مسعد
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الثاني والأربعون الأخير جزء أول
استمرت الأجواء الحماسية واللطيفة في حفل الزفاف وتوالت الفقرات تباعا واستمتع الجميع بما يقدم فيها.
رفضت سابين القيام بالحركة الشهيرة من تبادل لقيمات قالب الحلوى لخجلها من الحاضرين واكتفت بإطعام مسعد في فمه.
ولم يرغب هو في اجبارها على فعل ما تخجل أو تتحرج منه .. ونفذ ما تريده بصدر رحب .. بل على العكس تناول لقيمة كبيرة من قالب الحلوى ليضيف جو من المرح والخفة.
فهي من جهة غير متقبلة لزيجة ابنها الغريبة ومن ناحية أخرى حانقة على ابنتها لرفضها الزواج من باسل ذلك العريس المناسب.
لم تفارق مقعدها ومررت أنظارها على أوجه الحاضرين بفتور وعدم تركيز ..
راقبها زوجها متعجبا من تصرفاتها المبالغة ولم يعقب .. فهو لا يريد إفساد فرحة ابنه ..
مش خسارة باسل يضيع مننا !
رد عليها بإقتضاب
النصيب يا صفية وبنتك حرة تختار اللي عاوزاه !
ألحت عليه قائلة بضجر
ما تكلمها انت وتحاول تقنعها !
رد عليها بنبرة دبلوماسية
مافيش ڠصب في الجواز وأنا عودت ولادي على كده ولو هي مش موافقة بيه خلاص !
رمقته بنظرات ساخطة وتمتمت بإمتعاض
على الجانب الأخر خرجت إيناس من المرحاض بعد أن تأكدت من ضبط ثوبها وتعديل الناقص في زينتها ..
سارت في الرواق بخطوات شبه سريعة كادت تتعثر في مشيتها حينما ظهر أمامها باسل فجأة في طريقها قائلا
إيناس !
حافظت على اتزانها ونظرت إليه بجمود مرددة
افندم
مش ناوية تحني عليا وتديني فرصة
ارتبكت من سؤاله هذا وأظهرت انزعاجها من طريقته وتحركت للجانب قائلة بعبوس
ماينفعش اللي بتعمله ده !
تحرك ليقف قبالتها ويسد عليها الطريق محاصرا إياها في أحد الأركان و هاتفا بيأس
هاعمل ايه ماهو أنا هاموت وأعرف ردك !
زفرت منزعجة منه وحاولت الابتعاد عنه فلاحقها مكملا حصاره وهمس قائلا
اضطربت أنفاسها وتوترت من اعترافه الصريح بحبه لها نظرت في عينيه مباشرة عقب جملته الأخيرة ورأت لمعانهما الصادق ..
بادلها هو نظرات عميقة وهمس بصوت رخيم
ردي عليا وآآ ..
أربكها صوته وأنفاسه الحارة التي تلفح جبينها
فردت بإضطراب
أنا نفسي مش عارفة عاوزة ايه !
بمعنى
أخفضت نظراتها عنه وهمست بتلعثم
متلخبطة مش عارفة أكرهك ولا آآ...
لم تستطع أن تكمل عبارتها فمشاعرها نحوه في صراع كبير .. وإحساسها المتناقض يربكها أكثر ..
سألها بفضول بعد أن طال صمتها
ولا ايه
رمشت بعينيها بتوتر .. واضطربت دقات قلبها نوعا ما ..
توسلها قائلا باستعطاف محاولا استجداء قلبها ليرق نحوه
ايناس بلي ريقي بكلمة طمنيني بس !
ردت عليه بصوت خفيض محاولة الهروب من حصاره
اديني وقتي !
بدا مهتما بكلماتها الموجزة .. وحدق فيها بجدية ..
ابتلعت ريقها وأكملت بحذر
أنا مش هاخد قرار من غير ما أفكر كويس !
سألها بإلحاح بعد أن فشل في الحصول على اجابة واضحة منها
وهاعرف ردك امتى
هزت كتفيها نافية مجيبة إياه
مش عارفة !
سألها مجددا بنبرة محبطة
طب يعني في أمل ولا لأ
أجابته بغموض وهي تتحاشى النظر إليه لكي لا يكتشف ضعفها
جايز
اقترب أكثر وحدق فيها بنظرات أكثر قوة وهتف بإصرار
ريحيني لو سمحتي قوليلي إن في أمل وأنا هستناكي إن شاء