو يردد بحذر
اه هي ستك صفية !
هتفت صفية بنبرة قاتمة وهي ټضرب كفها بالأخر مستنكرة الأمر برمته
أل كنت ناقصة دلاديل !
ضغط مسعد على شفتيه قائلا بتذمر
خفي يا ماما البنت واقفة !
ردت هي عليه بحدة
طب انجز بقى أنا تعبت من اللف والدوران !
هتف مستنكرا تعجلها الغير مبرر
هو احنا لحقنا !
ردت عليه بنفاذ صبر وهي تشير بيدها
بأقولك ايه أنا تعبت و الشمس طول النهار عندي في البيت وضاربة في دماغي !
مازحها مسعد قائلا بسخرية
ليه هو البيت من غير سقف
ردت عليه بسخط محذرة إياه من التمادي معها بتلك الطريقة
بطل هزارك الرخم !
حرك رأسه بحركة خفيفة وهو يردد
ماشي يا ست الكل هي عامة خلصت وهانروح كلنا !
هتفت وهي تزفر بنفور
أوف الحمدلله !!!!
لاحقا في سيارة باسل
انهت إيناس جولتها في المول الشهير بعد لعبها المرح
في الباحة الثلجية ثم عاودت الجلوس في السيارة .. وانطلق بها باسل في طريق العودة للمنزل ..
تنهدت بسعادة مرددة
انت مش متخيل أنا اتبسطت أد ايه النهاردة !
استدار برأسه قليلا نحوها ورد عليها بثقة مغترة
عشان تعرفي
أضافت هي قائلة بإعجاب
لأ أبهرتني بصراحة !
هز رأسه قائلا بتفاخر
طب الحمدلله
ثم ساد الصمت بينهما ..
لم تلتفت هي نحوه مجددا وظلت محدقة في الطريق أمامها
اختلس هو النظرت إليها وتطلع لها بتمعن بين الحين والأخر ..
تردد في سؤالها عن إحساسها نحوه .. لكن لا طاقة به للصبر وتخمين شعورها لذلك حسم أمره وهتف بصوت ثقيل
إيناس !
التفتت برأسها نصف التفاتة ونظرت نحوه بحذر قائلة
ايوه
حدق فيها بنظرات ثابتة ثم سألها بهدوء مريب
انتي لسه شايلة مني
اضطربت قليلا من سؤاله وردت بإيجاز
معرفش !
هي لم تكن تعرف حقا شعورها الحالي نحوه لكنه لم يعد ذلك النفور التام أو حتى البغض الكلي .. فشعورها الحانق منه تناقص تدريجيا إلى حد ما ..
أخرجها هو من حيرتها المؤقتة قائلا بجدية
أنا مش عاوزك تكرهيني اديني فرصة آآ.....
لم ترد إيناس اظهار ارتباك تفكيرها أمامه فقاطعته قائلة بجمود
معلش أنا تعبانة ومش قادرة أتكلم !
استشعر هو رغبتها في عدم الحديث فهز رأسه بتفهم وأخفض نبرة صوته قائلا
براحتك أنا مش هاضغط عليكي
ظهر شبح ابتسامة على ثغرها من أسلوبه اللطيف في الحوار والتعامل معها ..
لم يعد باسل القديم ذو الطبائع الحادة والعصبية من يتواجد معها حاليا وإنما شخصية مهذبة تدفعك لاحترامها بطريقتها
لوهلة شردت تفكر فيه وتقارن بين حالة بين الماضي والحاضر .. ولكنها انتبهت لصوته وهو يردد بسعادة
بس تعرفي أنا مبسوط إنك مقولتيش أبيه النهاردة
اكتسى وجهها بحمرة سريعة وهي تنظر نحوه وازدردت ريقها بتوتر قليل ثم أشاحت بوجهها بعيدا محاولة اخفاء اضطرابها الحسي ..
تابع هو قائلا بإعجاب
ده انجاز في حد ذاته !
توجس هو خيفة من أن يكون قد أزعجها بكلماته المتوارية فسألها پخوف
اوعى تكوني مضايقة مني
هزت كتفيها قائلة بعدم اهتمام
عادي مافيش حاجة
تنفس بعمق ثم أخرج زفيرا مطولا مرددا بإصرار
تمام يا نوسة أنا راضي بالقليل بتاعك
ثم رمقها بنظراته المتأملة لها وتابع في نفسه قائلا بتمني
وعقبال يا رب ما تفتحي قلبك ليا وتحني عليا !!!
يتبع