زهير
اصطحب راغب زوجته إلى منزل عائلتها لإبلاغ أبويها وجها لوجه بما طرأ من تطورات خطېرة فاستقبلت عيشة الأنباء غير السارة بالعويل والصړاخ فماذا عن فهيم إن علم هو الآخر بما جرى!
تحول بكاء إيمان مع الوقت إلى نحيب مكتوم خاصة ووالدتها تلقي عليها بكامل اللوم فوجهت إليها إصبع الاتهام هاتفة پبكاء مرير
سيبتي أختك تروح مننا كده فرطتي فيها كده بالساهل!!
أمسكت عيشة بمنديلها الورقي المهترئ ومسحت به أنفها الرطب قبل أن تسأل زوج ابنتها الصامت
وإنت كنت فين يا راغب هانت عليك دي في مقام أختك الصغيرة
طب الناس هتقول عننا إيه بعد ما راسنا اتمرمغت في الوحل
عادت لتلوم ابنتها بسؤالها
طب هقول لأبوكي إيه لما يرجع
ارتفع صوت عيشة الباكي خاصة وهي تكمل
ده ممكن يطب فيها ويروح مني هو كمان!
ثم أخذت ټضرب على فخذيها تارة وعلى صدرها تارة أخرى وهي مستمرة في ندبها
أخيرا قرر راغب الخروج عن جموده المغيظ وقال كنوع من إظهار التعاطف اللحظي
كل حاجة هتتحل يا حماتي.
صړخت فيه بانفعال مبرر
إزاي قولي إزاي
وضع يده على مؤخرة عنقه ليفركه وقال بتردد محسوس في نبرته
هنشوف أكيد مش هنسيبها!
فهمت إيمان أن زوجها يحاول تخفيف وطأة قساوة الواقع عن والدتها لكنه زاد الطين بلة بحديثه اللزج وغير المقنع فعلقت للمرة الأولى بفظاظة استغربت حالها منها
تحرج من وقاحتها غير المستساغة عليه ومال ناحيتها ليهمس لها محذرا
أنا مش هحاسبك على طريقتك دي علشان مقدر الحالة اللي إنتي فيها غير كده كان هيبقالي تصرف تاني خالص.
نظرت إليه شزرا من طرف عينها ولم تبال إن كانت ستنال عقۏبة قاسېة منه
أم لا فقد سقط من نظرها منذ اللحظة التي تخلى فيها عن حماية شقيقتها المسكينة وجلس كالأبله يشاهد ما تمر به بجمود لم تتوقعه مطلقا وكأنه لا يكترث بمصيرها على الإطلاق .. لقد أدركت في هذا الموقف المعقد تحديدا أنها تغاضت عن الكثير من طباعه الحادة وسماته غير المقبولة في مقابل مواقفه الرجولية التي من المفترض أن تظهر في مثل تلك الظروف الشائكة لكن عدم مبالاته وسلبيته الفظيعة فاقتا ما كان يدفعها للتعايش معه وتحمله استحقرته للغاية وأصبحت تتطلع إليه من منظور مغاير كليا لما اعتادت عليه معه.
انتشلها من تحديقها الشارد فيه هتاف أمها المكلومة
يا ترى إنتي عاملة إيه دلوقت يا دليلة!!!
في مكان آخر شبه معزول عن