أكنان
انت في الصفحة 1 من 51 صفحات
زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد
من الفصل الاول الى الخامس
الحلقة الأولى
ارتدت اليونفورم الخاص بمقهى الزنبقة السوداء فالمكان يمتاز بالبساطة... لكنه مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي نظرت زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة فقد حان موعد فتح المقهى نظرت حولها فلم ترى بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد..
ردت زهرة نعم يامدام شهيرة
شهيرة الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه
ردت عليها بحدة لما يجي بسام ودعاءخليهم يدخلولي المكتب علطول.. الكافيه هنا ليه مواعيد ثابته...مش تكيه سايبه ملهاش حاكم
زهرة ظلت صامتة... لا تعرف ماذا تقول أو تفعل حتى لا تنفعل السيدة شهيرة.. فالانفعال يؤثر بالسلب على صحتها ولما رأت بدايه احمرار وجهها... قالت مهدئة.. بلاش انفعال عشان صحتك... أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي ومتضايقيش نفسك
زهرة أن شاء الله هتتحل
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة وأخرجت صوت مټألم
سألتها بقلق مالك
ردت عليها متألمةوهي تحرك رأسها الصداع جالي تاني
قالت زهرة مترجية متسكتيش على نفسك اكتر من كده وروحي اكشفي.. الصداع بقا بيجيلك باستمرار لزم تروحي تكشفي
systemcode ad autoadsشهيرة هبقا اروح بعدين...
شهيرة بحدة بسيطة خلاص يازهرة بقولك بعدين
زهرة لم ترد الضغط عليها خلاص إللي يريحك... روحي على مكتبك استريحي شوية.. وانا هروح هجبلك كوباية مية وحاجة للصداع
قبل أن تتركها قالت متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي
ابتسمت لها زهرة ابتسامة حقيقية نابعة من القلب وأنا عمري ماهزعل منك
سماح سألت وهي تتنفس بحدة إيه الأخبار
أجابتها مترددة المدام سألت عليكم أنتم الاتنين
بسام سألها بغلظة وردك كان إيه يابومة
شاركته سماح الضحك خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين... المرة الجاية غير موشح التريقة
اجابها بضحكة عالية ههههه خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل
لمعت عيناها بالدموع حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية ده طلع الأخ بيحس ياسماح وأنا اللي كنت بحسبه جبلة معندهوش ډم
فى محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة انا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء نعم يأخ زهرة
سماح كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني
رد عليها بسام بابتسامة أعمل إيه بس ياسوسو ماهو شكلها إللي بيتسفزني
ردت عليه سماح بدلع هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
بسام عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى.. توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم الزبائن... هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها فى محاولة يائسة لارجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي... ثم تنفست بعمق وأخرجت زفير تنفسها ببطء وهي تقوم بالعد... واحد... اثنين... ثلاثة
.. مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبون...تسمرت في مكانها تتأمل القادم... فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر في هذا الكافيه المتواضع...هذا النوع الذي تراه على اغلفة مجلات الموضة أو اغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة انك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة... هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر... لم تصدق زهرة
عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة... مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية... من لبسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع...أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية... يبدو أصغر من الراجل الآخر ببعض سنوات
الراجل الاخر قال بنبرة هادئة اتحكم في غضبك ياأكنان... إحنا في مكان عام... والتأخير
شئ ڠصب عنك وعني... الجو والعاصفة اللي في الشارع هو اللي اجبرنا على التأخير...الهوا كان هو اللي بيحرك العربية دي غير الشجرة اللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع....
رد أكنان پغضب مش أنا اللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه
زاهر بهدوء ألا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة اللي بعيد عن سيطرة القاسې
لم يرد عليه والتزم الصمت...لايريد الجدال معاه... فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي...فهو بمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه... زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون...فهو لم يعرف سواه صديق منذ طفولته... فأسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة ن
نظر أكنان بقرف للمكان هامسا پغضب مكتوم أنا قاسې جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده
رد أكنان وارتسمت على وجهه شبح ابتسامة بالعكس المكان بسيط وشيك
قال أكنان بضيق مش عايز حاجة
هز زاهر أحد كتفيه براحتك
لم يبالي أكنان بالرد عليه ...أخرج تليفونه وقام بالاتصال بسكرتيرته الخاصة وبمجرد تكلمه في العمل نسى العالم بمن حوله
زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها عايز أتنين أسبريسو
ردت زهرة بابتسامة حاضر يافندم ...دقايق والطلب يكون جاهز وعندك ...الكافيه هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو ...أصل احنا هنا بنعمل البن طازة
أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس...لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن ...لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها المشروب الخاص
وهي تعد القهوة شاهدت دخول فتاتين واضح من ملامحهم أنهم سائحتين كانو موجودين بالجوار والعاصفة هي السبب في دخولهم ...تمتاز المنطقة بتواجد السياح فيها طول شهور السنة ولكن يندر تواجدهم في فصل الشتاء ...أستغربت زهرة فهي تقريبا المرة الاول ترى سائحتين وبداخل المقهى في هذا الجو العاصف ...ثم لحظت أقترابهم من الراجلين الوسيمين ذو البدل السوداء
الحوار باللغة الانجليزية
الفتاة صباح الخير
مازال أكنان مندمج في مكالمته التليفونية فلم يبالى برفع رأسه
رد زاهر صباح النور...خير
قالت الفتاة أسمي جوليا وصحبتي ساندرا...ممكن نقعد معاكم على نفس الترابيزة
عقد بين حواجبه بتركيز الأماكن الفاضية كتير...أشمعنى هنا
ردت جوليا بابتسامة عشان الصحبة الحلوة ...ممكن نتعرف
أجابها زاهر بغمزة عين طبعا ممكن...أسمي زاهر
سألت ساندرا وصحبك
زاهر قال بضحك ملكوش دعوة بيه
أنتبه أكنان على صوت ضحك زاهر ...رفع رأسه عن التليفون ثواني ياصافي..ليرى فتاتين بجانب طاولتهم
سأل أكنان بفضول هو في أيه
زاهر عايزين يقعدو معانا
أكنان بضيق مش وقته يازاهر...انت مشبعتتش من سهرة أمبارح
رد عليه بغمزة عين أنت اللي أخدت نصيب الاسد من البنات الحلوين ...كفاية دينا المغنية اللي سابت كله وشبكت معاك
أجاب أكنان بثقة طبعا لزم تكون معايا أنا الالفة بين الكل ...ثم نظر للفتانين قائلا بلهجة قاسېة ....مفيش مكان
جوليا رسمت على وجهها أبتسامة وقالت بأصرار بس في مكان زي مانا شايفة
جوليا قالت بخفوت أنسان ھجمي...يلابينا ياساندرا
ثم أتجهو ناحية طاولة أخرى بعيدة عنهم
بمجرد أنصرافهم رجع الى مكالمة تليفونه مرة أخرى
شاهدت زهرة ابتعاد الفتاتين عن طاولة الوسيمين بملامح غاضبة ....فمن الواضح سماعهم رد لم يعجبهما....أنتهت من أعداد القهوة ووضعته في الفناجين المخصصة للزبائن المميزين....ثم أتجهت الى الطاولة
قالت بابتسامة الاسبريسو ....متأكده أنه هينول رضاكم ....لو في أي ملاحظة بخصوص الاسبريسو ....أتمنى من حضرتك تقول عشان نتلافها في المستقبل
أجابها زاهر باختصار تمام
لتنصرف زهرة محدثة نفسها ....أيه كمية التلج دي ...كل اللى هان عليه يقولي تمام مش عارف يقول جملة مفيدة... هما الناس الأغنية باين عليهم بخله حتى في الكلام
غزت رائحة مميزة مركز الشم لديه.. رائحة أدمانه ... نعم أدمانه... فالقهوة
الاسبريسو كالادمان بالنسبة له... بدون فنجان قهوته يكون خارج السيطرة وشديد الانفعال.. أنهى مكالمته بدون مقدمات... ليري فنجان قهوة أمامه مباشره وأيضا فنجان آخر أمام زاهر.. الذي تجاهل نظراته الغاضبة له لعدم تنفيذه أوامره... يعرف أكنان جيدآ فهو يبغض من يتجاهل كلامه يجعل أيامه چحيم مع الجميع إلا هو.. ارتشف زاهر عدة رشفات من قهوته قائلا بتلذذ مش هتندم لو شربت من القهوة... جرب وعلى ضمانتي
قال أكنان بضيق ماشي يازاهر... لولا غلاوتك عندي مكنتش عديت الموقف ده أبدا
رد زاهر عليه بابتسامة عارف... جرب القهوة مش هتندم
أمسك أكنان الفنجان فرائحته الذكيه اجتذبت حواسه...ارتشف رشفة واحدة واخد يحركها داخل فمه ببطء شديد... ليعلن مركز التذوق داخل فمه احساسه بالمتعة..
زاهر سألها بفضول ايه رأيك عاجبك صح
رد بلامبلاة مش بطال... هو يتكلم نظر إلى الخارج.. ليقول مباشرة... يلا بينا
الجو شكله اتحسن
وغادر كلاهما بعد ترك فلوس الفاتورة وبقشيش خيالي
بعد خروجهم اقتربت زهرة من الطاولة ووجدت عليها الف جنيه... نظرت إلى المبلغ پصدمة... الف جنيه مرة واحدة.. هذا المبلغ كفيل بتغطية مصاريف البيت لأكثر من اسبوع... أخذت البقشيش ووضعته داخل جيبها... فهي ترتدي دائما ملابس واسعة لتسهل له التحرك براحة وسرعة ولابد من احتوائها على جيوب واسعة لتضع فيها اشيائها الخاصة...لأنها تكره حمل الشنط..بسبب تجربة مرت بيها إصابتها بعقدة نفسية من حملها عند خروجها فاستبدلت الشنطة بالجيوب الموجودة في ملابسها...
بعد الانتهاء من ترتيب الطاولة وأخذ الفناجين الفارغة... نظرت حولها للبحث عن سماح لم تراها... فالمفروض أنها تقوم بمساعدتها...طاولة السائحتين لم يتم أخذ طلباتهم حتى الآن ... ذهبت إليهم زهرة وهي تشعر بالضيق من إهمال سماح لوظيفتها وتحمليها أعباء زيادة بخدمة الزبائن بمفردها.. وبعد أخذها لطلبات وإحضار ما تم طلبه... ذهبت للبحث عنها.. لم تجدها في أي مكان ولكن عندما مرت بغرفة تغيير الملابس.. سمعت تأوهات خاڤتة من الداخل...وضعت أذنها على الباب في محاولة منها لفهم مايحدث... فتسرب الشك إلى قلبها... فقامت بفتح الباب مرة واحدة... لترى سماح بين أحضان بسام يرتكبان فعل من المحرمات وضعت زهرة كف يديها على فمها ناظرة لهم بړعب.. الټفتا إليها الاثنين پصدمة...سماح