بسيوني
وانا بقا مستقتلة.
هالة بعدم فهم هوة اية دة ما تفهمينا يا بنت.
سلمى مانتو لو بصيتوا وراكم هتفهموا منك ليها. هوة دة حقيقي فارس احلامي
نظرت نورا الى الناحية التي تشير اليها نورا بينما كانت كل من مريم وحياة وهالة يديرون ظهورهم لذلك الاتجاه فهتفت سلمى بصوت منخفض يا بنت اللعيبة! هوة فيه كدة! ياترى مين البرنس دة
فوكزتها نورا في كتفها وهي تقول وانتي ايه عرفك وييجي ناحيتنا ليه اصلا يا شحاتة انتي! دة شكله كدة جاي يشوف العميد دة ان ما كنش هوة بقا العميد نفسه وشالوا ابو كرش اللي عندنا دة
لم تستطع الفتيات كتم ضحكاتهم الى ان سمعن ذلك الصوت العميق الذي قال من خلفهم مساء الخير
كانت سلمى اول من استطاع الرد بكل مالديها من رقة مساء النور يا فندم
اما هالة فقد كانت نبرتها اكثر حدة وهي تقول له خير حضرتك نقدر نخدمك بايه
سألتها سلمى بدهشة مريم! انتي تعرفيه
تعمدت مريم تجاهل الرد على سؤال صديقتها فهي لم تستطع ايجاد اللفظ المناسب الذي تصف
لما اكلمك لازم تسمعيني للاخر انتي فاهمة
وهنا تدخلت حياة لتهدئة الموقف في حين وقفت الاخريات يشاهدن ما يحدث بصمت لجهلهن بحقيقة الامر لو سمحت يا باشمهندس بلاش مشاكل .وانتي يا مريم ممكن تسمعيه بهدوء واحنا
يوسف انا جيت هنا بعد ما استأذنت من جدك عشان اخدك معايا نروح نشتري الشبكة و الفستان بالمرة ولا نسيتي ان كتب كتابنا الخميس الجاي
يوسف طب ياللا بينا
مريم ياللا بينا على فين انت مين قالك اصلا اني ممكن اركب معاك عربيتك واروح معاك اي مكان لوحدنا
يوسف بنفاذ صبر مانتي اكيد مش هتخلي جدك التعبان ييجي يلف معانا ع المحلات
مريم لا طبعا. بس انا اتفقت مع صاحبتي اننا نروح سوا . وياريت حضرتك ما تشغلش بالك بالموضوع دة. انا وحياة هننزل ونختار الفستان مع بعض اما بخصوص الشبكة فتقدر تجيب اي حاجة مش هتفرق معايا اصلا.
بدأت مريم بالفعل تشعر ببعض الخۏف فقالت وقد تراجعت عن اصرارها قليلا بس انا بردو مش هروح معاك اي مكان لوحدنا
قد استفذ كلامها يوسف وقد جعله يفقد السيطرة على نبرة صوته وهو يقول لها بانفعال فيه ايه هوة انا هخطفك مريم انا اكبر من ان تصرفاتي تكون في محل شك اي حد
ثم بدأ يهدأ تدريجيا وقال لها بعد أن احكم سيطرته على نفسه ع العموم خلاص .تقدري تطلبي من صاحبتك دي انها تيجي معانا لو كان دة اللي هيطمنك.
بالفعل وافقت حياة على الذهاب معهما بعد ان هاتفت والدها لتستأذن منه الذي لم يستطع المعارضة بالطبع لأن يوسف هو صاحب الشركة التي يعمل بها وهو يخشى غضبه وافق يوسف على مضض بأن تجلس مريم بجانب صديقتها في المقاعد الخلفية بالسيارة فلولا مظهره وأناقته لكان يبدو كالسائق لهما . توقفت السيارة أمام واحد من أشهر محلات الصاغة لتختار منه مريم الشبكة التي تريدها . دخل الثلاثة المحل وقد استقبل صاحبه يوسف بالحفاوة والترحاب ففكرت مريم انه ربما كان زبون دائم للمحل. فبالطبع ان دونجوانا ثريا كيوسف جلال لن يهادي صديقاته بالورود أو بالدمى
يوسف لصاحب المحل وكان يبلغ الخمسين من عمره وهو قصير وممتلىء الجسم
وقد اكتسى رأسه بالشعر الرمادي ادوارد شوف احلى حاجة عندك ووريها للانسة خطيبتي .خلي بالك دي هتبقا شبكتها
بدا على وجه ادوارد الاندهاش الممزوج بالسرور بجد الف مبروك يا يوسف بيه. مبروك يا هانم. انا هوريكي اجمل واحدث حاجة عندي. حاجة عمرك ما هتشوفيها في اي مكان تاني. ويوسف بيه عارف طبعا ذوقي كويس
الازياء وفي المحل الثالث الذي توجهوا اليه بعد ان يئسوا من ايجاد مبتغاهم في سابقيه قالت حياة لمريم وقد بدا عليها الارهاق حرام عليكي يا مريم. ابوس اديكي يكون دة اخر محل ندخله بقا انا خلاص تعبت. معقولة مش عاجبك اي حاجة في كل اللي انتي شفتيه
اختطفت مريم نظرة ناحية يوسف بطرف عينيها فوجدت وجهه خاليا من اي تعبير فتملكها الاحباط لانها فعلت كل ذلك لترى ولو لمرة واحدة اي دليل على الندم لاصراره على
وبعد بحث استمر الى ما يقرب النصف ساعة وقع نظرها على فستان طويل من الساتان باللون الاخضر يتخلله خيوط ذهبية لامعة يتسع عند الركبة الى القدم بشكل يشبه ذيل السمكة ذات اكمام طويلة تتسع ايضا عند المعصم بنفس الطريقة. وقفت مريم طويلا امام الفستان تتأمله بدقه فسألتها حياة بنفاذ صبر هه يا مريم! عاجبك دة تحبي تجربيه
وقبل ان تجيب مريم جاء صوت يوسف من خلفهما يقول بشكل قاطع لا. احنا هناخده خلاص.
حاولت مريم ان تخفي اعجابها بالفستان وهي تقول بحدة لا. مش عاجبني . انا هشوف واحد غيره
يوسف شوفي اللي انتي عاوزاه يا مريم واشتري اللي تحبيه. لكن الفستان دة هو اللي هتلبسيه في كتب الكتاب.
ابتسم يوسف لها بسخرية واشار بيده لصاحبة المحل والتي كانت تقف على مقربة منهم فأسرعت نحوهم بلهفة موجهه سؤالها ليوسف هه يا يوسف بيه. خلاص قررتوا
فنظر يوسف بتحدي لمريم وهو يجيب على سؤال صاحبة المحل خلاص يا مدام ناهد .احنا هناخد الفستان ده!!!
يتبع التالي
الفصل السادس
في فيلا كمال وهدان كان ماهر يجلس على احد الكراسي وهو يشتعل ڠضبا وعندما سمع صوت أقدام والديه وهما ينزلان درجات السلم هب واقفا و استدار تجاههما وهو يقول ثائرا انتو لسة مصرين بردو انكم تروحو
فقالت وردة بحنان محاولة تهدئة ابنها مانت عارف يابني انا مش هقدر اكسر لجدك كلمة
فنظر ماهر الى والده يسأله وانت كمان يا بابا مش قادر تقول لا
كمال وهو يحاول ان يكتم غيظه ولا انا يا ماهر طالما جدك مازال هو المتحكم في كل شيء
ماهر يعني هتسيبوا مريم تتجوز يوسف دة وكل حاجة تضيع من ايدينا
وردة يابني مين قالك كدة بس مفيش حاجة هتضيع ان شاء الله جدك عمره ما بيظلم حد تفتكر يعني ممكن يظلم بنته
كمال بلهجة ساخرة ومين قالك انه هيبقا حاسس انه بيظلمك ماهو ممكن يكون فاكر انه بكدة بيعوض اللي اسمها مريم دي عن اللي عمله مع ابوها
ماهر وطبعا الزفت اللي اسمه يوسف دة ما هيصدق اصلا الراجل دة انا عمري ما استريحتله وقربه من جدي دة مش طبيعي خصوصا بعد اللي عمله خالي مش معقول يكون قرر فجأة كدة انه يتجوز بنت الراجل اللي رفض انه يتجوز عمته زمان وينسى اللي فات اكيد بيخطط لحاجة تانية
فقال كمال موافقا على كلام ابنه معاك حق يا ماهر وكمان يوسف دة مش من النوع اللي ممكن يسيب تاره بسهولة عشان كدة احنا لازم نخلي بالنا منه كويس اوي
ماهر متوعدا وانا وديني ما هفوتله جوازه من مريم دة على خير وانا وهو والزمن طويل
اقيم الحفل في فيلا عبدالرءوف الكامل وقد كان حفلا بسيطا كما ارادته مريم لا يضم الا اقرب الاقربين واهمهم بالطبع عبدالرءوف الذي كان وكيل العروس في عقد الزواج وكذلك الشاهدان وهما كمال زوج وردة و وليد اخو يوسف الى جانب وردة وبعض الاصدقاء القلائل وعلى رأسهم كانت حياة التي لم تترك صديقتها منذ صباح هذا اليوم
كانت مريم ترتدي الفستان الذي تم اختياره من قبل يوسف فهي لم تجد اي فائدة من الاعتراض وقد غطت شعرها بطرحة ذات لون ذهبي لامع أبرز لون عينيها الأخضر بوضوح وقد أصرت مريم على الا تستخدم ايا من ادوات الزينة فهي في الحقيقة لم تكن بحاجة اليها فبدونها وبهذا الفستان الرائع كانت تبدو كالملكة لحظة التتويج
اما فيما يتعلق بيوسف فكعادته بدا في قمة الوسامة والفخامة ببدلته السوداء الانيقة التي ابرزت مدى طوله مقارنة بمريم التي وان كانت ترتدي حذائها ذات الكعب العالي فهي بالكاد تصل الى أعلى رقبته فقط مما جعلها تشعر بسيطرته وتفوقه عليها ولو قليلا
تم الانتهاء من كتابة العقد مع تقديم التهاني للعروسين والدعاء لهما بدوام السعادة وجاءت اللحظة الحاسمة فجلس يوسف على
الأريكة بجوار مريم مما جعلها تبتعد عنه قليلا في ضيق وقد لاحظ يوسف ذلك ولكنه لم يبال بالامر وجاء وقت الشبكة فأخرج يوسف من جيبه علبة قطيفة صغيرة الحجم أخد منها خاتم الخطوبة وكان من الألماس يتوسطه فص صغير من الزمرد الأخضر أختارته مريم ليتناسب مع لون عينيها مد يوسف يده ناحية مريم وهو يقول بصوت هادىء شعرت مريم من خلاله مدى السخرية التي يحملها ايدك يا عروسة
فمدت مريم يدها له مرغمة وعندما لمستها يده شعرت برعشة خفيفة من خشونتها وعندما اختلست النظر اليه لم تتلق الا ابتسامة ساخرة وضع يوسف الخاتم في اصبعها ثم قال لها بلهجة لم يشك أحد في صدقها مبروك
فردت مريم بصوت خاڤت وهي تتجنب النظر اليه الله يبارك فيك
وعلا صوت الزغاريد بالمكان وتزاحم الجميع على العروسين لتقديم التهنئة ماعدا واحدة وقفت في مكان بعيد ترتكز على أحد الأعمدة تمتلأ عينيها بالدموع ولكنها لم تسمح لها بهجر مقلتيها ورغم محاولاتها المتكررة قد فشلت في رسم البسمة على شفتيها ولكنها شعرت بوجود من يراقبها كما كانت تشعر منذ بداية الحفل ولكنها لم تهتم في باديء الامر إلا أنه عندما رفعت نظرها في تلك اللحظة قد تلاقت عينيها بعينيه التي تحمل الكثير من الفضول والأسئلة حاولت حياة التهرب من نظرات وليد الملاحقة لها ولكنها لم تستطع ورغم بعدها النسبي عنه قد شعرت بأنها تبدو شفافة بالنسبة له وكأنه يخترقها من الداخل بالرغم من انها لاتعرفه وكذلك لم يبد عليه أنه يعرف من تكون لم ينتشلها من ذلك الموقف