الأربعاء 25 ديسمبر 2024

سدره

انت في الصفحة 3 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


أنها تجاوزت الواحد والعشرون عاما وبعدها لم يمر سوي شهر حتى أعلنت خطبتهم فقد وجد فيها الجمال الذي سيتباهي به أمام الجميع وذات أصل عريق ومصاهرة يتباهي بها وسط مجتمعه والمحيطين به كانت سعادة الدنيا تغمرها ولم ينكر سوي أنها أحاطته بحبها ولكن التمرد الذي رافقه منذ مراهقته هو الذي دمر كل شىء كسر قلبها وحولها لأنثي أخرى رافضة وجوده في محيطها لقد وجد نظرة الكره صريحة في عينيها في عدة المحاولات التي سعي لمقابلتها فيها ولم تقابله سوي بالنفور والرفض.

وهاهو الآن يطوق فقط لرؤيتها لعل الشوق الذي ېقتله كل ليلة أن يهدأ ولو قليلا.
وبينما هو جالس مبتسم يتذكر وجهها البشوش وعينيها اللامعتين سمع عدة طرقات على
الباب فأذن بالدخول ادخل
دخلت سدرة بجمودها المعتاد وبادرت القول صباح الخير دكتور يوسف بعد إذنك أنا همشي خلصت الشيفت بتاعي ونهى على وصول هتستلم مكاني
أومأ يوسف برأسه ورد بهدوء تمام يا سدرة أخبار المړيض إيه
تذكرت سدرة آخر لقاء بينهما قبل مكوثها خارج الغرفة حتى انتهاء ساعات عملها فردت كويس يادكتور وأخد أدويته ومفيش مشاكل 
نظر لها يوسف نظرة رضا ثم سألها حد من أهله موجود معاه مرافق حاليا
أجابت لا محدش جه
تنهد بيأس متيقنا بداخله أن يمني سترفض الحضور لو علمت بوجود آسر في المستشفي الخاصة التي يملكها يوسف بعد والده.. ثم رفع عينيه لها وقال تمام ممكن تمشي ياسدرة
أومأت رأسها بالموافقة والتفتت مغادرة المكان.
دخلت نهي بإبتسامتها التي لا تفارقها على آسر بينما هو متسطحا على الفراش شاردا في نفسه وحياته التي لم يأخذ منها سوي الفشل في كل شيء تخرج من جامعته بعد رسوب عدة أعوام كما أنه لم يوفق في عمل له سواء في مجاله أو غير ذلك كلمة فاشل الذي ينعته بها الجميع تشرخ قلبه وليس كما يظهر لهم ويأخذها على محمل المزاح
أفاقته من شروده نهي التي هزته برفق متسائلة ... إيه سرحان ف إيه
انتبه لها وابتسم ثم رد عليها هلا بوجه القمر
ابتسمت ثم قالت أنا هنا من بدري وسألتك عن صحتك وأنت ولا أنت هنا
أجابها بشرود سرحان فيكم ومش عارف هتعفو عني إمتى
ظلت على ابتسامتها وأجابته الدكتور يوسف هو اللي هيقرر ... ثم أخرجت من جيب معطفها مجموعة من الأقراص وقالت اتفضل خد أدويتك 
مد يده السليمة وأخذها منها وهي ناولته زجاجة الماء ثم اعتدل فاستكملت قائلة دقايق وهيكون عندك الفطار 
ابتسم وقال أنا شبعت أما شوفتك ياقمر أنتي
رفعت أحد حاجبيها وسألته أنت بقى كده على طول
أجابها بتساؤل كده إزاي يعني
أجابته يعني بتهزر دايما وتضحك وتعاكس البنات كده
ضحك على إجابتها ثم قال أنا كده مع الحلوين اللي زيك بس إنما كان قبلك هنا بنت ياساتر يارب بصة عنيها ټحرق 
علت ضحكتها وقالت أكيد
سدرة
أجابها فعلا اسمها سدرة بنت جميلة أوي بس كشړية 
جلست على الكرسي المجاور له وقالت هيا كده من يوم مااشتغلت هنا بس الدكتور يوسف بيثق فيها لأنها مجتهدة وشاطرة في شغلها 
سألها بفضول طب ومحدش منكم حاول يسألها عن سبب جمودها ده يكون في حياتها مشكلة أو مرت بظروف صعبة جعلت منها الشخصية دي 
أجابته هي هنا من حوالي سنة وبتتعامل مع الكل بحدود ولو حد حاول يتخطى حدوده معاه بتثور وبتبقي مشكلة فاحنا عرفنا طبعها
وبقينا بنعاملها على أساسه.. بس مقولتليش هو أنت قريب الدكتور يوسف.. أصله يعني مهتم بحالتك جدا
ودايما يوصينا عليك 
رد عليها أيوة كان خطيب أختي الصغيرة بس محصلش نصيب 
أسرعت تسأله بفضول أيوة فعلا فاكرة أنه خطب ومحصلش نصيب بس أنت بقى هتقولي محصلش نصيب ليه 
أجابها بإبتسامة الفضول هيقتلك بس حقيقي معرفش يمني قالت أنهم متفقوش مع بعض ورفضت تكمل ودي حياتها محدش يقدر يغصبها عليها 
قالت نهي بتعجب بس متآخذنيش الدكتور يوسف رجل كده ملو هدومه وسيم وشاطر ومشهور وغني ميترفضش يع 
ابتسم لها وقال الله يسلمك ياحبيبتي أنا بخير يايمني اطمني 
نهضت نهي وقالت استأذن أنا ولو احتجت
حاجة أنت عارف هتطلبني إزاي.. ثم خرجت دون انتظار رده.
جلست مكانها يمني وقالت بأسف سوري ياآسر معرفتش آجي من إمبارح ماما رفضت نزولي وصممت بكده وياسر قالي معرفهاش إن أنت اللي تعبان
رد عليها مطمئنا لها ولا يهمك يا حبيبتي الموضوع مش مستاهل.. وكمان 
قاطعته معاتبة واستني عندك هنا أنت ملقتش غير المستشفي دي تجي فيها
نظر لها بتعجب ثم أجاب تصدقي أنا غلطان المفروض كنت فوقت من الإغماء اللي كنت فيه وقولت ودوني أي مستشفى ماعدا مستشفى اليوسف ويغمى عليا تاني مش هتبطلي عبط
يابت هو أنا كنت حاسس!! 
أدارت وجهها بتذمر وقالت يوووه ياآسر بقي.. مش قصدي كده أنا.
قاطعها صوت جاءها من الخلف وأنا بقول المستشفي كلها منورة ليه أتاري ده نور ست البنات
تلك الصوت الذي تحفظه جيدا ظهرا عن قلب تلك الصوت الذي كانت تتغنى به أذناها لأشهر طويلة ولكن الآن تنفر من سماعه.
عندما لم يجد منها أي إجابة ولا حتى الټفت له دار حول السرير ليكون مقابل لها حتى يمتع عينيه برؤيتها ووجه حديثه لآسر متسائلا أخبارك إيه يابطل طمنا عليك
أجابه آسر أنا كويس وزي الفل وياريت أخرج أكمل علاج في البيت
سلط يوسف نظراته على يمني التي تجازف ألا تلتقي أعينها به وقال بجملة ليس لها سوي مغزى واحد لا ياآسر مينفعش تمشي أنت لازم تفضل عشان عملية الكسر المضاعف محتاجة متابعة ولازم تفضل معانا كام يوم كده على المايه ترجع لمجاريها ثم انتبه لما قال فنظر لآسر وقال قصدي لحد مانطمن عليك ونشوف لسه محتاج إيه نعملهولك
تنهد آسر وقال في نفسه شكلك ياآسر وقعت كبش فدى
نهض مبكرا كعادته كل يوم وأخذ حماما دافئا ثم ذهب إلى غرفة ولديه الذي أيقظهما بحب كبير ثم هبط بهما إلى أسفل لتجهيز الفطور وبعد أن أعد الفطور كاملا صعد ليقظ زوجته لتتناول معهم الفطور وبعد محاولات عديدة معها استطاع أن يقنعها بالنزول وتناول الإفطار مع زوجها وولديها
كانت تغمره السعادة أنه بعد عدة أشهر أسرته كاملة تجلس معه حول المائدة أطفاله يبتسمون بسعادة لتناول أمهم الطعام معهم.
ينظر لها بسعادة رغم ملامحها التي بهتت وكأنها أصبحت إمرأة أخرى غير الذي عشقها وتزوجها.. تنظر حولها لهم بإبتسامة ونظرات متوترة كان بين الحين والحين يضع اللقيمات في فمها حتى ڼهرته بعصبية خلاص بقى ياياسر مش عايزة كفاية كده
تنهد ووضع مافي يده ونظر لها بثبات قائلا ماهو لازم تتغذي ياصبا أنتي مش شايفة شكلك بقى عامل إزاي!!
أجابته ببعض الحدة عارفة إني مبقتش عاجباك ولا عاجبة نفسي ولا عاجبة حد بس أنا مبقتش عارفة أكون غير كده
أجابها بحب أنتي عارفة إني بحبك بأي شكل وبأي حالة بس أنا عامل عليكي أنتي نفسي ترجعي تنوري زي الأول وتتحركي في البيت وترجعيله الحياة تاني 
قالت له بيأس أما تبقى الحياة
ترجعلي الأول ياياسر 
قال لها بحماس هترجع ياحبيبتي وأنا معاك لحد ماتنوري تاني وياللا عشان تجهزوا هنخرج النهاردة نتغدى ونتفسح ونقضي طول اليوم بره
نهضت بتثاقل متجهة للسلم الداخلي للمنزل تصعد لغرفتها وهي مولية ظهرها لهم وقالت خد الولاد وأخرج يا ياسر أنا هنام مش خارجة 
قال پغضب كفاية بقى ياصبا أنا تعبت بجد تعبت أوي ارجعيلنا ياصبا إحنا محتاجينك 
وقفت لبرهة تبتلع غصة مؤلمة وقالت في نفسها وأنا هريحك يا ياسر
رنات متتالية من جرس الباب جعل سدن تتذمر تاركة فرشاة الرسم من يدها متجهة ناحية الباب حاضر حاضر
دخلت ثم سألتها أمال ماما فين وحشاني أوي وبابا وسدرة فين 
ردت بإبتسامة ماما في أوضتها مريحة شوية وبابا خرج ولسه مرجعش وسدرة نزلت تعطي حقنة لأم مريم جارتنا
بادلتها غصون الإبتسامة وقالت طب هدخل أشوفها وخلصي وتعالي اقعدي معانا 
أومأت سدن بالموافقة وردت دقايق بس هخلص حاجة مهمة واجيلك 
بينما سدن مستغرقة في اللوحة التي ترسمها سمعت صوت إشعار على هاتفها تناولته وفتحت الإشعار لتجد منشور من مسئول المجموعة التي تعرض فيها كل لوحاتها ومحتواه تعلن إدارة جروب مواهب ثمينة عن بدء مسابقة لجميع المواهب في مختلف المجالات والمسابقة عبارة عن عرض عمل لكل متسابق ولكن لكل مجال يوم محدد وسنبدأ بموهبة الرسم وكل يوم ولمدة أسبوع سنعرض عليكم في الصباح المجال
الذي سيتم عرضه خلال اليوم وعلى كل
متسابق وضع عمل واحد من أعماله وأكثر عمل سيحوز على
إعجاب أعضاء الجروب له جائزة ثمينة تقدمها إدارة الجروب
مع تمنياتي بالتوفيق للجميع 
بعدما قرأت سدن تحمست واشتركت في المسابقة بعمل لها سبق وحاز إعجاب كل من رآه وبعد أقل من دقيقة جاءها أول إشعار بإعجاب على منشورها فتحته وجدت إعجاب من تميم عمران ابتسمت ثم أغلقت هاتفها وعادت لرسم لوحتها مرة أخرى.
ردت عليها صباح بحنان بدعيلك في كل لحظة يابنت قلبي.. ربنا يحبب فيكي يخلقه ويهديلك راجلك ويوقفلك ولاد الحلال .. بس قوليلي جوزك عامل معاكي ايه 
ردت بخفوت هيعمل إيه يعني.. أديني عايشة والحياة ماشية 
مسحت صباح على كتفها وسألتها طب طمنيني لسه بيمد إيده عليكي زي الأول
أجابتها لا أبدا أنا عملت زي ماقولتيلي ومبقتش أقول غير حاضر وطيب ومن يومها وهو ممدش إيده عليا 
ابتسمت صباح بإطمئنان وقالت طب الحمد لله خليكي جدعة زي ماأنتي وعيشي يابنتي مفيش أحسن من نعمة الستر وأنا عايزاكي تعيشي مستورة 
بادلتها غصون الإبتسامة وردت عليها اطمني ياما.. متشليش همي إن شاء الله هعيش مستورة زي ماأنتي عايزة 
تجلس ياسمين في غرفة الضيوف مع أبنائها و أخيها وولديه تبتسم بمجاملة لمرح ابنتها جنى مع الصغار ومنافسة ياسر وفادي في إحدى الألعاب الإلكترونية بينما عقلها شارد في زوجها الذي أتى لعملها صباح اليوم وعرض عليها رجوعه المنزل مقابل تركها عملها الذي يضطرها للخروج مرارا وتكرارا مما يشعل ڼار الغيرة بداخله مازالت جملته تتردد في أذنيها أنا قرفت وجبت آخرى يا ياسمين ومستحمل عڈاب سنين عشان بحبك لكن دلوقتي مش هرجع إلا أما تبقى ليا ولبيتك وبس... وعندما ردت عليه بتساؤل وإن مسيبتش شغلي هتعمل إيه يامراد... رد عليها بأنفاس متقطعة يبقى أنتي اللي اخترتي وكل واحد هيروح لحاله ويبقى أنتي اللي حكمتي علي عيالنا يتربوا بعيد عن حد فينا ... صورته وهو يوليها ظهره قائلا بتحكم يومين وهنتظر منك الرد ... تتعجب كيف طاوعه قلبه على ذلك!! كيف له أن يدمر مجهود سنوات في لحظة!!!... سنوات تبني في اسم لها في عالم الأزياء النسائية وهو يأتي لهدم كل هذا في لحظة فاقت من شرودها على هز ياسر لها متسائلا ياسمين أنتي كويسة
تخللت أصابعها منابت
شعرها الأمامية بتعب وردت عليه كويسة ياحبيبي بس شوية
صداع
قال
لها بحنان هجبلك مسكن
 

انت في الصفحة 3 من 41 صفحات