صفيه
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الأربعون الجزء الأول
بإمتعاض ظاهر على قسمات وجهها ونظراتها الحادة اضطرت إيناس أن تستقل سيارة باسل ..
لم تنظر نحوه وحدقت في الطريق أمامها وأحيانا كانت تشيح بوجهها للجانب لتنظر من النافذة الملاصقة لها ..
أراد هو معاتبتها على أسلوبها الفظ في الحديث فبحث بتروي على طريقة للاسترسال معها لذلك استطرد قائلا بصوت هاديء
لم تعقب عليه رغم وجود ارتباك خفيف وتنفست بصوت مسموع ..
أعاد تكرار ندائه لها قائلا وهو ينظر نحوها
إيناس أنا بأكلمك بصلي !
ضغطت على شفتيها على مضض والتفتت نحوه بتثاقل ثم أجابته بفتور
خير
تابع قائلا بهدوء حذر وهو يرمقها بنظرات جادة
يا ريت بعد كده لو هنتكلم سوا يكون في أسلوب أحسن شوية
افندم
أوضح لها مقصده قائلا
المفروض انتي طالبة في سياسة واقتصاد وجو الشلت وقعدات المصطبة مايلقش على جو الدبلوماسية والكلام الراقي أي حد لو سمعك بتكلمي بالشكل ده هيرد عليكي إما بكلام يزعلك أو هيبصلك بصة مش حلوة وأنا في الحالتين مرضاش بده ليكي !
اغتاظت هي من توبيخه المهذب لها هي لم تقصد أن تكون لاذعة في سخريتها منه لكنه دوما يقلل من شأنها فأرادت أن تكيل له بنفس المكيال ..
أغمضت عيناها حزنا واكتفت بإخراج تنهيدة عميقة من صدرها ..
سألها باسل بصوت رخيم قاطعا حبل أفكارها بعد أن طال صمتها
ردت بإيجاز دون أن تلتفت نحوه
ربنا يسهل
راقب هو تبدل تعابير وجهها للحمرة الخفيفة مع تحوله للعبوس والإنزعاج فأيقن أنها تفهمت غرضه واستشعرت خطئها ..
تمنى لو كان قد تعامل مسبقا معها بنفس الأسلوب المعاتب دون تطاول أو إساءة .. بالطبع لكان هذا شكل فارقا في العلاقة بينهما الآن .. فدوما هما بين شد وجذب بين كره وعناد ..
انت واخدني على فين
رد عليها بغموض
مشوار
زادت ريبتها من كلمته المقتضبة وسألته بقلق قليل
يعني فين ده
ابتسم قائلا لها وهو يغمز بطرف عينه
والله مش خاطڤك مع إن في مقدوري بس أنا ملتزم مع أخوكي بكلمته !
متقدرش أصلا تعمل ده أنا مش هاسكتلك !
مازحها قائلا بإبتسامة عريضة
عارف ما أنا معايا بطلة العالم في النكد !
ضيقت نظراتها لتصيح مستنكرة
نعم !
جاهد لكتم ضحكاته بعد أن رأى احتقان نظراتها وتعابيرها وصحح بهدوء
قصدي في رفع الأثقال !
اوف
تمتمت مع نفسها بكلمات مبهمة وأشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما راقبها هو بإستمتاع عجيب مكملا قيادة السيارة نحو وجهتهما الغامضة ..
في منزل سابين
استعان مسعد بخبراء في الديكور لترتيب أثاث المنزل الجديد بعد أن أصر على شراء غرفة نوم جديدة وأيضا غرفة معيشة لتتناسب مع كون المنزل شقة للزوجية بعد إجراء تلك التعديلات.
فرحت جينا كثيرا بالإضافة الطفولية لغرفتها التي زادتها براءة وجمالا ولم تقل سعادة سابين عنها.
رأت في أفعال مسعد نحوها وكذلك الصغيرة حب حقيقي نابع من قلب طيب لا يعرف البغض أو الحقد.
وتمنت أن تدوم فرحتها للأبد.
اتفقت معه على عدم دعوة عائلتها لحضور حفل الزفاف