معاويه
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
الضباط إلى مدخل الفندق الفخم وبدأت الأحاديث الجانبية العالية بين الجميع حول اليوم وكيف كان ممتعا لمعظمهم ..
بحثت فرح بعينيها عن يزيد الذي كان قد تركها قبل برهة ليذهب مع رفاقه إلى المرحاض بعد أن عادوا للفندق وترددت في إعطائه هديته ولكنها عقدت العزم على أن تقدمها اليوم بما أنه يوم مولده لذا ظلت ترمق الحاضرين بنظرات متفحصة بحثا عنه وفي النهاية رأته يقف في الخلف بمفرده ومستندا على أحد الأعمدة الجرانتية فابتلعت ريقها في توتر وفركت أصابع يدها في ارتباك وقبضت على ذراع حقيبتها بشدة ثم سارت حوله وهي تقدم خطوة وتؤخر الأخرى .. لقد كانت تخشى أن يفهمها يزيد بصورة خاطئة ويظن بها السوء ولكنها حاولت أن تقنع نفسها أنها مجرد هدية لعيد مولده لا أكثر ولا أقل ..
يزيد بنبرة رخيمة بنفسك جاية عندي
فرح وهي تتنحنح في حرج وبنبرة متلعثمة آآ.. أنا كنت .. آآ.. أنا ..
يزيد متسائلا بخفوت انتي ايه
وقف آدم من على بعد يراقب كلاهما بنظرات متفائلة ولكن تبدلت ملامحه للانزعاج فورا حينما لمح منذر وهو يتجه صوبهما و...
بالفعل ركض آدم مسرعا في اتجاه منذر ثم اصطدم به عن عمد وكاد أن يوقعه على الأرضية الرخامية اللامعة ولكن تمالك منذر نفسه في حين ظل آدم ممسكا به و..
منذر بنبرة منزعجة مش تاخد بالك يا باشا
آدم بنبرة متوترة آآ.. معلش
آدم بنبرة شبه جادة تعالى معايا
منذر بعدم فهم وهو مصر على إبعاد ذراع آدم أروح معاك فين
آدم وهو يجز على أسنانه في حنق في داهية .. آآ.. قصدي عاوز أخد رأيك في حاجة
وبالفعل نجح آدم في إبعاد منذر عن الاقتراب من يزيد وفرح وترك لهما الفرصة ليحظيا ببعض الحديث الهاديء
يزيد متسائلا بفضول دي ايه دي
فرح بنبرة خجلة آآ... دي عشانك
رفع يزيد أحد حاجبيه في استغراب وضيق عينيه نوعا ما و...
يزيد بنبرة شبه جادة عشاني
فرح وهي توميء برأسها بنبرة مرتبكة آآ.. اها .. عشان عيد ميلادك
يزيد بنفس النبرة الجادة عيد ميلادي !
هزت فرح رأسها تلك المرة ولم تجبه في حين أمسك يزيد بالحقيبة البلاستيكية الصغيرة ووضع إصبعيه بداخلها لكي يخرج تلك العلبة السوداء الصغيرة المغلفة بشريط فضي ... تابعته هي بنظرات مترقبة وعلى وجهها علامات توتر جلية ..
يزيد بنبرة جامدة أسف أنا مش بقبل هدايا ...!!!!
تبدلت ملامح فرح سريعا من الارتياح للانزعاج وعبس وجهها كليا وحدقت في يزيد بأعين مذهولة وشعرت بغصة ما في حلقها وإنقباضة في قلبها و..
فرح بعدم تصديق
هاه
يزيد بنفس الجمود مش عاوز حاجة منك مالك مستغربة ليه ولا هو عادي ليكي وغريب عليا ..!!!
ابتلعت فرح ريقها في إحراج شديد وأطرقت رأسها في خزي فقد ظنت أنها أخطأت وتسرعت حينما فكرت أن تعطي تلك الهدية له ...
ثم ابتسم يزيد في ثقة وغرور ورمق فرح بنظرات لئيمة و..
يزيد بنبرة مغترة عشان تعرفي شعوري لما انتي رفضتي تاخدي هديتي بس أنا غيرك عمري ما هردلك حاجة جبيتها إيديكي ..
رفعت فرح رأسها ونظرت إلى يزيد بنظرات مصډومة في حين أمسك هو بالقلادة ورفعها ناحية فمه ثم قبلها قبلة مطولة و...
يزيد بنبرة عميقة دي أغلى حاجة جتلي يا .. يا فراشتي .. !!!
اكتست وجنتي فرح كلية بحمرة الخجل ورفعت أصابع يدها لتعبث بخصلة شعرها في ارتباك بينما ظل يزيد محدقا بها برومانسية ..
ثم صدح في المكان صوت أبواق الحافلات لتعلن عن وصولها وبدأ الجميع في الصعود عليهم .. وسار كلا من يزيد وفرح معا وركبا سويا في الحافلة ورغم أن الحديث بينهما كان قليلا طوال طريق العودة لكن لم يتوقف للحظة قلبهما عن الخفقان بإسم الحب ...
عاد الجميع إلى الفرقاطة ودلف معظم الضباط والمجندين إلى القمرات الخاصة بهم ..
دلفت فرح إلى داخل قمرتها وأوصدت الباب خلفها ثم ارتمت على الفراش المعدني لتتذكر تلك اللحظات التي قضتها اليوم مع يزيد وكشفت لها عن الكثير من الأمور ...
لم يكف يزيد هو الأخر عن التفكير في فرح وقضى معظم ليلته وهو محدقا بقلادتها التي يمسكها بيده و...
يزيد بنبرة عازمة بكرة هاتكوني بتاعتي للأبد ..!
ثم قبض يزيد على القلادة أكثر بكف يده وهو يبتسم في ثقة شديدة ..!!
يتبع