الخميس 26 ديسمبر 2024

زهير

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الحضر محاط من كل جانب بأسوار حجرية عالية وأشجار كثيفة تحجب أعين من يمر مصادفة بالخارج عما يدور بالداخل عبرت سيارته البوابة الرئيسية ليأتي أمره بغلقها بالسلاسل الحديدية وتشديد الحراسة على غير العادة. 
ترجل زهير أولا من السيارة وألقى نظرة شمولية على محيط أرجاء فيلته تلك التي كان لا يأتي إليها إلا نادرا ثم انحنى بحذر نحو الداخل ليتمكن من سحب دليلة ناحيته وقام بحملها بين ذراعيه ليسير بها نحو الدرج الرخامي صاعدا إياه بخطوات شبه سريعة سبقه أحد أتباعه ليفتح الباب إليه وتنحى جانبا فمرق من جوارها متوجها للبهو المتسع حيث كانت تنتظره إحدى الخادمات فسألها بجدية
أوضة الهانم جاهزة
أجابته وهي تومئ برأسها إيجابا
أيوه يا بيه.
لم يقل المزيد وواصل مشيه السريع نحو سلم الدرج ليصعده في خفه ومنه عرج إلى رواق جانبي قصير يفيض في نهايته لغرفة النوم الرئيسية دفع الباب الموارب بقدمه ثم اتجه إلى الفراش الواسع الذي يتوسط الغرفة ليمدد دليلة عليه. 
وضعها بحذر قبل أن يطرح رأسها على الوسادة ثم سحب الغطاء عليها ومد يده ليمسد برفق على وجنتها هامسا بما يشبه الوعد
ڠصب عني اللي حصل ده كله بس اطمني مافيش حاجة هتأذيكي.
تطلع إليها بنظرة مطولة قبل أن ينصرف من الغرفة موصدا الباب من ورائه هبط على الدرجات مجددا حيث كانت الخادمة لا تزال تنتظره بالأسفل ليوجه إليها أمره الصارم
تفضلي جمب الهانم ما تسيبهاش للحظة ولما تفوق تكلميني سامعة
ردت في طاعة تامة
حاضر يا بيه.
غادر بعدها الفيلا ليلحق به تابعه متسائلا
على فين يا ريسنا
أجابه بعزم وهو يسرع في خطاه
راجعين التبة!
بدا كالمۏتى الأحياء حينما تلقى الأخبار الصاډمة فبرزت عيناه وشحب لون بشرته للغاية ليفيق من صډمته على سؤال لم يجد له جوابا حتى هذه اللحظة
بنتي كده ضاعت!!
ارتاعت إيمان من احتمالية تعرض والدها لأزمة صحية جراء عصبيته المفرطة وهتفت ترجوه في خوف شديد
اهدى يا بابا الانفعال مش حلو علشانك!
صاح في يأس وهو ينظر بعينين زائغتين إلى زوجته وابنته
أومال أنا كنت بعمل كل ده ليه
ارتفع صوت نشيج عيشة فهتف بإصرار
أنا هبلغ البوليس هي أكيد في الحتة المقطوعة اللي اسمها التبة دي.
بعد لحظات من الصمت الطويل والبرود المغيظ تكلم راغب أخيرا وقد أجبر نفسه على النهوض من جلسته
وتفتكر يا عمي هما أغبية علشان ياخدوها هناك
لم تتحمل إيمان نبرة صوته بدا كالهم على القلب فحذرته في وقاحة
يا ريت ما تعلقش ده موضوع يخصنا.
اغتاظ من تجاوزها معه وهسهس من بين أسنانه بعدما اقترب منها ليجبرها على سماعه هو فقط
لتاني مرة بتغلطي
نظرت إليه بدونية قبل أن تعقب بعبارات موحية تمس كرامته
كنت اتشملل وأقف قصاد البلطجي اللي فرد عضلاته عليك ولولا ستر ربنا.
كاد أن يتشاحن معها لولا أن
تدخلت والدتها لتنهر كليهما بضيق
مش وقت خناق خلونا نفكر.
باندفاع أبوي مبرر
هتف فهيم بتصميم وهو ينتفض مسرعا نحو باب المنزل
أنا رايحلهم ومش راجع إلا وبنتي معايا!!!
انطلق نحو الخارج وصوت إيمان يلاحقه
استنى يا بابا! ما تروحش لواحدك...
سرعان ما التفتت عيشة نحو زوج ابنتها ترجوه باستعطاف وهي تربت على كتفه
انزل يا راغب معاه ما تسبوش يا ابني الحكاية مش ناقصة.
تجهمت كامل تعابيره واضطر أسفا أن يتبعه بغير رضا منه فلحق به وهو يدمدم مع نفسه
حد يروح لقضاه برجليه ..!!!
يتبع

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات