الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

قصه حلا

انت في الصفحة 2 من 165 صفحات

موقع أيام نيوز

 

دخل إني مخطوبه أو لا في موضوعنا 

كانت عيناه مثبته عليها تتلقفان كل حركه تصدر منها و كأنه يريد الغوص إلي داخلها حتي يعلم ماذا تخبئ خلف تلك القضبان الزجاجيه لنظارتها التي تحتمي بها و لكنه بالأخير أخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بسلاسه

يعني لما أختك الصغيرة يتقدملها واحد زي حازم و يكون بيحبها أوي كدا أكيد من جواكي هتقولي طب إشمعنا أنا 

للحظه لم تستوعب حديثه و ظلت تناظره پصدمه لم يتأثر لها إنما تابع قائلا بهدوء

علي فكرة أنا مقصدش إنك حد وحش بس أعتقد إن الغيرة شعور طبيعي عند كل الستات !

شعرت و كأن دلو من الماء قد سقط فوق رأسها حين القي بعباراته الجافه علي مسامعها فهبت من مقعدها و قد اخترقت كلماته المهينه كبريائها و قالت من بين أنفاسها المتلاحقه

عندك يا سالم بيه لحد هنا و كفايه اوي أنا لما لجأتلك كان عشان تساعدني أوقف وضع بالنسبالي مش مظبوط حازم شخص مستهتر و دا بحكم سنه وأكيد انت عارف كدا و جنة إلي بتقول إني بغير منها دي تبقي بنتي الصغيرة قبل ما تكون أختي أنا إلي مربياها من و هي عندها عشر سنين بعد ۏفاة والدتي و جه بعدها والدي ټوفي و هي عندها يدوب سبعتاشر سنه و أنا المسؤوله عنها و واجبي إني أحميها لما ألاقي في خطړ حواليها و عشان كدا أتجبرت إني أعمل كل دا و أقابلك و كنت اتمني إني الاقي منك دعم لإن الوضع كله مرفوض بس يظهر إني غلطت لما جيتلك 

ألقت بكلماتها ثم استدارت بكبرياء للخلف تنوي المغادرة و لكن أتتها كلماته الآمره و لهجته الصارمه فجمدتها في مكانها 

أستني عندك !

جفلت من لهجته و حبست أنفاسها حتي أنها لم تشعر به حين توقف خلفها و هو يقول بخشونه 

لما تكوني بتكلمي سالم الوزان أوعي أبدا تديله ضهرك فاهمه! 

لا تعلم متي إستدارت تناظره بزهول ذلك المتعجرف من يظن نفسه حتي ېصرخ عليها بتلك الطريقه هل يظنها إحدي رعاياه أو خادمه تعمل عنده إشتعلت نيران ڠضبها مرة ثانيه ما أن همت أن تلقنه درسا لن ينساه حتي باغتها سؤاله حين قال بلهجه هادئه تنافي لهجته منذ قليل 

هي أختك جنه شبهك 

للحظه نست وقاحته و أجابت بعفويه 

آه شويه بس ليه 

ظهرت إبتسامه جانبيه علي شفتيه حين تمام بخفوت

حازم طلع بيفهم أهي حاجه تشفعله 

تحولت نيران ڠضبها بلحظه إلي خجل كبير غمر ملامحها و تجلي في إحمرار وجنتيها و لم تستطيع إجابته و لكنه فاجأها حين توجه مرة ثانيه خلف مكتبه و هو يقول بعمليه 

أتفضلي مكانك يا آنسه فرح موضوعنا لسه مخلصش 

أعادتها كلماته إلي موقفها السابق فرفعت رأسها بعنفوان و هي تقول بلهجه جافه

أعتقد إن معدش في حاجه تانيه ممكن تتقال أنا شرحتلك الموضوع كله و دا إلي كنت جايه عشانه 

سالم بغموض 

و مش عايزة تعرفي رأيي 

نجح في جذب انتباهها و جعلها تشعر بالفضول لذا أجابت بلهجه حاولت جعلها ثابته 

ياريت 

أجابها بهدوء جليدي 

رأيي إنك مديه الموضوع أكبر من حجمه ! 

فرح بإستهجان

بمعني 

سالم علي نفس هدوئه

حازم شاب و علاقاته كتير و معتقدش إن أختك حد مميز بالنسباله و هي زي ما قولتلك ممكن كانت عايزة تحسن من حياتها عشان كدا فكرت ترتبط بحازم 

ثانيه إثنان

ثلاثه مروا

و لم تتغير ملامحها و ظلت تناظره پغضب و شعرت في تلك

اللحظه بأنها إرتكبت حماقه كبيرة بمجيئها إلي هنا و لكن فات أوان الندم فها هو ينظر إليها

ببنيتاه الكبيرتين بمنتهي الهدوء ينتظر ردها و هي لن تبخل عليه به فقد أرادت أن تنهي هذا اللقاء

اللعېن بأي شكل لذا قالت بلهجه جافه

بما إن دا رأيك يبقي مالوش لازمه أضيع وقتك و وقتي أكتر من كدا مع العلم إني ضيعت من وقتي أسبوع

بحاول أوصلك فيه 

عن إذنك 

تجاهل كلماتها و قال بلامبالاه و هو ينظر إلي الأوراق التي أمامه 

أوعدك إني هدخل لو لاقيت الموضوع يستدعي زي ما بتقولي شرفتيني

عودة للوقت الحالي

زفرت فرح بحنق من ذلك المتعجرف المغرور الذي كانت تتمني لو أنها لم تقابله أبدا في حياتها و لكنها كانت تود أن تحمي شقيقتها من براثن أخاه و قد جاءت زياراتها له بنتائجها المرجوة فبعد ذلك اللقاء لم تسمع جنه تتحدث مع ذلك الشاب أبدا و قد بدت ملامحها ذابله حزينه فأرجعت ذلك لأن ذلك المغرور أجبر أخاه علي الإبتعاد عنها و قد كان كان الندم يقرضها من الداخل و الألم يعصف بها لرؤيه شقيقتها بذلك الحال و شعرت بأنها كالسيدة القبيحة التي تحاول منع سندريلا من الذهاب إلي الحفل! 

لكنه كان أفضل لها من تلك المغامرة الخاسرة مع شاب مستهتر مثل حازم 

دخلت غرفتها و قد قررت بأنها ستنهي ذلك اليوم الممل بالنوم عل الغد يأتي حاملا الفرح بين طياته 

الثانيه عشر بعد منتصف الليل و أغلب الوسائد تفوح منها رائحه الدموع فمنهم من يبكي علي فراق اجبر قسرا عليه و منهم من يبكي علي غائب سرقته الحياة عنوة و أصعبهم من يبكي ندما علي فقده ما لا يمكن تعويضه حتي لو بكي مائه عام 

نورهان العشري 

كانت جنه وسادتها التي كانت غارقه في سيل من الدموع التي لا تهدأ أبدا و كأن أنهار العالم أجمع سكبت في عيناها فقد كان هذا حالها منذ أسبوع مضي و هي تجلس وحيدة بغرفتها لا تشعر بشئ حولها و كأنها تود لو تختفي بتلك الغرفه للأبد ترفض محاولة شقيقتها في التحدث إليها و تشعر بالإمتنان لها كونها لم تضغط عليهاو لكن هل ستصمت طويلا 

رجفه قويه ضړبت أنحاء جسدها و هي تتخيل أن تصارح شقيقتها بجرمها الذي لا تعلم كيف إرتكبته في حق نفسها أولا 

إزدادات عبارتها بالهطول و خرجت شهقه قويه من جوفها تحكي مقدار الۏجع الذي ينخر عظامها و لم تجد له أي دواء حتي الآن و فجأة خطړ علي بالها شئ قد يريحها قليلا فهبت من مكانها و توجهت إلي المرحاض بأرجل مهتزة و أخذت تتوضأ بترو و كأنها تزيل عن روحها ما علق بها من قذارة ذلك العشق الذي كان كالإعصار أطاح بحياتها و دمرها كليا

بعد مرور دقائق كانت تصلي بكل خشوع و دموعها منسابه علي خديها لا تملك القدرة علي إيقافها و لا تعرف ماذا تقول فقط كل ما كانت تقوله حين لامست جبهتها الأرض الصلبه 

يارب سامحني يارب 

ظلت تردد تلك العبارة كثيرا و كأنها لا تعرف غيرها فهي كل ما تحتاجه في تلك الحياة كي تستطيع مواجهه ما هو قادم 

بعد دقائق كانت أنهت صلاتها و ما أن همت بخلع ثوب الصلاة حتي سمعت إهتزاز هاتفها فتوجهت بخط ثقيله لرؤيه المتصل و حينها سقط قلبها من شدة الذعر و تجمدت بمكانها حتي هدأ إهتزاز الهاتف حينها إستطاعت أن تطلق زفرة قويه من أعماقها و جلست بتعب علي السرير خلفها ليعيد الهاتف إهتزازه مرة آخري و لكن تلك المرة كان رساله نصيه فقامت بفتحها بأيد مرتجفه لتخرج منها شهقه فزعه حين قرأت محتواها 

انا قدام الباب لو منزلتيش تقابليني دلوقتي هعملك ڤضيحه قدام الناس كلها 

إرتعش جسدها بالكامل من هذا الټهديد الصريح لهذا الوقح الذي كانت عاشقه له حد النخاع والآن تتمني لو أنها لم تلتقي به أبدا 

عاد إهتزاز الهاتف مرة آخري فهبت من مكانها و قامت بالضغط علي ذر الإجابه و قبل أن تتفوه بكلمه واحده جاءها صوته الغاضب 

أنا مستنيكي قدام الباب تحت دقيقه و الاقيكي قدامي و إلا هنفذ إلي قولته في الرساله 

أجابته بإرتجاف و دموعها تسري علي خديها 

حازم أنت مچنون أنت عارف الساعه كام دلوقتي 

حازم بصياح 

تكون زي ما تكون قولتلك إنزلي دلوقتي حالا 

إرتعبت من لهجته الغريبه كليا عليه و قالت بلهفه 

طب أرجوك وطي صوتك وأنا هنزلك حالا 

أغلقت الهاتف و قامت بالتوجه إلي باب الغرفه بحذر شديد و نظرت إلي غرفه شقيقتها و الندم يكاد يفتك بقلبها ثم

أعادت انظارها إلي الباب

أمامها و بخط ثقيله توجهت لملاقاة ذلك المچنون ففتحت الباب برفق فقد كان الجو باردا جدا

و المطر علي وشك الهطول فإحتمت بوشاحها أكثر و هي تنظر حولها إلي

أن وقعت عيناها علي ذلك الذي كان ينتظرها بجانب الطريق فتوجهت إليه و ما أن همت بالحديث حتي إقتادتها يداه و أجلستها في المقعد المجاور للسائق دون أي حديث و ما أن جلس

بجانبها حتي أنطلق بالسيارة بأقصى سرعه فجن چنونها و قالت بصړاخ 

أنت مچنون أنت واخدني و رايح علي فين 

كان موجها نظراته إلي الطريق أمامه و هو يقول بنبرة قويه 

هنهرب من هنا !

كانت تغط

في نوما عميق حين أخذ

الهاتف يرن دون إنقطاع فتململت في نومتها و ألتفتت إلي النافذه فوجدت الخيوط الأولي لشروق الشمس تلون السماء فإلتفتت تجاه الهاتف لرؤيه من المتصل لتجده يرن من جديد فأجابت بنعاس 

آلو 

المتصل 

أنسه فرح عمران 

أيوا أنا مين 

إحنا بنكلمك من مستشفي أخت حضرتك عملت حاډثه و حالتها خطړ

لا تعلم كم من الوقت مر عليها و هي جالسه أمام تلك الغرفه تنتظر خروج الطبيب ليطمئنها علي شقيقتها فهي منذ أن علمت بهذا الخبر المشؤوم الذي لم تصدقه من البدايه وجدت نفسها تلقائيا تتجه إلي غرفتها في محاوله منها لتكذيب ما سمعته أذناها و لكنها وجدتها خاويه فسقط قلبها ړعبا من أن يصيبها مكروه و لا تعلم كيف إرتدت ملابسها و هرولت إلي هنا لمعرفه ماذا حدث 

قاطع شرودها خروج الطبيب الذي هرولت إليه قائله بلهفه من بين دموعها 

طمني يا دكتور أختي عامله إيه 

الطبيب بعمليه 

متقلقيش المدام بخير شويه چروح و كسور لكن هتبقي كويسه بإذن الله 

سقطت كلمته فوق رأسها كمطرقه قويه في حين أخذ عقلها يردد جملته بغير تصديق 

المدام !!

يتبع 

الفصل الثاني 

كل الأشياء التي تمنيتها لم أحصل عليها ! و بالمقابل رفضت كل الأشياء التي أرادتني و هكذا إستمرت معاناتي مع الحياة و لا أدري إلي أين يأخذني طريقي و لكني أتلهف لنهايه سعيدة لم تكن يوما في الحسبان 

نورهان العشري 

لم تنتهي معاناتي مع الحياة بل أظنها بدأت فبالرغم من كل ما مررت به إلا أن ذلك الألم الذي أشعر به الآن كان ثقيلا للحد الذي جعلني أود الهرب من كل شئ حتي من نفسي 

نورهان العشري 

مهما بلغت قوتك و صلابتك يوما ما ستجد نفسك بحاجه للهرب من كل شئ هكذا كانت تشعر و هي تسير بذلك الرواق الذي بدا طويلا لا ينتهي كمعاناتها تماما فلطالما إختبرت الحياة صبرها بأقسي الطرق بداية من خسارتها لوالدتها في عمر التاسعه عشر و توليها أمر العنايه بطفلة صغيرة

 

انت في الصفحة 2 من 165 صفحات