الأربعاء 25 ديسمبر 2024

دليله

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


شعورا قويا بالارتياح فعزوفه عنها كان كطوق النجاة لها فبدت كلماته وإن كانت مسمۏمة للبدن كإعطائها صكا لنيل الحرية بالنسبة لها فتنفست الصعداء ورددت بخفوت 
الحمد لله.
ألقى بثقل جسده المتعب على الفراش ليتوسطه وصوته شبه الناعس يأمرها
غوري برا الأوضة أنا مزاجي عنب وعايز أنام من غير ما ألاقي حاجة تنكد عليا.

هسهست بصوت خفيض وهي تنظر إليه من طرف عينها قبل أن تفر هاربة من الغرفة
يكون أحسن برضوه.
كان على وشك الإطباق على جفنيه ونيل قسطا من النوم لولا أن صدح هاتفه برنة الرسائل المميزة التقطه من جيب بنطاله الذي لم يبدله بعد ورفعه إلى عينيه نصف المفتوحة فقرأ رسالة أخرى تفيد بملء حسابه بالمزيد من النقود ابتهجت أساريره أكثر وهتف بنشوة وسرور
أيوه بقى هو ده الكلام الفلوس تجيب فلوس!
...................................
كانت كمن يجلس على أتون من جمر متقد فقد تم إلقاء كافة محتوياتها خارج غرفتها وكأنها نكرة لا تملك أدنى حق هنا لتضطر مذعنة على الانتقال لإحدى الغرف المخصصة لاستقبال الضيوف المميزين فيما استقرت وزة في موضعها بتجبر وغرور ها هو ناقوس إعلان الحړب قد دق بينهما والبقاء هنا للأقوى فقط!
راحت توحيدة ټضرب على فخذيها وعلى صدرها وصوتها المغلول يهدر عاليا
بقى دي أخرتها أطرد من أوضتي عيني عينك
أصبحت نبرتها أكثر حړقة وهي تتابع شكواها فيما يشبه العجز
خلاص مابقاش ليا لي سلطة في البيت ده
ربتت خضرة على ظهرها برفق محاولة التهوين عليها بكلماتها المواسية
اهدي يا أبلتي ضغطك كده يعلى وده مش حلو علشانك!
رفعت وجهها لتنظر إليها صائحة في حنق وڠضب
أنا ھموت منقوطة من البت دي وربنا ما هسكتلها.
ردت عليها بمكر
أخد الحق حرفة وإنتي سيد من يعمل كده وما تنسيش إن المعلم عباس بيعشقك وبيموت في التراب اللي بتمشي عليه.
كورت يدها وضغطت على أصابعها حتى ابيضت سلايماتها مغمغمة من بين أسنانها
ده اللي مصبرني مش عايزة أخسره.
أبدت استحسانها بتعقلها قائلة
هو ده الكلام يا أبلتي.
من جديد صرت توحيدة على أسنانها هاتفة بتوعد وهي ترفع يدها لتمسك بخصلة من شعرها
وحياة مقاصيصي دول يا بنت الأبالسة أنا هسويكي على الجانبين قبل ما تقولي حقي برقبتي!
........................................
حينما بدأت في الاستفاقة من سباتها شعرت بثقل شديد في مداركها كأنما تجد صعوبة في استعادة وعيها وبصداع موجع يضرب في رأسها استغرقها الأمر عدة دقائق حتى باتت واعية تماما لترفع جسدها عن السرير الذي كانت راقدة عليه تلفتت حولها في ذعر وخوف فهذا المكان مجهول لها لم تكن فيه من قبل. 
ما لبث أن بدأت ذاكرتها تنشط وتستعيد تفاصيل ما خاضته تنهدت في راحة لكونها لا تزال بنفس ملابسها تجمدت في موضع وقوفها للحظات ريثما تستكشف الوضع وأخذت تدور ببصرها في الأرجاء وهذا السؤال الملح يتردد في رأسها أين أنا
لم تترك دليلة نفسها لحيرتها كثيرا واندفعت تجاه الباب لتفتحه لكنها تفاجأت به موصدا فطرقت عليه بعصبية وهي تصيح في نبرة صاړخة
افتحوا الباب ده !
واصلت الدق پعنف على الكتلة الخشبية وصياحها يزداد علوا
إنتو بتعملوا كده ليه
أخذت تتوعد بټهديد صريح وكأن ذلك قد يجدي نفعا بأي حال
أنا مش هسيبكم هبلغ عنكم البوليس!
ما لبث أن اختنق صوتها وبدا شبه باك وهي تكمل
إنتو مش بني آدمين!
بعد عدة دقائق من الصړاخ والصياح وقبل أن تيأس كليا من سماع أحدهم لها أتاها صوتا أنثويا من الخارج يطلب منها بتهذيب 
لو سمحتي إهدي.
انتفضت هادرة بها وهي ټضرب بيدها التي احمرت من أثر الطرق المتواصل
افتحي الباب بقولك.
ردت عليها بهدوء
للأسف معنديش أوامر
 

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات