بسيوني
سوى صوت هاتفها الذي تعالت رناته فقامت بالرد السلام عليكم أيوة يا بابا معلش بقا محستش بالوقت اوك هاخد تاكسي واجي حالا أعمل ايه بقا مفيش حل قدامي غير كدة اوك يا بابا اول ما اركب التاكسي هبعت لحضرتك رسالة برقمه مع السلامة
كان على حياة ان تهنىء صديقتها اولا وتخبرها برحيلها ولتفعل ذلك يجب ان تمر بذلك الغريب الذي بدأت تخشى نظراته ترددت قليلا ولكنها اخيرا استجمعت شجاعتها وذهبت لتهنئ مريم وعندما مرت به حاولت ان تتحاشى النظر اليه ولكن حدث مالم تتوقعه حيث سمعته يقول وهو يشير لها بيده لو سمحتي يا أنسة
اقترب منها وليد قليلا مما زاد من توترها انا اسف لتطفليلكن ممكن اعرف اذا كان حضرتك قريبة العروسة ولا لا
حياة ودة هيفرق معاك في ايه
وليد بابتسامة رقيقة يعني تقدري تقولي فضول او تعتبريها مجرد دردشة
عن اذنك
وتركته حياة واتجهت ناحية صديقتها فقال وليد لنفسه في تأنيب ايه اللي انا هببته دة
اقتربت حياة من مريم و قالت لها وهي تحتضن كفها مبروك يا مريم وربنا يتمم بخير ويسعدك معلش بقا بابا اتصل بيا ولازم امشي دلوقت
حياة معلش بقا يا مريم بابا اكيد مش هيوافق
مريم اوك ولا يهمك يا حبيبتيطب هتروحي ازاي
حياة عادي يعني هاخد تاكسي
مريم باستنكار تاكسي وفي الساعة دي لا طبعا استني هخلي جدو يرن ع السواق بتاعه عشان ييجي يوصلك
حياة مطمئنة لا يا حبيبتي مفيش داعي انا هتصرف وان شاء الله خير
فانتبهت اليه الفتاتان انا ممكن اطلب من اخوية انه يوصلك وأكيد هيكون ءأمن من التاكسي وخصوصا في ساعة زي دي
وقبل ان تبدي حياة اي اعتراض أشار يوسف بيده لوليد الذي اسرع على الفور تجاههما فور ان لاحظ وجود حياة وهو لم يعرف سبب ذلك الشعور الذي قد اجتاحه ناحيتها
لم تصدق انها سمعت صوته فهل يعقل ان يكون هو من بين المدعوين جميعا وليد أخو يوسف الذي قال والدها عنه انه شاب جاد لا يهمه سوى عمله فقط عكس أخيه تماما لا يجري وراء النساء ولا يستجيب لنداء أي امرأة!
سمعت صوت يوسف وهو يقول لأخيه وليد لو سمحت ممكن توصل الأنسة لبيتها معلش بقا طبعا مش هينفع انها تركب تاكسي في الوقت دة لوحدها
اسرعت حياة بالاعتراض فهي لن توافق ابدا على ان تركب وحدها مع هذا الشخص مهما حدث فقد كان هناك ما تخشاه ولكنها لا تعلم ماهيته على الرغم من انه يبدو اهلا للثقة لالالا انا مش عاوزة اتعب حضرتك ومفيش داعي للقلق عادي يعني وهبقا اتصل بمريم اول ما هوصل عشان تطمن اني وصلت
وليد مداعبا يا ستي هو انتي كدة كدة مش هتركبي تاكسي خلاص اعتبريني سواق تاكسي وهبقا اخد منك الاجرة و اللي هيحكم بيني وبينك العداد
لم تجد حياة مخرجا اخر فقالت أخيرا بنبرة يا ئسة معلش حضرتك أنا مش هينفع اركب معاك عربيتك
صدم وليد من كلامها قليلا ولكنه استوعب الامر واقترح اخيرا اوك ولا يهمك ولو كنتي مصرة انك تركبي تاكسي مفيش مشكلة انا هركب معاكي واوصلك
حياة بس انا كدة هتعب حضرتك معايا
وليد بلهجة مرحة
لا يا ستي لا تعب ولا حاجة انا كل اللي حارق دمي الاجرة اللي هياخدها سواق تاني صحيح الفقري فقري من يومه
مريم متصنعة البراءة معلش بقا تتردلك في زبون تاني ان شاء الله مش بيقولوا رزق الهبل ع المجانين
وليدبقا كدة
وهنا تعالت ضحكاتهم جميعا وكانت المرة الاولى التي يتشارك فيها يوسف ومريم الضحكةو بالفعل ركب وليد التاكسي مع حياة ولكنه بعد طلبها اضطر الى الركوب بجانب السائق بينما هي قد احتلت المقعد الخلفي بمفردها في الحقيقة كان لهذا الترتيب من جانب حياة سببان اولهما انها لن توافق ان تجلس بجوار رجل غريب وخصوصا في مكان مغلق والثاني لانها تحاول بقدر استطاعتها ان تتجنب الرد على اسئلة وليد التي كانت تتوقعها
بالفعل شعر وليد ببعض الضيق لذلك ولكنه احترم رغبتها بل انها باصرارها ذلك قد جعلته يزداد اعجابا بها وبشخصيتها هو بالطبع قد قابل من هن اجمل كثيرا من حياة التي لم تفتقر بدورها الى الجمال حيث قد نالت منه حظا وفيرا لكنها تمتاز عن مثيلاتها بأمر آخر لم يستطع تحديده ربما يكون حيائها الذي لم يصبح له وجودا هذه الايام الا عند القليلات أو لنظرة الحزن التي لا تفارق عينيها ولا يعلم أحد سرها
وصلت سيارة التاكسي الى العمارة التي تسكن بها حياة وقد كانت في أحد الاحياء الراقية الى حد كبير وقد كان وليد اسرع من حياة في مغادرة السيارة وفتح لها الباب بطريقة مهذبة شكرته حياة عليها وعندما همت بفتح حقيبتها قال لها وليد باستنكار اوعي تكوني ناوية تعملي اللي في بالي
حياة هدفع الحساب ما تنساش ان التاكسي دة عشاني
أخد وليد نفسا عميقا فقد كان اسرع من أخيه في الاستجابة لنوبات الڠضب ولكنه حاول الا يفعل ذلك تلك اللحظة فخرج صوته هادئا من فضلك اطلعي شقتك بدون نقاش
حاولت حياة الاعتراض ولكن خرج صوته أمرا بطريقة أخافتها حالا
ودون نقاش وجدت حياة نفسها تمتثل لأمره خوفا من بطشه فهي لا تعلم عنه الكثير ولكن مما سمعته عنه انه لا يقبل اي اعتراض على أوامره
أما فيما يتعلق بالحفل فقد أنتهى أخيرا وقد غادر المدعوون ولم يبق في الفيلا الى جانب العروسين سوى عبدالرءوف الذي قام بتقبيل رأس حفيدته وقد غمرته السعادة الف مبروك يا حبيبتي وربنا يتمملك بألف خير انا كدة خلاص مش عاوز حاجة تاني من الدنيا
مريم وقد تجمعت الدموع بعينيها ربنا يخليك ليا يا جدو ولا يحرمني منك ابدا
توجه نظر عبد الرءوف ناحية يوسف الذي كان يتابع المشهد عن قرب دون ان يبدو عليه أي تأثر مبروك يا يوسف خلي بالك منها دي أغلى حاجة عندي
يوسف مراوغا وانا من امتى بهمل في حاجة من ممتلاكتي
استولى الڠضب على مريم وقد لاحظ جدها ذلك
فقال ينهر يوسف بلطف بلاش الكلام دة يا يوسف خد بالك حفيدتي ڠضبها سريع
يوسف بمزاح ساخر عارف مانا اتعرضت لنوبات ڠضبها اكتر من مرة قبل كدة لحد ما لقيت الطريقة المناسبة للتعامل معاها
عبدالرءوف وهو ينقل عينيه بين الاثنين بنظرة خاصة كدة! طب اطلع منها انا بقا وأسيبكم مع بعض شوية عن اذنكم
خرج عبدالرءوف من القاعة وعندما تأكدت مريم من مغادرة جدها وعدم تمكنه من سماعهما بدأت تصب ڠضبها على يوسف ممتلكاتك دة انت بتحلم اوعى تكون فاكر ان بالعقد اللي بينا دة هتقدر تتحكم فيا دة عمره ما هيحصل يا يوسف انت سامعني عمره ما هيحصل
اقترب منها يوسف خطوة فتراجعت هي خطوتين للوراء فقال لها باستهزاء اوعى انتي اللي تكوني فاكرة ان الحياة هنا زي اوروبا وان فيه مساواة بين الجنسين زي ما بتقولوا اسمحيلي اني اصححلك الفكرة دي انتي هنا في مصر وبقيتي متجوزة من مصري جوازك مني يا مريم دة معناه انك بقيتي ملكي وهتنفذي اوامري مهما كانت من غير اي اعتراض والا لازم ساعتها تكوني مستعدة للعقاپ انا عمري ما قبلت ان حد يخالف أوامري فما بالك بقا بمراتي اللي هية اصلا واسمحيلي للمرة التانية اني اكررها بقت من ممتلكاتي !!
يتبع التالي
الفصل السابع
بقا كدة يا مريم وهو احنا مش اخواتك ولا ايه ولا كنا مش هنفرحلك يعني!
كان هذا الصوت اللائم هو صوت هالة الذي بدا عليها الضيق الشديد فقالت لها مريم معتذرة وهما تجلسان حول طاولة مع باقي صديقاتهما معلش والله كان ڠصب عني وكمان احنا عملنا الموضوع دة ع الضيق ويا ستي حقك عليا المرادي بس ان شاء الله في الفرح اكيد لازم تكونوا موجودين وهوة انا يعني ليا مين غيركم في مصر بعد جدو! ولا انتم بقا مش هترضوا تيجوا
هالة يا خبر! دة احنا نجيلك على رموش عنينا ربنا يهنيكي يا مريومة يا رب ويسعدك
مريم تسلميلي يا حبيبتي
وهنا قالت سلمى مازحة بس تعرفي يابت يا مريم انتي وقعتي واقفة بصحيح الواد فعلا مز أوي وشيك وابن ناس ومن ذوات الملايين اوعدنا يارب بواحد من النوعية دي ان شالله يارب يكون من ذوات الاربع
فردت نورا على مزاحها بفكاهة اهو ذوات الاربع دي بقا هو الوحيد اللي هيليق معاكي يا سلمى
ضحكت الفتيات جميعا على ذلك ثم قالت هالة خلاص بقا اهو بقينا اتنين في الشلة مخاطيب تعرفوا بقا انا نفسي في ايه يا بنات نفسي ان كلنا كدة يكون فرحنا في ليلة واحدة ونعمله كمان فرح جماعي بجد هيبقا تحفة بس اعمل ايه بقا الست مريم واضح انها مستعجلة وهتسبقنا وعلى العكس الست حياة اللي مقفلاها اوي وناوية تبلط في الخط
فغمزت لها مريم وهي تشير ناحية حياة بعينيها لا ماهو واضح كدة ان عقدتها هتتفك قريب ونبقا نسايب
فهتفت سلمى اوباااا ايه الكلام الجديد دة بقا ما تفهمينا يا ست حياة
بدا ان حياة كانت في عالمها الخاص بعيدا عن مزاح صديقاتها ولكنها افاقت على صوت هالة القلق وهي تنادي باسمها حياة! حياة! فيه ايه مالك
حياة هه! مالي !
سلمى بنظرات خبيثة احنا اللي عاوزين نفهم يا ست حياة يا ترى الكلام اللي بتقوله مريم دة حقيقي
حياة باستغراب كلام ايه
سلمى قال ايه ياختي شكلكم كدة انتي وهية هتبقوا نسايب قريب
حياة بعدم فهم نسايب! يعني ايه
مريم بنظرة خاصة ما تحاوليش تخبي علينا يا مريم كان باين اوي على البشمهندس