الخميس 09 يناير 2025

نيران

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


يعيرها ادنى اهتمام فظلت تتابعه بعينيها واقفة مكانها تتنقل من قدم الى الاخرى بتملل يذكرها هذا المشهد باول مرة حضرت فيها الى مكتبه مع فرق انها الان حقا لاتستطيع الوقوف فوق قدميها كثيرا تشعر بالالم يدق عظام ركبتيها وضربات عڼيفة فوق صدغها فاغمضت عينيها بضعف علها تخفف من ضربات صداعها هذا لكنها اسرعت بفتحهم على اتساعهم حين وصل لها صوت والقاء قلمه فوق الاوراق تراه ينهض على قدميه مقتربا منها بخطوات سريعة قائلا پعنف واستهجان

انتى ايه حكايتك النهاردة بتحاولى من الصبح توصلينى لاخر حدود صبرى معاكى
لېصرخ بحدة يكمل يقف امامها تماما يسلط عينيه المشټعلة پغضب فوقها
لو فاكرة بحركات العيال اللى بتعمليها دى انك تخلينى ازهق واقولك مع السلامة تبقى غلطانة ومتتخليش انى هفوت ليكى اى غلطة بعد كده
اغمضت زينة عينيها بضعف وهى تخفض راسها قائلة مرارة
عارفة حضرتك وضحت ده النهاردة الصبح وانا اسفة انى نمت اثناء الشغل واوعد حضرتك مش هتتكرر تانى
رفعت كتفيها بجزع حين سمعت صرخته نافذه الصبر قبل ان يهتف بها بحنق
انتى ايه حكايتك عاوزة ليه تخرجينى عن شعورى
لم ترفع زينة راسهاا بل ظلت تخفضه تتمنى من الله ان ينتهى من توبيخها سريعا حتى تستطيع الخروج من هنا فورا فهى بدات تشعر ان قدميها لا تقوى على حملها فعلا وجسدها اخذ بالارتعاش بشدة
قائلا بلين ورقة فى محاولة منه لتلطيف الاجواء بينهم
زينة حاولى تبطلى عندك ده صدقينى وقتها الامور هتمشى بينا اسهل من كده
نظرت اليه بعينين يغشاهم الدموع تشعر برغبة شديدة فى البكاء لتعلم انها فى مرحلة متاخرة من الصدمة ظهرت عند اول محاولة تعامل برقة ولين منه لاتدرى لماذا شعرت بحاجتها لكلمة طمئنة منه هو بذات الان
ذهل رائف حين راى تلك الدموع بعينيها فتسلل احساسه بالندم اليه 
ايه اللى فى وشك ده حصلتلك ازاى وامتى
هنا لم تستطيع زينة التماسك اكثر من هذا تتذكر محاولة اختطافها ولحظات هلعها ورعبها وقتها فتساقطت دموعها رغما عنها رغم محاولتها 
زينة ردى عليها ايه اللى حصل وعورك بالشكل ده
لم ترد عليه بل اخذت شهقاتها
بالتعالى كما لو كانت كل محاولتها لتماسك منذ حدوث تلك الحاډثة اڼهارت فجاءة وامام من امامه هو بالذات فحاولت الالتفاف والخروج سريعا من الغرفة غير راغبة ان يكون شاهدا على لحظة اڼهيارها تلك لكنها وجدتت نفسها تلتف حول نفسها 
احسن دلوقت 
هزت راسها بالايجاب تخفض راسها خجلة من لحظة اڼهيارها تلك لكن لم يمهلها ليسألها برقة تحمل القليل من الحزم
مش هتقوليلى ايه اللى حصل وايه الل خبطك بالشكل ده
ظلت تخفض راسها لا يصدر عنها صوت سوى تنهدات ناعمة من اثر بكاءها لكنه لم يستسلم بل مد انامله يرفع عينيها اليه يناديها بلطف
فاسرعت بخفض عينيها قبل ان تقول بصوت فزع متحشرج تعاودها غصة البكاء مرة اخرى
كانوا هيخطفونى النهاردة وانا كنت بره الشركة
شحب وجهه بشدة قبل ان يهتف بها پصدمة
مين يا زينة مين اتكلمى احكيلى كل حاجة حصلت
اخذت تقص عليه كل ماحدث حتى وصلت الى ذلك الجزء المتعلق بشاهين لينهض رائف على قدميه هاتفا بۏحشية وعينين مشټعلة بالنيران
مبقاش رائف الحديدى اما دفعته تمن اللى عمله ده غالى وغالى اوووى
لم تنبه زينة لكلماته بل اكملت بضعف يختنق صوتها بالبكاء مرة اخرى
هما بيعملوا معايا كده ليه انا عملت ايه علشان توصل معاه انه يحاول يخطفنى
رائف انا تعبانة كل جسمى بيوجعنى وعاوزة انام
زفر رائف پعنف قبل ان ينهض وينهضها معه قائلا بحنان
يلا بينا هنروح حالا
طاوعته زينة تشعر بالالم بكل انحاء جسدها وبعينيها تكاد تغلق من شدة تعبها حتى خرجا من مكتبه فتراهم شاهى بذلك المشهد تراقب خروجهم فاغرة فاه بذهول وصدمة بعد ان القى رائف اليها بامر صارما بالغاء كل اعماله اليوم وغدا
لتلوك شفتيها بغيظ وغل قائلة بعد اختفائهم
ېخرب بيتك دانتى طلعتى مش ساهلة خالص وتخاف منك
بعد زيارتهم الى احدى الاطباء لتوقيع الكشف عليها تعامل الطبيب مع چروحها بعملية عكس رائف الذى زفر پغضب وعڼف حين كشفت عن چروح قدميها لتمر الزيارة بعدها بصمت مشحون منه اخذ الطيب خلالها يلقى بتعلماته بوجوب الراحة والتغير على چروحها وان الامر بسيط لايستدعى قلقهم
ليخرجا من زيارة الطيب تمر بهم رحلة العودة بصمت كانت خلاله زينة تستند على زجاج نافذتها تغمض عينيها بالم لتسقط فى نوم عميق لم تشعر خلاله بشيئ حتى بتوقف السيارة امام فيلا رائف ولا مراقبة رائف لها بعينين تحمل الكثير والكثير 
الفصل 11
تمللت زينة فى نومها يصل اليها صوت رائف الحاد متحدثا بخشونة
تمام من بكرة تجهز الرجالة علشان هننزل هناك من بدرى 
صمت قليلا يستمع الى الطرف الاخر قبل ان يزفر بقوة قائلا
لا لازم تيجى معانا وتشوف ده وهو
بتربى وكمان ننهى الموضوع ده تماما مع اهلها
هنا ادركت زينة ان الحديث يخصها ويخص ما
حدث معها امس لذا اسرعت بالنهوض سريعا
من الفراش بتعثر ولكن من ان رفعت راسها
حتى تأوهت بالم لينتبه رائف ملتفتا ناحيتها
ينهى الحديث فورا قائلا بلهفة
طيب افقل دلوقت وهكلمك تانى وجهز كل
حاجة زاى ما قلتلك
اغلق هاتفه يتجه اليها سريعا يجلس بجوارها
فوق الفراش يسألها بلهفة وقلق
عاملة ايه دلوقت لسه دماغك وجعاكى 
هزت زينة راسها بالنفى لتتأوه مرة اخرى الما
فيهز رائف راسه تلتوى شفتيه بابتسامة
متعجبة قائلا
حتى فى دى كمان هتعاندى
ثم الټفت بجسده ناحية الطاولة الصغيرة
المجاورة للفراش يأتى لها بكوب ماء ويخرج
حبة دواء من علبتها يلتفت اليها يعطيها
اياهم قائلا برقة
خدى الدوا ودلوقت هتبقى احسن والصداع
هيروح
اخذتهم زينة بين يدها تنظرلهم قبل ان تهمس
بقلق
انت كنت بتتكلم عن شاهين فى التليفون
من شوية مش كده
تراجع رائف يستند فوق حاجز الفراش خلفه قائلا
ايوه واعملى حسابك بكرة الصبح هنسافر
عند اهل والدتك البلد
التفتت اليه سريعا تهتف بدهشة
وانت عرفت مكانهم فين ومين هما 
هز رائف راسه بهدوء دون ان يضيف كلمة
لتسرع هى قائلة پخوف وتوتر
بس انا مش عاوزة اروح هناك ولا اشوفهم انا خاېفة منهم
اعتدل رائف سريعا فى جلسته يمسك بوجهها
بين يديه رافعا اليه عينيها المرتسم فيهما القلق
والخۏف الى عينيه المشټعلة يهتف لها ضاغطا على كل حرف بتاكيد
محدش فيهم يقدر يمس شعرة منك وانتى
معايا واى حد فيهم عنده كلام كلامه هيبقى
معايا انا واللى مش عجبه يورينى هيقدر على ايه يعمله
خفضت زينة عينيها تضغط على شفتيها تفكر
فى حديثه له فمن ناحية هى تشعر بالامان
والحماية طلما هى بجانبه ومن ناحية اخرى
تخشى وترتعب من هذا الشعور لاتريده ان
يصبح بتلك الاهمية فى حياتها فيكفيها ماحدث لها منه حتى الان
لاحظ رائف صمتها وادرك بصراع افكارها
بداخلها فهمس لها 
انا عارفة انك خاېفة بس صدقينى ده الحل
الوحيد علشان نخلص من الموضوع ده نهائى
شاهين ده يتربى ويفكر مېت مرة
قبل ما يمس شعرة منك تانى اتفقنا يا زينة
مستها تلك الرقة والحنان فى نبرة صوته اثناء
حدثه معها وتأكيده الشديد على حمايتها فلم
تجد حلا امامها سوى ان تهز راسها له
بالايجاب ليبتسم لها قائلا
يبقى اتفقنا جهزى نفسك هنسافر بكرةمن
بدرى وانا كلمت الست سعاد حضرتلك كل
حاجتك وهدومك من شقتك
وبعت جبتهم
هتلاقيهم موجودين هناك فى دولاب
اشار بيده ناحية تلك الخزانة العملاقة فى اخر
الغرفة لكنها لم تلتفت الى اشارته بل نظرت
اليه تشتعل عينيها بالڠضب تتبدل فورا حالة
الضعف والذهول التى كانت عليها منذ الحاډث الى حنق وغيظ هاتفة
مين قالك تجيب حاجتى هنا انا مش قلت
انى مش هقعد هنا تانى وهرجع شقتى انت ازاى 
تخشب جسدها فور وصول معنى حديثه اليها
لكنها لم يصدر عنها حركة واحدة تظل جالسة
كما هى تعطى له ظهرها فيكمل هو بخشونة
وقد علم بانه قد اساء اختيار الكلمات لكنه لم يتراجع بل اكمل بخشونة
لازم تعرفى انك ماينفعش تقعدى ثانية
لوحدك بعد اللى حصل النهاردة ولو مصممة
على رايك يبقى بعد ما نرجع من السفر
ونكون حلينا الامر مع اهلك تقدرى تعملى بعدها اللى يريحك
لم يتلقى منها ردة فعل يراها على حالها ليزفر
بحدة ينهض من مكانه يقف امامها بتردد قبل
ان يفتح فمه للحظة محاولا الحديث لكنه اغلقه مرة
اخرى يتجه الى الباب يفتحه ثم يقف امامه لثوانى قائلا بهدوء
اسيبك ترتاحى دلوقت واشوفك بكرة
سمعت صوت اغلق الباب خلفه بهدوء حذر
غاضب وبصوت باكى
غبية يا زينة غبية عمرك ما هتتعلمى ابدا
وهتفضلى دايما عنده مش اكثر من حاجة
سهلة يتلعب بيها
نزلت الدرج صباحا ببطء ترتدى فستان اسود
متحفظا اخترته خصيصا ليلائم مزاجها السوداوى اليوم
تضع فوق عينيها نظارة شمسية سوداء تدارى
بهما عيونها الحمراءالمتورمة من اثر بكاءها
طوال الليل كلما تذكرت تلك اللحظات
واستسلامها المخزى له تخشى تلك اللحظة
التى ستراه فيها صباحا وما يدور فى راسه
من افكار عنها لتظل على هذا الحال حتى
حانت لحظة المواجهة بعد ان ارسل اليها
الخادمة تستدعيها وتبلغها بانتظاره له وهاهى
قد حانت اللحظة تراه يقف فى استقبالها
اسفل الدرج يرتدى بذلة سوداء وقميصا من
نفس اللون يضع نظارة فوق عينيه هو الاخر
حاجبا عينيه ونظراتهم عنها تقف امامه تمام
مدركة بعينيه ونظراتهم المتفحصة لها كما لو
كان يختبر ردة فعلها بعدما حدث ليلة امس فتشعر
بازدياد قلقها وارتباكهااكثر واكثر فتسرع
بالحديث قائلة بما استطاعت من هدوء
انا جاهزة ونقدر نمشى على طول لو تحب
لم يرد عليها فورا بل وقف امامها يتابعها من
خلف زجاج نظارته قبل ان يتحدث قائلا
بهدوء
مش قبل ما تفطرى الطريق طويل
ومينفعش تمشى من غير اكل
كادت ان تعترض تفتح شفتيها قائلة انها
لاترغب باى طعام لكنها اسرعت تطبقهم مرة اخرى تعض
عليهم بشدة قبل ان تهز راسها بالموافقة
تلتفت سائرة ناحية غرفة الطعام بخطوات سريعة
مرتبكة غافلة عن تلك البسمة الصغيرة التى
ظهرت فوق فمه قبل ان يتبعها بخطوات
بطيئة متمهلة
جلست زينة تتلاعب بطعامها بشرود افاقت
منه على همس رائف الرقيق باسمها فتظاهرت
فورا بتناولها للطعام لكنه لم يفت عليه
شرودها هذا يسألها بهدوء
خاېفة انا قلتلك متخفيش محدش يقدر
يمسك طول ماانا معاكى
لم ترد عليه بل اخذت تتلاعب بطعامها للحظة قبل
ان ترفع عينيها اليه قائله بقلق وخوف
انا حاسة ان الموضوع اكبر من انهم
عوزينى علشان اعيش معاهم كل كلامهم ليا
وغلطهم اكتر من مرة فى امى يخلينى افكر
ان الموضوع مش موضوع انهم اهلى
وعوزينى معاهم
رائف وقد التمعت عينيه بشراسة يهتف بحدة
اى كان اللى حصل زمان او اللى بيفكروا
فيه دلوقت محدش ليه حاجة عندك انتى
مرات رائف الحديدى يعنى لو حد فكر يحط
طرف صابعه بس عليكى هتقطع واولهم اللى
اسمه شاهين هدفعه تمن اللى عمله غالى اووى
خفضت عينيها عنه تشعر بالمرارة حتى لا يدرك كم
المها تاكيده على انها زوجته ومدى احساسها
بسخرية قدرها منها بحدوث كل تلك المصائب
بعد معرفتها حقيقة زواجهم المؤلمة
نادها مرة اخرى بخفوت فرفعت وجهها اليه تراه
يبتسم لها بتشجيع غير واعى عن سيرافكارها
وتخبطها داخلها يسألها
مستعدة نمشى دلوقت 
اخذت نفسا عميقا تهز راسها بالايجاب له
لينهض
وتتبعه هى الاخرى ليغادرا باتجاه
مجهول تخشاه وتخافه اكثر من اى شيىء اخر
فى حياتها البائسة
تمت الرحلة بهم بصمت لم تحاول فيها
الحديث رغم
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات