فادي
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
دواعي أمنية يا دكتور
نظر له الأستاذ الجامعي قائلا بإستغراب
نعم
تابع باسل قائلا بتأكيد وقد التقطت عيناه مكانها
دواعي أمنية .. مشددة ومقدرش أقول أكتر من كده !
صدرت همهمات عالية بين الطلبة ونظر الجميع إلى بعضهم البعض بحيرة .. فمن تلك المحظوظة التي يأتي ضابطا وسيما من أجلها
هتف باسل بصوت جهوري صارم
ممكن تتفضلي معايا يا آنسة !
انقبض قلب إيناس بشدة فقد خشيت من تهوره الأهوج إن رفضت الإنصات له .. وهمست متوجسة
ده ناوي يفضحني !!!!
ردت عليها أماني مشجعة إياها على الذهاب معه والاستمتاع بمغامرة لن تتكرر أبدا في الجامعة ومادحة إياه
عنفتها إيناس بخفوت
اسكتي انتي مش عارفة حاجة
صاح باسل قائلا بنبرة ذات مغزى
يالا يا آنسة !
بينما أضاف الأستاذ الجامعي بجدية محفزا إياها
روحي يا آنسة إيناس مع حضرت الظابط وربنا يسترها علينا !
نفخت بحنق فلم يكن أمامها بدا من الإعتراض لقد أحكم خطته تلك المرة وحاصرها مرة أخرى فعجزت عن الفرار منه ..
ابتسم لها بمكر وغمز لها قبل أن يعيد وضع نظارته ثم أشار بكفه لتتبعه إلى خارج القاعة ..
وما إن تأكدت هي من ابتعادها عن أعين المحيطين بهما حتى هتفت فيه بنبرة محتدة
أجابها بإبتسامة مغترة وهو يدس يديه في جيبيه
وأكتر من كده كمان !
هتفت مستنكرة تفكيره الأهوج قائلة باستهزاء
بجد انت هربت منك !
رد عليها ببرود محاولا استفزازها
ماهو حبك جنني يا نوسة
نظرت له شزرا من طرف عينها وتابعت بتهكم
باين كده مخك لسع وعلى رأي ماما اللي يشوفه يفتكره فارس في ساحته ومايعرفش إنه حتى الشراب شاحته !
ألفاظك رهيبة فحت ! فلمي لسانك !
ردت عليه بوقاحة
بأنزل لمستواك اللي تستاهله !
تهكم من طريقتها الغير لائقة قائلا بسخط
لا بجد ! ده مستوى الشلت ! فعيب على طالبة سياسة تكلم كده !
احتقن وجهها من رده القاسې عليها واستشعرت أنها تجاوزت أدب الحوار وربما بهذا أعطته فرصة لإھانتها والتطاول عليها بسبب زلة لسانها فهتفت بضيق
أكملا سيرهما سويا في صمت حتى وصلا إلى خارج المبني فاستطرد باسل حديثه قائلا بهدوء
تعرفي عاجبني فيكي إننا بنكمل بعض !
ردت عليه ساخرة
احنا ھنموت بعض في الأخر عشان ترتاح !
ضحك من ردها فاستفزها أكثر وضيقت أعينها لتنظر له بنظرات حادة فبادلها هو بنظرات حانية وتشدق مبررا سبب ضحكه
نفس الكلام اللي قاله خالد بالظبط ! بس مع فرق المصطلحات !
سألته بغرابة وقد زاد تجهم تعابيرها
خالد مين ده
أجابها بإيجاز
أخويا الكبير !
أرادت استفزازه فتعمدت رسم ابتسامة غريبة على محياها وهمست بنعومة
اها الكيوت الجان ال.. آآ....
قاطعها مهددا بنبرة عدائية
زودي حرف كمان وهتروحي زيارة للمستشفى
عادت إلى طبيعتها ونفخت قائلة
اوف بجد منك !
تلفتت هي حولها حينما رأته يتجه بها نحو مرآب السيارات وسألته بتوجس قليل
احنا رايحين فين كده
أجابها بغموض وهو يغمز لها
دواعي أمنية !
ردت عليه بحدة وهي تركل الأرضية بقدمها بعصبية
بلاش الكلمة دي مستفزة !
رد
عليها مبتسما بهدوء
ماشي !
ضغط على زر القفل الالكتروني الخاص بسيارته ثم أشار لها بيده لتستقلها وتجلس في المقعد الأمامي فخشيت أن تركبها وتسمرت في مكانها ثم التفتت نحوه وسألته بجمود
اخدني على فين
أجابها بنبرة متريثة
مش هاخطفك متقلقيش !
رفعت أعينها نحوه وهي تسأله بإقتضاب
اومال
رد عليها بأريحية
أنا استأذنت أخوكي أخدك مشوار !
استنكرت رده الغريب قائلة بتهكم
ومسعد بقى open mind متفتح العقل ووافق عادي !
فهم المغزى من عبارتها الأخيرة والتي تحمل معنا ضمنيا مسيئا إليه ودافع عنه قائلا
اه هو واثق فيا وأنا مش هاخذل صاحبي !
ردت بسخط قليل
ونعم الصحوبية !
صحح لها كلمتها قائلا بنبرة متعمدة
دي أخوية يا حبيبتي !!!
اكتشفت حيلته المنطوية على استخدام كلمات متوارية للتغزل بها وعنفته قائلة بغلظة
أنا مش حبيبتك أنا إيناس أخت صاحبك ! افتكر ده كويس !!!!
ضغط على شفتيه بقوة مرددا بإستياء
خليكي كده احبطيني !
ردت عليه بعدم اكتراث
هو ده اللي عندي وإن كان عاجبك !
دنا منها فتوترت وأردف قائلا بصوت رخيم
اي حاجة منك حلوة !
ثم أخفض نبرته ليتغزل بها
ماهو كلك على بعضك حلو !
اضطربت نبضاتها وتوردت وجنتيها خجلا منه طريقته الغير معتادة معها واستشعرت تلك السخونية التي تتسرب إلى وجهها فحاولت أن تبدو طبيعية أمامه ورددت بإمتعاض هامس
غتت
راقب باسل تأثير كلماته الناعمة عليها حتى وإن كانت موجزة لكنها أتت بثمارها ورأى بوضوح ارتباكها المحفز لمشاعره فردد بين جنبات نفسه بسعادة متأججة
الظاهر إن عندك حق يا خالد ..!!!
يتبع