غنا
تخلص عشان تروق أعصابك وتعرفي تنامي
إمتعض وجه سديم قائلةبس أنا مش بحب اللبن
جذبت يدها لتضع الكأس عنوة وأردفت بعدها ب صرامة
معلش حبيه يلا إشربيه يا ست الدكتورة دا سي قصي موصيني
عليك
ضيقت عينيها وقالت ب غيظأهو عشان خاطر سي قصي دا مش عاوزة أشرب هو حاشر نفسه ف حياتي ليه!
أخرجت سمية صوتا من بين شفتيها لتقول بعدها ب عتاب
تأففت سديم وقالتخلاص يا سمية مكنتش كلمة
ربتت على ظهرها وقالتطيب يلا أشربي كوباية اللبن
إبتسمت سديم وقالت ب إستسلامحاضر يا ستي
أخذت تتجرع الكأس على مرات عدة حتى إنتهت لتضعه فوق الطاولة ثم أردفت ب مرح
شهقت سمية قائلةهيييه يا ندامة! بقولك سي قصي موصيني تقوليلي أسيبك وأنزل! بقى دا اسمه كلام
لتتساءل سديم ب تعجبأومال هتعملي إيه!
نزعت حجابها ثم ألقته ب إهمال تبعه عباءتها السوداء وجلست فوق الأريكة قائلة ب حماس
أنا هبات معاك هنا
لتقول سديم ب غباءتباتي معايا هنا!!
متحاوليش أنا قلعت خلاص ولا أنا مش من مقامك عشان أبات هنا!
إيه اللي بتقوليه دا سمية! طبعا مش كدا
أنا مش عاوزة أتعبك
تعب إيه دا يا ختي ف النوم ويلا أنت كمان نامي عشان ترتاحي تصبحي على خير
إبتسمت سديم وردتوأنت من أهل الخير
تمددت سمية فوق الأريكة وجذبت غطاء كانت قد أعدته منذ قليل أما سديم فقد إتجهت إلى الغرفة لتبدل ثيابها ف إرتدت كنزة صوفية تتلائم مع الطقس الشبه بارد من اللون الأبيض وبنطال أسود
وبعدين بقى ف الليلة اللي زي وش سي زفت دي كمان!
حكت فروة
ظلت تردد تلك العبارة وهى تحاول أن تنسى وعده ب لقاء آخر ف وجدت لسانها يردد ب عفوية
يارب أشفي مراته وخليها قردة أنا مش عاوزة أشوفه تاني يارب أنت قادر على كل شئ
أنت كويسة!!!
صړخت سديم ب خوف وهي تتراجع ظنا منها أن شيطانها هنا وضعت يدها على صدرها ما أن إستوعبت أنه لم يكن سوى قصي يرتدي كنزة صيفية وسروال قصير
تفاجئ قصي من صړختها ولكنه يتفهم لما عانته ليشير ب يده أن تهدأ قائلا
مټخافيش يا سديم دا أنا قصي
حرام عليك وقفت قلبي
حقك عليا بس كنت معدي من جنب البلكونة وسمعت صوت همس ف طلعت ولاقيتك
خلاص حصل خير
تساءل بجديةأعصابك هدت شوية!
أومأت قائلةأها سمية لسه مشرباني لبن وعاملة دور ماما كويس
إتسعت عيناها ب دهشة حقيقية وهي تراه يضحك صحيحا ليس ب عمق ولكن تلك الضحكة كانت أكثر من رائعة قصي يبتسم قصي يضحك والأكثر من هذا أنها أحبته يضحك
حركت رأسها ب نفي تطرد أفكارها الغير منطقية لما تنحدر له أفكارها لتزم شفتيها ب ضيق مصطنع قائلة
بتضحك ليه! على فكرة أنا مش بحب اللبن وهي شربتهولي ڠصب عني
ليرد ب تعاطف وهو يبتسملأ كدا ملهاش حق
لتردف ب ڠضببتتريق حضرتك!
حرك رأسه نافيالأ خالص
ضيقت عيناها ب غيظ لتشيح ب رأسها بعيدا عنه ليبتسم ب جانبية وهو يرى تذمر طفلة تشتكيه والدتها التي تجبرها على إرتشاف الحليب وكأنها لم تمر ب ساعات أرهقت أعصابه أكثر منها شخصيا
حدق ب هيئتها الشبه طفولية ب تدقيق لا ينكر جمالها الفتاك الذي جذبه أول الأمر إليها حتى قوامها ف ناظريه لم يفتهما التأمل
تنحنح قصي وقال يجتذبها إلى الحديث
هتروحي المستشفى بكرة!
إلتفتت إليه وقالت دون ترددأكيد طبعا وليه مروحش
عشان اللي حصل مثلا يعني
إقتربت منه حتى وصلت إلى السور الفاصل وقالت ب قوة وعيناها تتطلع إلى خاصته ب نظرة تشع إصرار وتحدي
أنا مش لازم أخاف منه النفخة اللي هو فيها دي عشان ملقاش حد يقفله أنا بقولك تاني أنا مش خاېفة
رمى ب كلمتهكدابة!!!
إرتفع حاجبيها سريعا تزامنا مع إتساع عيناها وهي تستمع لما قاله ينعتها ب الكاذبة هي لا تخاف من أرسلان بلى تخاف ولكن كبرياءها يمنعها أن تعترف
صمتت غير قادرة على الحديث ليكمل قصي حديثه وهو الآخر يتقدم
شوفتي بقى! مش عيب إنك تخافي على فكرة بس العيب تعرفي أنت خاېفة من إيه ومتحاوليش تتغلبي عليه
ردت ب آليةأنا بحاول أتغلب أهو بدليل إني هنزل
شغلي بكرة
إبتسم قصي ب إنتصار لتعض سديم على شفاها ب صدمة لما قالته ف هي قد إعترفت أنها خائڤة لتحمحم ب إرتباك هاتفة
برضو مش خاېفة
مصدقك
قالها ب نبرة ساخرة لټضرب الأرض ب حنق ثم أردفت
طب أدخل بقى نام عشان أنت مضايقني
وضع يديه ب جيب سرواله وقالأنا جيت جنبك ولا هو رمي جتت وخلاص
هدرت ب حنقشوفت بقى لسانك هو اللي بيخليني أقول كلام يزعلك
والله!!!
قالها ب تعجب لتؤكد على حديثه ب إيماءة ثم تابعت
أها ويلا أدخل أنت مش سقعان ب اللي لابسه دا! الجو بارد يا مؤمن
نظر إلى ثيابه ب دهشة ولم يعقب بل إرتفع ناظريه إليها وأردف ب جدية
متنزليش بكرة يا سديم
بصفتك إيه تمنعني إني منزلش!
أكمل ب هدوءمش بصفتي حاجة بس دا كله لمصلحتك
صرت على أسنانها ب ڠضب لتحل ذراعيها المعقودين ثم أردفت ب حدة
أنا أدرى ب مصلحتي وهنزل شغلي مش هخليه يفكر أنه خوفني وإني هقعد ف البيت كنوع من الحماية
أشارت ب سبابتها ب تحذير وأكملت ب نفس ذات الحدة
ومتدخلش ف حاجة متخصكش عشان دا مش من حقك
هنا وهدر ب صرامةهتسمعي الكلام
ڠصب عنك أنا مبلعبش معاك صلح
ضړبت الأرض ب قدمها وهدرت ب غيظمش ب مزاجك وهنزل يعني هنزل وشوف بقى هتمنعني إزاي ومفيش تصبح على خير
ثم تحركت ب إتجاه الشرفة لتدلف وقبل أن تغلقها سمعت صوته يقول
و أنت من أهله
أعادت رأسها إلى الخارج وهدرت ب ڠضب
أنا قولت من غير تصبح خوفا من رؤية عينيه القاسېة ولكن برودة نبرته أجبرتها على النظر إليه
بصلي يا ريم بصلي لآخر مرة
إتسعت عيناها وهى تتساءل ب ضعف
يعني إيه آخر مرة!
جلس فوق طرف الفراش وأكمليعني آخر مرة يعني مفيش خلاص النهاية
حاولت الإعتدال ولكن جسدها عجز عن الإستجابة ليضع يديه على كتفيها يعدل من جلستها لتهمس ب نفس الضعف ولكن تحشرجت نبرتها
فهمني! عرفني أنا مصيري إيه
أردف ب جمودأنا ب فحيح
مش هو دا اللي دبر ونفذ! مش هو دا اللي خلى نفسه كلب لناس هتبيعه دلوقتي لما يعرفوا اللي هيحصل! مش هو دا اللي دوستي عليا عشانه وأهو باعك ليا عشان يضمن حياته بس للأسف ميعرفش إن ربنا مبيسبش حق حد وبنته بقت سلاح ھيموت بيه
هبطت عبراتها ب غزارة تألما و خوفا لتهمس بعدها ب إرتجاف
بس دا أبويا
كدااابة أنت عمرك ما فكرتي ف أبوك أنت زيك زيه عرق الۏساخة والدناءة مالي دمكم أنا وبس هو دا اللي عايشين عليه بس وعهد الله
تحرك خطوة ثم عاد يبعد يدها عن وجهها ب حدة وهمس ب إشمئزاز
نسيت أقولك إنك طالق
أجهشت ب البكاء ولكنه كان ينظر إليها ب جمود قبل أن يترك يدها و يبتعد
ثم توجه خارج الغرفة ليصفق الباب ب عڼف ثم صړخ ب الخادمة التي أتت مهرولة تقف أمامه خائڤة وهى تستمع لأوامره
جهزيها مع الممرضة الخاصة بيها لما تيجي عربية إسعاف تسبيهم يدخلوا هما عارفين هيعملوا إيه سامعة!!!
هدر ب عبارته ب ڠضب لتومئ الخادمة