الخميس 26 ديسمبر 2024

إيڤا

انت في الصفحة 7 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


تستعلم منه عن إمكانية مقابلته فأخبرها الأخير بنبرته الرسمية
أولا لازم يكون في ميعاد سابق ثانيا سيادته مش موجود دلوقت.
سألته بأنفاسها المنفعلة
طب هيرجع إمتى
قال بنفس الروتين الرسمي
معنديش فكرة.
بالكاد كظمت غيظها في نفسها وغادرت الغرفة لتتفاجأ ب عمر ينتظرها في الخارج مرتكنا بظهره على الحائط وعلى وجهه هذا التعبير الساخر. في التو أبدت بسنت جهلها بنواياه قائلة

أنا ماليش دعوة بيه.
سرعان ما التفتت بهاء ناظرة إليه لتحدجه بهذه

النظرة الڼارية فقابلها بهدوئه المستفز بينما ارتسمت ابتسامة صغيرة على زاوية فمه وهو يبادر بالحديث إليها
مكونتش فاكر إن نفسك قصير كده!
كانت فاقدة للسيطرة على مشاعرها المنفعلة فصړخت في وجهه
إنت عايز مني إيه
اعتدل في وقفته وانتصب بكتفيه ثم نظر في عينيها قائلا بتمهل
أولا الصوت العالي مش مسموح بيه هنا...
احتقن وجهها أكثر من عجرفته الظاهرة في طريقة تعامله معها رأت سمة الغرور تنعكس على ملامحه حين تابع 
وثانيا أنا عايز ننهي أي...
لم تمهله الفرصة لمواصلة حواره فقاطعته بحدة مھددة إياه
قبل ما تكمل كلامك أنا هعمل ضدك شكوى رسمية والتدريب ده مش عايزاه بناقص منه.
تطلع إليها للحظات ثم استطرد معقبا بهدوء
براحتك دي مصلحتك أنا مش هكون أدرى بيها منك.
انتفخت عروق وجهها من بروده فاستمر يقول في نبرة هادئة رزينة لا تشوبها شائبة
وبالنسبة للشكوى حقك أظن محدش منعك.
زوت ما بين حاجبيها في دهشة وسألته في رنة متعصبة قليلا
إنت مش قلقان إن ده يأثر عليك
أجاب بشيء من التفاخر
متعود على كده.
رفعت حاجبها للأعلى فأوضح لها ما بدا غامضا
في كتير بيعملوا شكاوي علشان يتعرفوا عليا يعني زي ما بيقولوا كده أسلوب جديد للمعاكسة.
برقت عيناها ذهولا فابتسم لكونه قد نجح في مكر لتغيير مجرى الحوار بينهما لأمر آخر لهذا واصل الحديث على نفس المنوال
ما إنتي بنت وفاهمة الأساليب دي كويس فأنا مش هستغرب لو عملتي زيهم.
فغرت فمها للأسفل في دهشة من تفسيره العجيب لتحتج بعدها باستنكار
إنت بتهزر أنا هعاكسك إنت بأمارة إيه
أجابها بقدر من الغرور المغيظ لها
واحد عازب بشتغل شكلي وسيم وبنات كتير نفسها ترتبط بيا.
قطبت متسائلة في استهجان
وأنا هكون منهم يعني
ابتسم في لؤم قائلا
إنتي أدرى..
قبل أن تفكر في الاحتجاج عليه هم بالتحرك مرددا
عموما أنا مشغول ووقتي مش ملكي شوفي هتعملي الشكوى امتى وعرفيني...
وضع يديه في جيبي بنطاله وسدد لها نظرة مستخفة قبل أن يكمل بما استفزها
ويا ريت لو هتمشي يكون من دلوقت ماحبش يكون في شخص جبان في مجموعتي.
في التو اندفعت تجاهه لتعترض طريقه صائحة بضيق
على فكرة أنا مش جبانة وأقدر أواجه أي حد مهما كان مين.
عقب في استهزاء مبطن وهو يرمقها بنظرة شملتها من رأسها لأخمص قدميها
واضح فعلا.
لوحت له بسبابتها مرددة بصوتها المتشنج
طيب هتشوف أنا هفضل في التدريب ده وهعمل الشكوى برضوه وأنا مش بعاكس.
قابل عصبيتها ببرود ليخبرها مبتسما بسخافة
منتظرك يا أستاذة...
رمقته بنظرة متحدية تحولت في غمضة عين للاستنكار عندما تابع
بس يا ريت أكون بتعامل فعلا مع ناس أد كلمتها مش عيال عن إذنك.
اشتعلت غيظا منه وتجمدت في موضع وقوفها ليتجاوزها مغادرا المكان. في تلك الأثناء كانت بسنت متوترة للغاية أثناء متابعتها لحوارهما أبت ألا تتدخل على أمل أن يتمكنا في النهاية من حل خلافهما بأسلوب ودي متحضر لكن يبدو أن أمنيتها الحالمة قد ذهبت أدراج الريح لهذا عاتبت صديقتها عندما انصرف عمر في لوم صريح
بهاء! إنتي غاوية مشاكل!!
بوجه متصلب ونظرات غائمة أخبرت رفيقتها في عناد عظيم
مع النوعية دي أيوه أنا بدور على المشاكل.
انتقدتها بشيء من التحذير
ولما الحكاية تكبر وتتعقد وعمك يعرف وإنتي عارفة إنه بېخاف عليكي من الهوا الطاير ساعتها هتتصرفي إزاي!!
ردت بعد زفرة سريعة
هو اللي ابتدى.
أوضحت لها بجدية
ما تنسيش احنا عملنا فيه إيه ولحد دلوقت هو ماردش علينا.
قالت معترضة في تعصب
وإنتي ايش ضمنك إنه مش بيخطط لحاجة كده ولا كده ده احنا يعتبر وقعنا في عرين الأسد...
سكتت لثانية وأكملت في تهكم
ده هيعملنا عجة!
همهمت بسنت في غير اقتناع
حساه غير كده.
صممت على رأيها هاتفة
الرجالة صنف واحد

يا بسنت إنتي بس اللي طيبة بزيادة.
هزت كتفيها قليلا قبل أن تقول
مع إن شكله بيقول إن على الله حكايته!
ضجرت من استطالة الحديث عنه فأشارت لها بيدها هاتفة
خلينا نمشي بدل وقفتنا اللي مالهاش لازمة دي.
خلال استعداده للانصراف من المبنى كليا تقابل عمر مع رفيقه المبتسم بأريحية شديدة فنظر إليه من طرف عينه رأى كيف يتألق وجهه في مرح ونشاط لم يبد مكترثا به وتابع مشيه المتعجل دون أن يتفوه بكلمة فاستطرد أنس قائلا بإعجاب
معلم يا باشا ومنك نتعلم.
رغم أنه فهم ما يرمي إليه مباشرة إلا أنه ادعى جهله وسأله
إنت بتتكلم عن إيه
جاوبه في تفاخر
عن اللي عملته مع البت إياها في المحاضرة أنا كنت ناوي أديها القاضية بس إنت زحلقتها بذكاوة.
توقف عن السير ليستدير ناحيته متسائلا في استهجان
وإنت شايف إن اللي حصل ده ينفع أصلا
رد عليه بتحيز
يا باشا دي واحدة شغالة دلدول عند صاحبتها الصايعة يعني توقع منها أي حاجة.
تغضن وجهه بالضيق وأخذ يحذره بنبرة اتسمت بالجدية الشديدة
أنس مش عايزك تعمل مشاكل مع البنت دي بالذات...
ما لبث أن تحول صوته للتحذير حين أتم جملته
وإلا من الأفضل تدي محاضرات لمجموعة تانية ماتكونش هي فيهم.
قبل أن يفكر في الاعتراض عليه أسكته بصرامته
ومش هكرر كلامي تاني.
على مضض رد
حاضر يا عمر باشا.
أثناء اصطفاف المركبات المختلفة للخروج واحدة تلو الأخرى من بوابة الأكاديمية تفاجأت بهاء حينما نظرت بشكل عابر من نافذتها بتواجد عمر في سيارته بمحاذاة سيارتهما لمحها هو الآخر من جهته وللغرابة لم يشح بنظرته عنها بل رمقها بطريقة أجبرتها على متابعة التحديق في وجه فتذكرت عفويا حلمها العبثي وكيف تمكن من القبض عليها ليلقي بها في مسبح مملوء بالبيض المخفوق استفاقت من شرودها الذي طال لتجده ما زال يتطلع إليها حينئذ لاحظت أنه يوجه لها تأنيبا خفيا من نظرته المسلطة عليها فأدركت الأمر وباعدت عينيها عنه في حرج واضح لتدعي التحديق فيما يوجد بداخل حقيبتها المسنودة في حجرها. 
انتفضت في جلستها بقليل من الفزع عندما ضغط على دواسة البنزين فجأة لينطلق في سرعة شبه مرتفعة متجاوزا البوابة الرئيسية لمحيط الأكاديمية بحرفية وإتقان وكأنه في سباق للسيارات سرعان ما امتعضت ملامحها مما وصفته بمحاولته المكشوفة للتباهي صوبت إصبعها تجاه ما تبقى من أثره لتلومه في غيظ
شايفة الغباوة
ضحكت بسنت قائلة في استخفاف
حركتين حلوين حافظهم مش حكاية يعني لما يتمنظر شوية علينا ما الساحة بتاعته وده مكانه.
لم تكن مثلها متساهلة في تبسيط الأمور بل هدرت فيما يشبه التوعد
فكرة بكده إنه بيخوفني لأ ده ما يعرفنيش كويس احنا لسه بنبتدي حكايتنا سوا ومش هكون عجة!
ألقت عليها بسنت نظرة غريبة متعجبة لتردد بين جنبات نفسها وهي تكبح ضحكاتها المتسلية
بكرة نلاقي الموضوع قلب بحاجات تانية لطيفة!
في وقت لاحق قررت الشابات الخروج في نزهة للترويح عن النفس ونسيان ما جرى خلال اليوم الأول من الدورة التدريبية. تلقائيا انتقل الحديث إلى المشادة الكلامية التي وقعت بين بهاء ومحاضريها بالطبع لم تدخر بسنت وسعها وقصت كل ما دار بالتفصيل وكأنها قد قامت بتوثيق الواقعة بالصوت والصورة. انعكس الاستنكار على وجه ميرا فتساءلت باهتمام
واتصرفتوا إزاي
كعادتها المبادرة في هذه النوعية من الثرثرة الغنية تولت بسنت من فورها دفة الكلام وأخبرتها بحماس غريب
شدوا مع بعض كان ناقص بس يحدفوا بعض بالطوب بالعافية لما بيبو مسكت نفسها.
كانت ميرا هادئة الملامح تتحدث بغير مبالاة عندما استطردت
وإيه اللي جابركم على كده شوفوا مكان تاني غير ده لو عايزين كورسات وتدريبات

وأنا من رأيي مافيش داعي تضيعوا وقت في الهيافات دي الأفضل تشوفوا شغلانة مناسبة.
ظلت بهاء صامتة تسمع ما يقال دون تعقيب إلى أن نطقت أخيرا
لأ مش هيحصل أنا مش جبانة علشان أنسحب في أول المشوار وبعدين دي كرامتي يا ميرا.
سألتها الأخيرة بتعجب
هي حرب
ضغطت على شفتيها قليلا لتردف بعدها
ممكن تعتبريها كده.
في شيء من الفضول تساءلت بسنت وهي تغمز بعينها لرفيقتها
صحيح يا ميرو مين ده اللي بيعملك قلوب على كل بوستاتك
أطلقت ضحكة صاخبة تنم عن سرور ورضا لتجيبها في نشوة
الجو الجديد.
تدلى فك بسنت للأسفل في صدمة وتساءلت باندهاش
معقولة لحقتي تعملي move on من علاقتك مع أنس
أجابتها بلمحة من الغطرسة
أكيد مش هفضل أبكي على الأطلال كتير دي صفحة واتقفلت.
هتفت في ذهول
معقولة بالبساطة دي
قالت مؤكدة
طبعا أنا اعتبرته كلب وراح. 
لحظتها صاحت بهاء في استنكار جلي
أنا لو حد عمل فيا زي ما اتعمل فيكي كده هفضل بتاع سنتين تلاتة ماثقش في ولا راجل مش أشبك مع واحد تاني في أقل من شهر.
ضحكت ميرا في مرح وردت
أنا غيرك يا بيبو مافيش مكان للنكد في حياتي.
لم تتوقع بهاء أن تتصرف صديقتها بهذا النوع من الخسة فسألتها لتتأكد من ذلك الشك الذي يساورها بقوة
ميرا هو إنتي كنتي بتحبيه ولا بتتسلي
للغرابة لم تنكر ذلك وأكدت في عنجهية
تقدري تقولي بجرب نفسي معاه لو ولفنا على بعض كنا هنكمل سوا لو لأ يبقى خلاص Out ..
اشټعل وجه بهاء في التو فما شهدته قبل سابق كان ينم عن العكس تماما أحست بالغباء وهتفت توبخها
بس إنتي مافهمتناش كده!
ردت عليها بلوم
أنا متوقعتش إنك تتصرفي بالغباوة دي...
ثم شبكت ساعديها أمام صدرها وتابعت بأنف مرفوع للأعلى في إباء
وبعدين اللي يوجع أي راجل إنك تعرفي عليه الأحسن منه وأنا عملت كده لاقيت المنافس ليه وشبكت معاه.
لم تتحمل بهاء سخافة لغوها فهبت واقفة لتقول بذهول ممزوج بالاستهجان
بجد أنا مصډومة مش لاقية كلام أرد بيه عليكي.
ابتسمت ميرا في استرخاء واضح لم تكن مبالية إطلاقا بحالة الضيق الظاهرة على رفيقتها ولم تعبأ حتى بالتبرير أو الاعتذار لرفيقتها فما كان من بهاء إلا أن سحبت حقيبتها وطرحت على كتفها لتندفع بعيدا عن جمعهن. هتفت بسنت تناديها بقلق
بهاء! إنتي رايحة فين
لم تستدر نحوها وردت بصوت مخټنق نسبيا
تعبانة محتاجة أرتاح.
أسرعت في خطاها لتتجاوز محيط المكان بدت لحظتها وكأن دلوا من الماء المثلج قد ألقي فوق رأسها فجعل كامل جسدها يتصلب استفاقت بعد فوات الأوان من غيبوبة تحيزها الأعمى لتدرك أنها وقعت في فخ التعصب وجعلت من نفسها أضحوكة ناهيك عن خلق عداوات من لا شيء مع غيرها. غادرت بهاء المكان وهي تعاتب نفسها بشدة 
أنا إيه اللي عملته ده!!
يتبع الفصل الرابع
الفصل الرابع
تأرجحت مشاعرها ما بين الضيق والندم فأمضت ليلتها ساهدة فاقدة للرغبة في النوم تفكر بعمق فيما ارتكبته من أخطاء جراء اندفاعها غير المدروس للاڼتقام من أحدهم بعدما تم شحنها ضده لتصدمها حقيقة قاسېة أن الأمر في النهاية يعود للتسلية البحتة لا لتبادل المشاعر الصادقة.
لم تدع التردد يسيطر عليها وحسمت أمرها بإبداء اعتذارها عن
 

انت في الصفحة 7 من 34 صفحات