عيناي لا ترى الضوء بقلم هدير محمد
الكرسي بره... شيفاه من شباك الأوضة وهو بيضحك و بيهزر معاها
و كمان بتأكله بأيدها
عنده
حق في كل كلمة قالها... هو بيحبها هي... انا مجرد وحدة أهله
اجبروه أنه يتجوزني... بس برضو انا مستاهلش المعاملة دي !!
عيطت... لاني شايفة جوزي مبسوط معاها... سليم عمره ما بصلي زي ما بيبصلها كده... هو بيحبها زي ما قال بنفسه و عايزها هي... أما أنا لا...
بس يا عمي كنت جوزتهاله و خلاص... هو بيحبها و عايزها... مش شايف شكله اتقلب 180 درجة ازاي و بقا في قمة سعادته مجرد ما شافها... هو عايز يتجوزها... ليه اجبرته يتجوزني... اشمعنا انا يعني يعني لو انا مكنتش موجودة في حياته... أظن كان هيبقى أسعد من كده
ليه
عشان مشوفتش حد بأخلاقك و لا بأدبك إنتي مفيش حد أحسن منك يا أيلين
شكرا على ثقتك فيا... بس يا عمي سليم مش بيح...
انا عارف و متأكد أن سليم هيحبك إنتي و هتشوفي بنفسك و متزعليش منه هو واحد عصبي شوية... بس طيب و دماغه الناشفة عايزة تتكسر
مفيش حاجة
عايزاها تخرج من عنده
لا مش قصدي....
و حياتك دموعك دي لإخرجها من عنده حالا
و دخل عند سليم
ايه انا قطعت القعدة الحلوة دي
لا مفيش
رغد...
نعم يا عمي
أمك بتولد
بجد !
اه شوفتي انا لسه شايف الإسعاف جاية من عندكم سألت واحد قالي أن امك بتولد
طب... طيب يا سليم انا لازم امشي
على فكرة أمها لسه في الشهر الرابع
ما انا عارف
اومال قولتلها ليه أمك بتولد
يا ابني افرض كانت بتولد صح و بنتها قاعدة هنا معاك... مين الأحق بالرعاية يعني أنت و لا أمها !
انا عارف أنت مشيتها ليه... المهم انا عايز أخرج من هنا
هشوف هل الدكتور يكتبلك خروج و لا لا... أيلين تعالي هنا
بصي تاخدي بالك منه كويس تحطيه في عينك بدل ما
أزعل منك
حاضر يا عمي
خرج أبوه و سابنا إحنا الإتنين... سليم لما شافني دخلت كشړ و نفخ بضيق و بص بعيد
فيه حاجة اقدر اجيبهالك
لا مفيش
قعدت على الكنبة الموجودة في الأوضة
لقيته بيحاول يقوم فقومت اسنده... بعدني عنه و قال
مش عايز مساعدة منك
سليم ممكن تحط خلافاتنا دي على جمب... انت تعبان دلوقتي
قول اللي انت عايزه عندك حق لكن انا مش هضايقك...
إنتي وجودك في حياتي هو السبب الأول اللي مخليني مضايق...
مالك مش عارفة تردي مش بتردي عشان إنتي عارفة كويس أن ده حقيقي... أنا مش بطيقك بجد !
كلامه صعب معايا بس مرضيتش أرد... أبوه رجع و قاله
سليم الدكتور كتبلك خروج
طيب يلا خرجوني عشان اتخنقت من المستشفى دي
خرج سليم من المستشفى و ركب عربية قاسم يوصله البيت و أنا كذلك
طول الوقت هدوء تام... ببص على سليم... شيفاه مضايق و ساكت... عايزة اتكلم معاه بس معرفتش... فجأة قاسم ركن العربية على جمب و قال
في صيدلية قريبة هنا... هنزل اشتري ادويتك يا سليم... خليكوا انتوا هنا
طيب بس متتأخرش...
خرج قاسم... بقينا أنا و سليم لوحدنا... كل شوية سليم ينفخ بضيق و يبص في كل ركن في العربية
ايدك ۏجعاك صح اكلت ولا انزل اشتريلك أكل
ملكيش دعوة...
سليم أنت تعبان... ياريت تبطل عناد...
انتي اللي عنيدة... بقولك ايه اسكتي و مسمعش صوتك حتى... أنا مش عارف جايبة من فين العين الواسعة اللي بتكلميني بيها دي... مش مكسوفة من نفسك
مش هتكسف من نفسي لأني معملتش حاجة...
نفس الأسطوانة... أنا محدش لمسني... أنا معملتش حاجة... أنا مظلومة... مش عندك جديد ولا هتفضلي تكرري الكلمتين اللي ملهمش أي تلاتين لازمة دول...
أنا مش هرد عليك... و قول اللي تقوله... كده كده أنت بكرهني ف مش هيفرق معاك زعلي من كلامك ده... أنا اتأكدت النهاردة أنت بتحبها اد ايه...
اه بحبها جدا... بس منمتش معاها زي ما انتي عملتي... آلاه صحيح يا أيلين... النونو بدأ يتحرك في بطنك ولا لسه... طب عرفتي نوعه ايه... طب لو طلع ولد هتسميه ايه
اټصدمت من كلامه... ده مقتنع اوي إني بخونه و حامل... مقدرتش اتكلم... و سكت... قولت مش هكرر اللي حصل ده تاني... خليه يقول اللي يقوله براحته بقا... مقدرتش امسك دموعي... جه قاسم و ركب العربية و مشينا
يا أيلين تاخدي بالك منه كويس سليم أمانة عندك و انا هاجي اطمن عليه
تمام يا استاذ قاسم
بقيت انا مسئولة عن سليم بأكله و باخد بالي منه و بخليه ينتظم على العلاج و كان قاسم و أبو سليم بيجوا كل يوم يطمنوا
عليه
مع الوقت سليم كان بيتحسن... لكن هو مش طايقني حرفيا و كل يوم يتخانق معايا و مش برد عليه و بطلت أدافع
عن نفسي عشان معملش مشكلة... و لسه مقتنع أني بخونه و بسيبه يقول
كلام صعب و بيجرح في حقي و كنت بستحمل و بدوس على نفسي كتير
كل يوم أدعي ربنا ان الحقيقة تظهر و واثقة ان هيحصل كده في يوم و أكيد هيجي يوم سليم يعرف أن طول الوقت كنت بقول الحقيقة
عدى شهر و إحنا الإتنين طول الوقت مش بنتكلم أبدا يادوب بعمل اللي هو عايزه و بس
صبرت كتير لإن بعد الصبر فرج... بس طبعا طاقتي هتخلص يعني محدش هيستحمل كل شكوكه فيا دي...
في يوم في الليل كان هو في البلكونة جيت عنده بمج الكابتشينو اللي بيحبه و كوباية مية و معايا العلاج اللي بياخده
اتفضل
شرب حبة من البرشام... بس كان مزاجه معدول شوية ابتسم وقالي
شايفة منظر النجوم و القمر منظرهم تحفة
بصيت على السماء و قولت
اه فعلا منظرهم جميل
تعرفي انا نفسي في ايه حاليا
نفسك في ايه
مسك ايدي و لمس على شعري و قالي
نفسي اصحى في يوم كده ملقكيش في البيت... نفسي افتح عيوني و الاقيكي اختفيتي من حياتي كلها تبقي مش موجودة كده... تخيلي كم السعادة اللي هكون فيها !! نفسي جداا اليوم ده يجي
سحبت ايدي من ايده و قومت و قولت
أنت عايز كده
عايز كده اويييييييييي
مشيت و دخلت أوضتي و قفلت الباب و بقيت اعيط بطريقة فظيعة طول الليل
ياربي انا عملت ايه لكل ده من كتر شكه فيا بقيت انا بشك في نفسي فعلا... مش قاردة والله طاقتي
كلها خلصت انا اتكسرت !! انا استحملت كتييير استحملت و دوست على نفسي اكتر من مرة اعمل ايه تاني ! كل كلامه في حقي و في شرفي بيكسرني و بيجرحني أوي... لغاية هنا و كفاية !!
فتحت الدولاب و طلعت شنطة كبيرة و حطيت فيها هدومي
أيوة انا قررت امشي... كده كده انا مش هقعد مع واحد مفكر أني خاېنة و كل مرة يقول عني كلام محصلش
سيبت رسالة ل سليم إذا قرأها يعني... و لبست و أخدت الشنطة و هو
كان نايم و تسللت و خرجت من البيت و مشيت وانا ناوية أني هختفي فعلا و مخليش حد يعرف انا روحت فين و رميت الخط بتاعي...
تاني يوم......
سليم صحي و خرج من اوضته و غسل وشه و عمل فطار لنفسه بعد ما خلص أكل لاحظ أن أيلين لغاية دلوقتي مخرجتش من اوضتها
و انا مالي بيها تخرج أو متخرجش مليش دعوة في الحالتين... بس كل يوم كنت اصحى لاقيها قاعدة هنا في الصالة... و لا تكون زعلت من كلام إمبارح و قررت تحبس نفسها جوه الأوضة .... و انا مالي براحتها هي
من أول الصبح لغاية العصر سليم لاحظ أن أيلين مخرجتش ولا مرة من الأوضة !!
راح عند اوضتها مسمعش اي صوت ليها
قرر يفتح الباب و بالفعل فتحه و اتفاجىء لما لقي أيلين مش موجودة !!
دور عليها في البيت كله ملقيهاش و أخد باله ان فيه ظرف كان على سرير أيلين ف أخده و قبل ما يفتحه نادى على البواب
يا اشرف يا أشرف
نعم يا أستاذ
هي المدام نزلت من شوية
معرفش يا أستاذ
يعني مشفتهاش و هي نازلة
لا يا أستاذ... اه صح فيه بنت بتسأل عليك
مين دي
معرفش بس هي مصرة تشوفك
طب خليها تيجي
تمام يا أستاذ
جات البنت سليم كان أول مرة يشوفها
مين حضرتك
انا ابقى بنت خال أيلين
طب اتفضلي... تشربي ايه
لا مش مهم انا جايلك في موضوع مهم لازم تسمعه بسرعة
تمام قولي
أيلين مش حامل
عرفتي ازاي اساسا مين عرفك الحوار ده أساسا
انا هحكيلك كل حاجة... انا اسمي نور دكتورة صيدلانية ابقى بنت خال أيلين و أخويا مروان بيحب أيلين من زمان وكان عايز يتجوزها... فلما أيلين اتجوزتك هو أخترع حكاية الحمل دي عشان تطلق أيلين وهو يتجوزها وهو متفق مع وحدة تقريبا اسمها رغد و أظن أنها عايزة تتجوزك كماااان... هم الإتنين غيروا الدواء الأملاح اللي بتاخده أيلين و ده عن طريق صاحب الصيدلية اللي بتشتري منه أيلين دايما
آخر مرة كانت أيلين عندي نسيت الدواء بتاعها وبالصدفة عرفت ان الحبوب متبدلة و مش هو نفس الدواء اللي بتاخده... و عرفت أن البرشام ده الحبة الوحدة منه بتخلي أعراض الحمل مستمرة لأسبوع كامل و أيلين كانت بتاخد منه دايما... و الدكتورة اللي جبتها و كشفت عليها دي كانت تبع مروان أخويا كان متفق معاها انها تقولك ان أيلين حامل... و لما عملت تحليل لأيلين هم الإتنين زوروا التحليل... نتيجة التحليل اللي شوفتها دي مش بتاعت أيلين دي كانت بتاعت وحدة ست حامل فعلا بس غيروا الأسماء... و اللي كان بيعرفهم كل خطوة بتعملها هو البواب بتاعك كان بيقولهم كل حاجة عن تحركاتك... و
هتقولي عرفت ازاي هقولك أني سمعت مروان بيكلم رغد دي إمبارح و بيتفقوا على أيلين عشان تطلقها و كل واحد يوصل لهدفه... لكن مراتك
مش حامل ابدا أيلين مش خاېنة و لا متعرفش حد عليك أساسا انا أكتر
وحدة اعرف أيلين و أخلاقها مش كده... دي مجرد لعبة من أخويا و رغد عليها عشان يدمروا حياتها كلها... و انا لما عرفت كل ده جيت أقولك على طول عشان أكيد حصلت مشاكل كتيرة بسبب الموضوع ده...
سليم اټصدم من اللي سمعه و اتفاجىء جدا
هي أيلين فين عشان أقولها
أيلين مش موجودة
المهم إني عملت اللي عليا و جيت أقول كل اللي أعرفه... لما ترجع ابقى خليها تفتح تليفونها لأني برن عليها و شكله مقفول
مشيت نور
و سليم بيحاول يستوعب اللي سمعه مش شوية
افتكر الظرف اللي شافه أخده و فتحه و لقي أن أيلين هي اللي كتباه
و بدأ يقرأ