فادي
إلى عذر أخر فهتفت بنبرة بائسة
مامتك موسأد هتبقى حزين
سألها مندهشا من حجتها الجديدة
حزينة ليه
أبعدت نظراتها عنه وأجابته بضيق
مش ده فرح تحبه ليك
وضع يده أسفل ذقنها ورفع وجهه إليه ثم أجابها مبتسما
هي أمي مش هايعجبها العجب ولا الصيام في رجب فكبري ومشي أمورك !
عقدت ما بين حاجبيها وسألته بغموض
رد عليها بإبتسامة بلهاء
ما غريب إلا الشيطان !
ثم اقترب منها يمازحها
ماتيجي بقى آآ...
حذرته بنعومة
موسأد !
تراجع للخلف بعد أن رمقته بنظرات محذرة من التمادي ورد عليها بعبوس قليل
خلاص هتلم وأقعد بأدبي واهوو كلها كام يوم ونصرف الشيطان ونكمل مسيرة انتاجنا القومي !
..............................
في إحدى قاعات الدراسة بكلية السياسة والعلوم الإقتصادية
مالت أماني على رفيقتها إيناس لتهمس لها بصوت خفيض وهي تراقب نظرات الأستاذ المحاضر بحذر
من ساعتها مجاش الكلية وقافل تليفونه
نفخت إيناس بخفوت وهي ترد عليها
أنا مش عاوزة أعرف أخباره !
تساءلت أماني بإلحاح عجيب
ردت عليها إيناس بجدية وهي تتحاشى افتضاح أمر حديثها الجانبي
وائل أصلا مش في دماغي !
استندت أماني بوجهها على راحة يدها ورددت بضجر
بجد مافيش طريقة نوصله خالص !
حدجت إيناس رفيقتها بنظرات غامضة فقد كانت دائمة الحديث عن وائل بل تهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصه فبات مزعجا لها لذلك سألتها قائلة
انتبهت الأخيرة لحديثها واعتدلت في جلستها ونظرت لها بتوتر وهي تردد بإرتباك
هه أنا
أضافت ايناس قائلة بجدية
انتي بتكلمي عنه 24 ساعة في اليوم !
وضعت أماني يدها على فمها مصډومة من تصريح صديقتها واستنكرت تصرفها المبالغ فيه قائلة بعدم تصديق
ايه ده بجد جايز أنا أفورت حبتين !
لأ أفورتي جامد على فكرة ممكن يكون ده اهتمام منك بيه !
حركت أماني كتفيها في عدم مبالاة ومطت فمها قائلة
لأ مش عارفة !
انتبهت كلتاهما إلى صوت الأستاذ المحاضر حينما صاح بصوت مرتفع
ركزوا يا شباب الجزئية اللي جاية دي مهمة !
وقبل أن يكمل حديثه فتح باب القاعة على مصراعيه فجأة وولج منه باسل مرتديا ثيابه العسكرية وواضعا لنظارته القاتمة على عينيه وأردف قائلا بصرامة
اتسعت حدقتي إيناس پصدمة كبيرة وشهقت مدهوشة حينما رأته متواجدا بالقاعة بل وانفرجت شفتاها في ذهول مرددة بعدم تصديق
يالهوي ايه اللي جابه ده !
صاح فيه الأستاذ الجامعي پغضب بسبب تجاوزه آداب الاستئذان
انت مين وازاي ټقتحم علينا القاعة بالشكل ده !!!!
نزع باسل نظارته ورمقه بنظرات قوية ثم أجابه بنبرة واثقة
أنا الرائد باسل سليم ومعايا أمر باصطحاب الآنسة إيناس محمد غراب !!
وضعت إيناس كفيها على فمها لتكتم شهقة صادرة منها ونهج صدرها من فرط التوتر الذي أصابها فما يفعله الآن يتخطى حدود المنطق وغمغمت بقلق كبير مما قد يبدر منه
ده مچنون رسمي مختل عقليا !
تساءلت أماني بفضول وهي تراقب ردة فعل رفيقتها
مين ده يا نوسة
أجابتها الأخيرة بضيق
الزفت باسل !
همست أماني بإعجاب بعد أن ارتفع حاجبيها بإنبهار بائن من هيئته المٹيرة
أوبا هو ده ليكي حق مش تفكري في وائل خالص
ڼهرتها إيناس قائلة بحدة
اسكتي دلوقتي !
تساءل الأستاذ الجامعي بجدية وهو يتفرسه بنظرات شمولية
عاوزها ليه
أجابه باسل بغموض واثق بعد أن الټفت برأسه بعيدا عنه ليبحث بعينيه عن حبيبته المختبأة بين جموع الطلبة